بعض الكائنات الانتخابية بالجماعة القروية مول البرگي إقليمآسفي لم تترك أبداً أية مناسبة لاستغلالها في مجالها الخصب الذي لا تعرف غيره لم تسلم منها حتى الليالي الأخيرة من شهر الغفران شهر رمضان، حيث قامت هذه المجموعة بإحياء ليلة دينية قبل ليلة القدر مباشرة. فأرغمت إمام المسجد الوحيد الذي يؤمه الناس هناك لصلاة العشاء والتراويح على حضور ليلتهم، مفرغة بذلك المسجد من إمامه، وبالتالي ترك المصلين بدون إمام، لحضور ليلتهم التي هي عبارة عن وليمة بعيدة كل البعد عن الأجواء الدينية، حسب ما أكده بعض سكان هذه الجماعة. وقد شارك في هذه الوليمة »الزردة« وجوه معروفة من أعضاء المجلس التي لا تعير أي اهتمام للألوان السياسية التي تحملها، بل همها الوحيد هو الحصول على مواقع تعود عليهم بالمنفعة الخاصة. هذا الحفل الذي أقيم قبل ليلة القدر، دأب على القيام به أحد المستشارين السابقين المعروف باختلالاته واستغلال عضويته السابقة لولايتين ليفرض وجوده اللاقانوني على المجلس الجماعي الحالي، ليفعل ما يشاء دون تدخل من الرئيس الذي يبارك جميع تصرفاته، بل أمام أعين السلطات المحلية.. وقد زكى هذا القول حضوره لهذه الوليمة التي جمعت كل الكائنات الانتخابية التي بصمت بقوة لإحلال الفساد الانتخابي في الاستحقاقات السابقة. وها هي اليوم تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتوفير الأجواء المناسبة لهذا ولتضع خريطة الطريق لمرحلة قادمة، غير مبالية بما يعيشه المغرب من تحولات جد هامة حول ترسيخ مغرب الحداثة والديمقراطية التي لن تناسبها ولا تستطيع مسايرتها، لأنها ضد مصالحها ومصالح من تعمل لصالحهم. بعض الغيورين عن المنطقة أنّب الرئيس على مسايرته لهذه الأجواء التي أصبحت روائحها تعم جميع الدواوير التابعة لهذه الجماعة، والذين لم تعد تنطوي عليهم مثل هذه السيناريوهات، حتى وإن كان اتجاههم استخدام الأجواء الدينية. وطبعاً لهذا النوع من المسرحيات الهزيلة من يدعمه ويسانده، لأنه من المستفيدين الأولين من فوائده. فقد حضر لمساندة هذه الكائنات برلماني، معروف أنه لا يخطو خطوة إلا وهي محسوبة بدقة ومسخرة لتمهيد مسبق نحو السطو من جديد على أحد المقاعد في الاستحقاقات القادمة. حتى وإن كانت مواعيدها لم تحدد بعد. هذا الأخير مازال الجميع يتذكر بشوق كبير قصته مع الفرقة الثانية. إلا أن دهاءه وخبرته وتمويله أعاده من جديد للبرلماني وفي غرفته الأولى. فحصد الدعم البشري يبدأ من الآن، إن لم يكن قد بدأ في محطات مشابهة. الكثير من سكان المنطقة مازالوا يتذكرون ما أقدم عليه بعض الأعضاء الحاليين والسابقين الذين فسخوا جلدهم أيام الحملات البرلمانية الأخيرة وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها لصالح هذا البرلماني، ثم حين تصل الاستحقاقات الجماعية يعودون إلى قبعتهم السياسية. ومن غريب الصدف، أن بعضهم من له مسؤولية حزبية وفي حزب وطني. وإذا كانت مجموعة كبيرة من ساكنة هذه الجماعة القروية قد ألفت مثل هذه التحايلات ويتعامل معها البعض، مرغماً تحت وابل من الضغوطات والإكراهات. فأين هو موقف السلطة المحلية بعين المكان؟ هل اكتفت بوضع تقارير تصف ما حدث بكل صدق ومصداقية؟ أو أنها غالطت الدوائر العليا بتقارير تخدم هذا النوع من الكائنات الانتخابية، رغم أنها تدرك أكثر من غيرها حقيقة الأمور وما يجري؟ لقد حان الوقت أن تساير السلطات المحلية التوجه الحقيقي لملك البلاد، وحان الوقت لتفرض هذه السلطة وجودها وتضرب بقوة على يد كل من سولت له نفسه، العمل على إفساد ما يتم التخطيط له لصالح مستقبل البلاد. وما الخطاب الملكي الأخير بمناسبة عيد العرش، إلا إشارة واضحة لكل من مازال يخامره شك في أن المغرب قادم، وأن مكان المفسدين أصبح غير موجود، لأن المحاسبة والمكاشفة وما قدم للمواطن المغربي هي الهم الأول الآن أمام المؤسسات الدستورية، حتى نقطع جميعاً مع السلوكات السابقة. الجريدة كانت دائماً سباقة لكشف العديد من الخروقات بهذه الجماعة، ووقفت في أكثر من مرة على مكامن وبؤر الفساد والمفسدين، وعلى هذا الدرب ستستمر إلى أن تبزغ شمس الحقيقة ويأخذ المفسدون والمحتالون وكل من أوقف عجلة التنمية بهذه المنطقة حقه من المتابعة والمحاسبة. إن فرع حزب الاتحاد الاشتراكي يتابع عن كثب ما يجري في هذه النقطة من الوطن، والمعارضة الاتحادية بهذه الجماعة في شخص كاتب الفرع العضو بها، مافتئت تحذر الرئيس والسلطات المحلية بما يجري، وقدمت مراراً حلولا ومشاريع للتنمية، إلا أن الرئيس وأغلبيته التي لا يهمها تنمية المنطقة، كانت تقف بالمرصاد ضد كل هذه الاقتراحات، بل همشت الدوائر التي تمثلها المعارضة، خاصة دائرة المناضل أحمد المؤدن. وقد تمت مراسلة المسؤولين بما يحدث، علما أن ممثل السلطة كان دائماً يعاين تدخلات المعارضة الاتحادية، بحكم حضوره للدورات العادية أو الخاصة بالحساب الاداري. فهل ستبقى دار لقمان على حالها؟ وإلى متى؟