انتشرت انباء هنا وهناك حول عودة حمى الانتخابات الى الواجهة بشكل هستيري، وبشكل يندرج ضمن استمرارية ما وقع سنة 2007 ، كأن البلد لم تعرف حراكا سياسيا ولم تصادق على دستور جديد، وكأن ملك البلاد، في خطابه يوم 20 من غشت الماضي، لم يبعث اكثر من رسالة الى الجميع لتحمل مسؤوليته بمناسبة الاستحقاقات المقبلة للقطع مع الماضي وتجاربه، ومن الاخبار التي وصلنا .."بقرة بتارودانت تدشن حملة للانتخابات قبل الاوان" في اشارة الى وليمة اقيمت باحدى الدواوير ضواحي مدينة تارودانت، ..وباورير اتهمت بعض الجمعيات رئيس الجماعة، باستغلال مناسبة دورة مهرجان ايموران للدعاية الانتخابية..ونفس الامر بانزكان حيث اشتكت جمعيات من دعم مهرجان الاضحى لاول مرة على حساب مهرجان بلماون، والغرض الدعاية الانتخابية..الخ كما تواصلت بالمنطقة الاتهامات والاتهامات المضادة بين الفاعلين السياسين في شأن ما سميناه بحمى الاستحقاقات القادمة، فحزب الاحرار يتهم، بلسان لحسن بيجديكن، طارق القباج الاتحادي بالقيام بحملة انتخابية قبل الاوان، والاتحاديون باكادير يتهمون الاحرار، والاستقلال يتهم الاحرار والاتحاد، والعدالة والتنمية يتهم الجميع..وقيل ان مكتب مجلس الجهة انفجر بسبب صراعات بين اعضائه لذات الموضوع. وقال العديد من المتتبعين للامر، ان وزارات ومصالح خارجية حكومية كتفت من انشطتها الخارجية في سباق مع الزمان لتدارك ما فاتها من دعاية لهذا الوزير او لهذا المرشح المحتمل، فحسب مصادرنا اتهمت جهات وزير الشباب والرياضة بالتهمة نفسها لما زار ملعب اكادير يوم السبت الماضي. كما لاحظنا من خلال متابعتنا لما يجري ( انظر الصفحة 7 من هذا العدد) أن أغلبية رؤساء المجالس المحلية بسوس لها نوايا ورغبة اكيدة للترشح للانتخابات المقبلة، الى درجة ان هذه الظاهرة تضع اكثر من علامة استفهام ، وهل أصبح من اللازم المرور من المجالس المحلية للترشح لمجلس النواب؟ خلاصة القول ان حمى الانتخابات اصابت العديدين هذه الايام بشكل يثير القلق والخوف من عودة حليمة الى عادتها السابقة..فنعم للتعبئة وللصراع السياسي المبني على الافكار والبرامج واحترام الاخرين ..لكن لا للولائم لا لاستغلال النفود، ولا ثم لا للحملات الانتخابية قبل الاوان ! فمستقبل البلاد والعباد مرهون بنجاح الاستحقاقات القادمة.