انعقد المؤتمر الوطني الثامن للشبيبة الاتحادية يومي 5 و 6 يوليوز 2014 بمركب مولاي رشيد بمدينة بوزنيقة، والذي تميز بالكلمة القوية والتوجيهية للكاتب الأول للحزب الأستاذ إدريس لشكر وتحت إشراف المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، وإذ يعبر المؤتمر عن تقديره للمجهود الإيجابي الكبير الذي بذلته اللجنة التحضيرية في تقديم تقارير مدققة عن أوضاعنا الشبابية في مختلف الواجهات الطلابية والجمعوية والإعلامية السياسية، وعن القضايا المرتبطة بهوية الشبيبة الاتحادية وتجربتها النضالية، وهو إذ يعتمد هذه التقارير وما ساهم به المؤتمرون حولها من إضافات وتعديلات إطارا لعمل المنظمة في المستقبل من أجل صياغة مشاريع ومقترحات لعمله اليومي، يوصي بإغناء الحوار بين الشباب حول القضايا التفصيلية الواردة في هذه التقارير عبر منتديات ومؤتمرات ولقاءات وندوات تحضر لهذه الغاية. والمؤتمر الوطني الثامن الذي ينعقد في مرحلة ما بعد الحراك الشعبي الذي أحدث تغييرات مهمة في البنية السياسية لعدد من الدول في منطقة الشمال الإفريقي و الشرق الأوسط، والتي كان لها الأثر العميق في إعادة تشكيل المشهد السياسي بهذه الأقطار، والذي انعكس على الوضع العام في المغرب، الذي عرف بدوره حراكا شعبيا قادته حركة 20 فبراير و أسفر عن تثبيت المطلب التاريخي لحزبنا و للحركة الاتحادية كامتداد للحركة الوطنية، والمتمثل في تطوير بنية النظام السياسي عبر المطالبة بالملكية البرلمانية كأفق سياسي يهدف إلى فصل حقيقي للسلطات، وبتحصين الممارسة السياسية من تدخل المال والفساد. كما هدف هذا الإصلاح المعتبر إلى تقوية مؤسسة رئاسة الحكومة، باعتبارها أعلى هرم السلطة التنفيذية وكذلك تقوية المؤسسة التشريعية ودعم استقلالية القضاء عبر جعله سلطة مستقلة، وتوسيع هامش الحريات ومشاركة النساء والشباب في تدبير الشأن العام. وإذ يسجل المؤتمر أن هذا الحراك الشبابي الذي كان من بين نتائجه استحقاقات 25 نونبر التي تصدر التيار المحافظ نتائجها، وبالتالي تشكيله لحكومة ضمن ائتلاف حكومي هجين لم يرق إلى طموحات الجماهير الشعبية حيث ترجمت سياساته الحكومية توجهاته المحافظة التي أظهرت تراجعا كبيرا عن المكتسبات التاريخية للشعب المغربي في جل الواجهات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية، تمثلت في الرفع من الأسعار وضرب القدرة الشرائية للمواطن والرضوخ لتوجهات المؤسسات المالية الدولية عبر إغراق المغرب بالديون ، ونهج سياسة ضريبية رأسمالية قد تؤدي إلى تهديد استقرار الاقتصاد المغربي، كما أدت سياسة الحكومة الحالية الى نكوص على المستوى الحقوقي سواء في ما يتعلق بقضايا المرأة أو التضييق على حرية الرأي والتعبير و الاعتقالات السياسية العشوائية ومن هنا نطالب بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي والحركات الاحتجاجية وحركات المعطلين. والمؤتمر الوطني الثامن إذ يسجل وبقوة عدم صواب كثير من قرارات الحكومة وممارساتها، بانتهاك الحقوق الأساسية للشباب وللمواطنين والضغط الممنهج على قدرتهم الشرائية حيث لا يمكن للسياسات الحالية إلا أن تهدد استقرار البلاد عبر تأجيج المطالب الشعبية، وذلك بعدم التعامل الايجابي معها من خلال حوار جاد يكرس التوجهات التقدمية والتفسير الديمقراطي لدستور 2011 عبر إشراك واسع للشباب وللمواطنين في صياغة القرار وتنفيذه. والشباب المغربي اليوم في ظل هذه التراجعات أضحى يشكل الفئة الأكثر هشاشة في السياسات العمومية المتبعة من طرف الحكومة الحالية، خاصة في مجال التشغيل بإغلاق كافة المنافذ للولوج لمناصب