في هذا الحوار نتناول مع الأخ عبد الجليل معروف وكيل لائحة الوردة بدائرة الرحامنة، خصوصية المنافسة السياسية بالدائرة وأجواء الحملة الانتخابية لاستحقاقات الجمعة المقبل ورهانات مناضلي الصف الديمقراطي بالمنطقة. والأخ معروف من الطاقات التي يفتخر حزب القوات الشعبية باقتراحها على الناخبين في هذا الإقليم . يتحمل مسؤولية كاتب إقليمي للحزب بالرحامنة ويتوفر على رصيد علمي محترم كأستاذ للتعليم العالي، حاصل على دكتوراه في علوم التربية وله عدة أعمال وأبحاث منشورة في هذا المجال ويشرف على تدبير القطاع التعليمي بإقليم الحوز . التقيناه فأجرينا معه هذا الحوار . كيف ترون المشهد السياسي بالرحامنة الآن ؟ المشهد السياسي بالرحامنة لا يختلف في معظم صوره عن المشهد السياسي على الصعيد الوطني ، لكن الرحامنة لها بعض الخصوصيات لكونها عانت أكثر منذ عقود طويلة من التهميش و الاهمال الى حد الاقصاء، و من هيمنة السلطة المخزنية التي ترى الرحامنة جزءا من «المغرب غير النافع «يجب أن تبقى تحت التحكم بمختلف الوسائل . ولهذا صنعت أحزابا إدارية فرعتها ودعمتها بكل الوسائل وأنتجت من خلالها كائنات انتخابية متخلفة تعتبر المال ودعم السلطة هما وحدهما اللذان يصنعان النخب السياسية، سواء على صعيد المجالس المحلية والإقليمية أو البرلمان غير مكترثة بما يخلفه هذا من إفساد للحقل السياسي و للاختيار الديمقراطي السليم، ولا تهمها المخططات والبرامج السياسية والتنموية ولا مصالح المواطنين وحقوقهم بالرحامنة الذين يرزحون تحت نير الفقر والجهل والحرمان ، بل كل ما يهم هذه الكائنات الانتخابية هو مصالحها الخاصة واحتكار الكراسي التمثيلية بدون أية مردودية تذكر . وبمقابل هذا عملت هذه السلطة على محاربة الفكر التقدمي والقوى الديمقراطية بكل أصناف التضييق و التعسف والمحاصرة والتزييف حتى لا تصل الى مواقع القرار وتمثيل السكان إن محليا أو وطنيا . وحتى في انتخابات 2007 و 2009 وما تلاهما. فبالرغم من كثرة شعارات الحداثة والتنمية المستدامة، فإن نفس سلطة الجاه والمال كانت هي الحاسمة في نتائج تلك الانتخابات. وخلاصة القول إن ما يطغى على الساحة السياسية الآن بالرحامنة هو عقلية البيع والشراء والتجييش بإمكانيات مالية ضخمة تعد أضعافا مضاعفة لما هو محدد قانونيا صرفه من طرف المرشحين، علاوة على العديد من الخروقات أثناء الحملة وتحركات سماسرة الانتخابات وقوى الضغط الذين يعدون الخطط بالمال والنفوذ النزول الى الساحة الانتخابية في الأيام القليلة المتبقية من الحملة الانتخابية. لماذا انخرطتم في هذه الانتخابات ؟ بداية لابد من التأكيد على أن ترشيحي وكيلا للائحة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالرحامنة جاء بعد إلحاح شديد وإجماع الاتحاديين بالإقليم . وجاء أيضا لضمان وحدة ومصداقية التنظيم الحزبي وقطع الطريق على محاولات رموز للفساد وتجار الانتخابات للتسلل الى الحزب ونيل شرف الترشح باسمه بعدما عملوا على النيل منه ومن مناضليه سنين طويلة . كما أن ترشيحي جاء للدواعي التي شرحتها في السؤال السابق واقتناعا دائما بأن المناضلين الأوفياء، وفي مقدمتهم الاتحاديون، لقضاياو آمال و طموحات سكان الرحامنة، مطالبون بخوض معارك الديمقراطية رغم كل الظروف وعدم ترك الساحة السياسية فارغة للمفسدين وتلامذة العقلية المخزنية القدامى والجدد، يتصرفون فيها كما يحلو لهم و يزيدونها إفسادا ليحتكروا قسرا تمثيل سكانها لقضاء مصالحهم و تحقق أهدافهم الانتهازية، وبالتالي تغيب الأصوات التقدمية الديمقراطية التي هي وحدها القادرة على إسماع صوت الرحامنة وهمومها والخوض في قضاياها ومشاكلها بصدق وشجاعة. ما هو برنامجكم الانتخابي الوطني والمحلي لهذه الانتخابات ؟ إن برنامجنا الانتخابي الوطني هو برنامج حزبنا الاتحادى الاشتراكي الذي عرضه على الرأي العام مؤخرا والذي اعتمد على ستة توجهات استراتيجية . أما على الصعيد المحلي، فإن الممارسة السيئة لمعظم من مثلوا الرحامنة بالبرلمان ، فقد زادت من الالتباس وسوء الفهم في أذهان السكان حول مهام ومسؤولية البرلماني ، ذلك أن هؤلاء بمجرد ما يخطفون المقعد البرلماني يقطعون الصلة مع قضايا ومشاكل الإقليم ويتفرغون لمصالحهم الخاصة ولا يعودون عند السكان إلا عند حلول انتخابات جديدة واعتماد نفس الأساليب القذرة في خطف أصوات الناخبين . ولهذا كله فإن العناوين الأساسية لبرنامجنا المحلي ستنطلق من تصحيح الفهم لدور ومهام البرلماني محليا ووطنيا، حيث ستعتمد الحوار المباشر والتواصل مع السكان من خلال مكاتب قارة بأهم المراكز بالإقليم للوقوف على مشاكلهم ومتطلباتهم والعمل على معالجتها مع الادارات والمصالح المعنية الاقليمية والجهوية وطرح قضاياهم الأساسية وفي مقدمتها التعليم والشغل والصحة والسكن والطرقات والنقل والماء والكهرباء وقضايا البيئة على الإدارات بالجهة والوزارات والمؤسسات الوطنية بما يتطلب الأمر من جرأة وشجاعة بناء على ملفات مدروسة ،سواء كان حزبنا في الحكومة أو المعارضة. كيف ترون مجريات الحملة الانتخابية بدائرة الرحامنة ؟. إنها حملة انتخابية يميزها استمرار رموز الفساد السياسي والانتخابي كمرشحين أو داعمين لأمثالهم في نفس ممارساتهم السابقة، حيث تشير عدة مصادر الى تخصيص مئات الملايين من السنتيمات لشراء الأصوات والضمائر، واستنفار سماسرة محترفون لهذه الغاية علاوة على تجييش عدد من البلطجية للاعتداءات و من بين ما يؤكد هذا ما حدث يوم 12/11/2011 بالجعيدات و18/11/2011 بلكواهي بعكرمة وكذا اتباع طرق التحايل والكذب والاغراءات والادعاء بإنجاز مشاريع بالإقليم لا علاقة لهم بها. إن كل هذا يضفي على الحملة الانتخابية نوعا من الضبابية والتردد والاشمئزاز ومن نفس تلك الوجوه التي لم يصبها الخجل ولو مرة واحدة لتقول لنفسها كفى ! بل عادت بكل وقاحة الى جانب انتهازيين جدد الى الناخبين لطلب ودهم وسرقة أصواتهم . أما من جانبنا، فإننا نقوم بحملة انتخابية اتحادية نظيفة ومسؤولة بعيدا عن كل الأساليب القذرة التي يتبعها جل المرشحين .