انعقد بقاعة الاجتماعات بمقر بلدية آزمور يوم الأحد 12 أبريل 2009 المجلس الإقليمي التنظيمي للكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالجديدة، في سياق تطبعه تحولات كبرى على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وهو الاجتماع الذي يأتي أيضا في إطار الدينامية التي أطلقها نجاح المؤتمر الوطني الثامن وكذلك في ظل أجواء يطبعها الاستعداد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة في مناخ يحكمه ترقب إفرازات مختلف هذه المحطات وإسقاطاتها، خاصة بعدما عرفته محطة 7 شتنبر 2007 و تداعياتها. انطلقت أشغال المجلس الإقليمي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالجديدة في حدود الساعة العاشرة صباحا، بحضور ممثلي المكتب السياسي الأختين فاطمة بلمودن وثوريا ماجدولين والأخ عبد الحميد جماهري والكاتب الجهوي لجهة دكالة عبدة الأخ نور الدين الشرقاوي، وأعضاء الكتابة الإقليمية و أعضاء الفروع الحزبية بالإقليم، بالإضافة إلى أعضاء الكتابة الإقليمية للنساء والشبيبة الاتحادية والمستشارين الجماعيين والبرلمانيين بالمنطقة وكذا أعضاء المجلس الوطني بالإقليم، والمنسقين الإقليميين للقطاعات .... وقد عرفت بداية أشغال المجلس وقوف المناضلات والمناضلون في خشوع مع قراءة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء ووالدة الأخ عبد الله بلعباس التي وافتها المنية يوم السبت 4 ابريل الجاري . وقد تضمن جدول أعمال المجلس كلمة المكتب السياسي وكلمة الكتابة الجهوية وتلاوة التقريرين الأدبي والمالي ومناقشتهما، ثم انتخاب أعضاء الكتابة الإقليمية فالبيان العام للمجلس. وتماشيا مع المادة 23 من القانون الداخلي تم تكوين لجنة فرز العضوية ولجنة التأهيل للترشيح ولجنة البيان العام وكذا لجنة الانتخابات التي تسهر على مكاتب التصويت، حيث تم عرض الأعضاء المكونين لهذه اللجان قصد المصادقة عليها وهو ما تم بالفعل وبالإجماع . وهكذا وفي جو مسؤول تطبعه الروح الاتحادية الأخوية، تقدم نور الدين الشرقاوي الكاتب الجهوي بكلمة اعتبر فيها انعقاد المجلس الإقليمي التنظيمي بالجديدة، الأول من نوعه بعد تأسيس الكتابة الجهوية ، كما أنه ينعقد بعد بضعة أشهر على انعقاد المؤتمر الوطني الثامن ، المؤتمر الذي شكل نقلة نوعية من حيث الممارسة الديمقراطية الداخلية ، وصادق على عدد من المقررات السياسية والتنظيمية الهادفة إلى ترسيخ البناء الحزبي، وتقويته لمواجهة التحديات من أجل تطوير الممارسة السياسية بالمغرب ،وفي خضم التهييء للاستحقاقات الانتخابية المقبلة والتي سوف تكون محكا حقيقيا لاختبار قدراتنا. ولعل الدينامية التي شهدتها أشغال الكتابة الإقليمية، حيث تمت إعادة هيكلة الفروع والقطاعات بالإقليم في جو من الحماس والمصالحة، مما يؤكد أن إقليمالجديدة يتوفر على كفاءات وطاقات مع العمل على مقاومة اليأس والعزوف الذي يخدم في نهاية المطاف أعداء الديمقراطية والتقدم والحداثة ولإجراء مصالحة جديدة تمنح للرأي العام الثقة في العمل السياسي حتى تصان الديمقراطية المحلية وتحمى من أباطرة الفساد الانتخابي. وهي مسؤولية الدولة و مسؤولية الناخبين أيضا الذين يجب عليهم التوجه إلى صناديق الاقتراع بكثافة ، خصوصا وان الأمر يتعلق بتسعة انتخابات. لذا فالمطلوب من الجهاز الذي سينبثق عن المجلس الاقليمي أن يكون انطلاقة حقيقية لمحاربة الفساد . التقرير الأدبي لامست من خلاله الكتابة الإقليمية العديد من الإجراءات والمواقف والمبادرات والأنشطة الحزبية والتنظيمية. فمن خلال الورقة المقدمة من طرف الأخ مسعود أبوزيد الكاتب الإقليمي ، أشار كون التقرير الأدبي الى لا يمكنه بحال من الأحوال أن يختزل مسيرتنا النضالية والتنظيمية لسبع سنوات في بضع صفحات. فهي مسيرة حافلة بالمنجزات، غنية بالايجابيات، لكنها أيضا مثقلة بالمعيقات والعقبات ومطبوعة بعدد من الاكراهات والاحباطات، هيمن عليها جزء غير يسير من النقائص والتعثرات، و«من ثمة فتجربتنا في تدبير الشأن الحزبي بهذا الإقليم لا يمكن النظر إليها بمعزل عن السياق العام لكل مرحلة مرحلة وكل محطة محطة ،... وإذا كان لايغيب على نباهة ووعي إخواننا وأخواتنا ما يزخر به إقليمنا من خيرات و ثروات وما تعيشه الساكنة من مشاكل ومعاناة ، فانه لايغيب أيضا على إدراكهم، حرص المسؤولين بالإقليم وعلى جميع المستويات أفقيا وعموديا على كبح الطموح في التغيير والديمقراطية، وإبقاء الساكنة في جزيرة معزولة من الفقر والجهل و الحصار الاقتصادي مما فسح للمفسدين والانتهازيين من أباطرة و عصابات نهب خيرات الإقليم البرية والفلاحية منها والإنتاجية أو البحرية من رمال وطحالب، وشجعهم على خلق وعقد تحالف مصالحي انتهازي مع هؤلاء المسؤولين في قطاعات السلطة والأمن والقضاء وغيرها من مرافق الدولة». ومن حيث التدبير الحزبي أكد أبوزيد كون الكتابة الإقليمية اعتمدت مقاربة تشاركية في تدبير الشأن الحزبي بالإقليم وتسيير دواليبه، حيث عقدت عدة اجتماعات لها مع كتاب وأمناء الفروع لمناقشة الأوضاع التنظيمية والمهام المطروحة وبلورة صيغ و أفكار ترجمتها الكتابة الإقليمية إلى قرارات، حيث تم خلق فروع حزبية بلغ عدد الجديد والمجدد منها 22 فرعا تغطي تنظيميا 48 جماعة حضرية و قروية بالإقليم، حيث لم تبق إلا أربع جماعات غير مغطاة لحد اليوم وهي في طريقها إلى ذلك خلال الأيام القليلة القادمة، وهذه الجماعات هي الحوزية وأولاد رحمون وسيدي عابد وأولاد عيسى ، دون إغفال التذكير بالحضور والتمثيلية المشرفة للإقليم حزبيا في جميع المحطات التنظيمية وطنيا وجهويا وإقليميا ومحليا، ودون أن يغفل التقرير طرح بعض المعيقات التي أثرت سلبا في الكثير من الأحيان على مسيرة حزبنا إقليميا. من جهته تلا الأمين الإقليمي الأخ صالح أيت صالح التقرير المالي وتمكن من خلاله بسط جميع المداخيل و المصاريف المصاحبة لجميع العمليات المالية التي قامت بها الكتابة الإقليمية طيلة مدة ولايتها بكل شفافية ووضوح، حيث وزع التقرير المالي على أعضاء المجلس الإقليمي ليتمكنوا من إبداء ملاحظاتهم في هذا الجانب. النقاش كان فرصة لإبداء الرأي والمحاسبة في جو ساده الاحترام والروح العالية الغيورة على التنظيم الحزبي بالإقليم، حيث جاءت التدخلات جلها، إن لم نقل كلها، لتبرز المكانة التي يحظى بها حزبنا لدى المناضلين ومدى تأثير نجاح المؤتمر الثامن لحزبنا على المسار الحزبي بالإقليم. وبعد عرض التقريرين للتصويت كل على حدة، حازا على ثقة أعضاء المجلس بالإجماع. وقبل أن يتم الإعلان عن استقالة المكتب وانتخاب لجنة لترؤس المجلس، تم التداول والنقاش في ملتمس يقضي بإحداث كتابة إقليمية بسيدي بنور، حيث تم الأخذ بها مع الإعداد لأجل ذلك. عضوة المكتب السياسي الأخت ثوريا ماجدولين بدورها، ونظرا للحضور المتميز والذي يثلج صدور الاتحاديات والاتحاديين بالإقليم وما رافق ذلك من تنظيم محكم وتسيير جيد ومعقلن،أبدت اعتزازها بالجهود التي تبذلها الكتابة الإقليميةبالجديدة من اجل إعادة بناء الحزب وتنفيذ قرارات المؤتمر الثامن، بمنح دينامية جديدة وحياة للجسد الحزبي بهذه المنطقة العريقة في النضال. وأشارت الى أن الكتابة الإقليميةالجديدة ليس عليها فقط أن تحافظ على الانجازات السابقة، بل عليها أن تكون في مستوى المرحلة المقبلة بجميع رهاناتها سواء على المستوى التنظيمي، بمنح الفروع الحزبية بالإقليم نفسا جديدا يواكب تحديات الحزب في المشهد الحزبي أو على مستوى الانتخابات. الأخت فاطمة بلمودن عضو المكتب السياسي وفي تدخلها القيم شكرت بدورها أعضاء الكتابة الإقليمية على ما بذلوه، قصد إنجاح هذا اللقاء الاتحادي التضامني الذي يدل على التصالح الذي يجعل من كل الاتحاديات والاتحاديين قوة متميزة تلين أمام إرادتها الصعاب وهي عربون على تجندها في القيام بالإصلاحات التنظيمية الضرورية التي قامت بها في الآونة الأخيرة، بما ساهم ولاشك في توسيع قاعدة الانخراط في حزبنا ويضمن الدخول للاستحقاقات المقبلة. وطالبت بلمودن مجلس المناضلين بالانخراط التام والمسؤول، وبالتجند في مساندة ومؤازرة الأخوات والإخوة في المركزية النقابية ( ف د ش) خلال الانتخابات التي سيعرفها شهر ماي المقبل قصد ربح رهان التمثيلية في جميع القطاعات وتقوية مركزيتنا النقابية. . ونتيجة للتقسيم الإداري الذي عرفته المنطقة، حيث تم إحداث إقليم سيدي بنور بدكالة، أكدت بلمودن كون التوصية المنبثقة من المجلس النضالي أخذها المكتب السياسي بعين الاعتبار وسيسهر بمعية الكتابة الجهوية على بلورة ذلك على ارض الواقع في انتظار التقسيم الإداري النهائي ووجود بنية تحتية تساعد على ذلك . وقد جرت عملية تقديم الترشيحات وما صاحبها من إجراءات تنظيمية في الشأن في جو تطبعه روح المسؤولية والشفافية والوضوح في إطار مسالك ديمقراطية، تكفل للجميع الحق كما تفرض على الجميع القيام بالواجب. وبما أن المجلس الإقليمي هو سيد نفسه، فقد قرر حصر عدد أعضاء الكتابة الإقليمية المنتخبة في 13 عضوا في احترام تام لما ينص عليه القانون الأساسي بخصوص تمثيلية النساء والشباب، حيث تم فرز الأصوات التي أعطت تشكيلة جديدة للمكتب الإقليمي الجديد سيتم توزيع المهام في ما بينها لاحقا .