الشغل، وخنق الاستثمار والتراجع الكبير للجامعة المغربية، والدور التاريخي الذي دأبت على لعبه ومحاولة السيطرة عليها والعودة للعنف والممارسات القمعية البائدة. كما يسجل المؤتمر وباعتزاز الدور الريادي الذي أصبح يلعبه الشباب الاتحادي في مختلف الواجهات، ويقف وقفة إجلال واحترام أمام أرواح فرسان الشبيبة الاتحادية من مدينة وجدة، ويعلن سير مناضلي الشبيبة الاتحادية على نهجهم ودربهم وعلى ما ماتوا من أجله، كما يتقدم المؤتمر بأحر التعازي والمواساة لعائلة الفقيد كريم لشقر ويطالب بكشف الحقيقة في ظروف وفاته وهو بين يدي شرطة مدينة الحسيمة، وتنوير الراي العام بخصوص وفاته الغامضة. كما يرى المؤتمر ضرورة اعتبار الانتخابات الجماعية ل 2015 موعدا أساسيا لإجراء نقلة نوعية في تاريخ هذه الانتخابات بالمغرب، حيث لا بد من تحضيرها سياسيا وقانونيا ومجاليا وفق رؤية تناهض التجارة الانتخابية ومجالس الأعيان، وأن كل تساهل أو تراجع أو تردد في هذا الإطار وكل تدخل سياسوي لصناعة الأغلبيات وتفصيل الخرائط سيكون عملا إجراميا في حق الديمقراطية، سنواجهه كشباب مع كل القوى الحية ببلادنا بكل حزم و مسؤولية. إن المؤتمر الثامن للشبيبة الاتحادية وهو يستحضر باعتزاز نضال قوى التحرر والديمقراطية ببلادنا وفي محيطنا العربي والدولي، ليعبر عن تشبثه بوحدة المغرب الترابية وعن اقتناعه العميق بأن المقترح الذي تقدم به المغرب لحل المشكل المفتعل في الصحراء المغربية، والقاضي بتطبيق حكم ذاتي في إطار السيادة المغربية، هو الإطار الأمثل للتوجه نحو المستقبل، ولإقرار حل سياسي عادل ودائم في المنطقة . والمؤتمر الوطني الثامن يدعو بناء على ذلك أشقاءنا الشباب في الجزائر إلى الانخراط في هذا التوجه الذي سيمكننا من بناء كيان مغاربي في خدمة أهدافنا الاقتصادية والسياسية، بما يدعم موقعنا ومصالحنا في المنطقة وفي العالم. كما يؤكد المؤتمر الوطني الثامن دعمه المطلق لنضال الشعب الفلسطيني، وتمسكه بحقه في الحرية والكرامة وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. إن الشبيبة الاتحادية وهي تعقد مؤتمرها، لتود أن تعبر عن شكرها وامتنانها لكل الشباب والقوى الحية للبلاد ولكل المواطنين الذين عبروا عن اهتمامهم بالحياة الداخلية لمنظمتنا وعن تطلعهم إلى أن تظل الشبيبة الاتحادية مدرسة لتأطير وتكوين الشباب، ويبقى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حزبا قويا وفاعلا في الحياة السياسية الوطنية، وقادرا على الاستمرار دعامة كبرى للديمقراطية والحرية في المغرب. وإذ نؤكد لهم جميعا تشبثنا بقيم الاتحاد وبرصيده النضالي، رصيد المهدي بن بركة وعمر بنجلون وعبد الرحيم بوعبيد ، فإننا نعبر لهم عن التزامنا بالالتصاق بهم وبهمومهم ومشاكلهم، وباتخاذ مبادرات جدية مباشرة بعد انتهاء أشغال مؤتمرنا الثامن من أجل تشكيل جبهة شبابية ديمقراطية قوية لصالح التغيير والإصلاح . كما نعبر عن التزامنا بالعمل الدؤوب على إصلاح أوضاع منظمتنا بتعميق ممارسة الديمقراطية الداخلية، و تنظيم تعدد الأفكار والمشاريع، وتحديث الآليات التنظيمية والعمل على تأطير الشباب المغاربة دفاعا عن قيم الحرية والعدالة والمساواة، ومقاومة للانغلاق والجمود والمحافظة. إن الشبيبة الاتحادية تتوجه إلى جميع الشباب المقتنعين بالآفاق الرحبة للعمل الشبابي و للاشتراكية الديمقراطية لتقول لهم إن الشبيبة الإتحادية هي منظمتهم وحزب القوات الشعبية هو حزبهم ووسليتهم السياسية والثقافية لبناء مجتمع جديد. عاشت الشبيبة الاتحادية عاش الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية