في إطار الاستعدادات للمؤتمر الوطني الثامن للشبيبة الاتحادية، انعقد المجلس الوطني للشبيبة الاتحادية في آخر الأسبوع الماضي، بحضور مكثف من كل مناطق المغرب، في أجواء من الحماس على إيقاع نشيد «اتحادي اتحادي نحن ثورة على الأعادي»، والعزم على السير قدما نحو المستقبل بالعمل الشبيبي الاتحادي الذي عرف مرحلة تنظيمية صعبة، هذه الدورة التي انتظرها الشباب الاتحادي منذ مدة وما كانت لتكون لو تظافر الجهود لدى الجميع، وفي مقدمة ذلك قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والمكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، من أجل أن تلعب الشبيبة الاتحادية أدوارها الطلائعية في النضال المجتمعي كمدرسة لإنتاج النخب الشبيبة عبر تكوين سياسي صلب من أجل تعزيز صفوف الحزب. توجه إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى كل من عبد الرحمان بنعمرو الأمين العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ، عبد السلام لعزيز الأمين العام للمؤتمر الوطني الاتحادي، عبد الكريم بنعتيق الأمين العام للحزب العمالي ثم عبد المجيد بوزوبع الأمين العام للحزب الاشتراكي باعتبارهم أولا أبناء للحركة الاتحادية الأصيلة وثانيا كقادة لأحزاب خرجت من رحم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، للجلوس على طاولة واحدة من أجل التداول والحوار للم وجمع العائلة الاتحادية. وأضاف لشكر في كلمة له بمناسبة انعقاد الدورة الأولى للمجلس الوطني للشبيبة الاتحادية التي التأمت يوم السبت الماضي بالمقر المركزي للحزب بالرباط «لقد اخترت هذه المناسبة لأتوجه لهؤلاء القادة الاتحاديين الذين منهم من تربوا داخل الشبيبة الاتحادية، وكانت لهم مسيرتهم النضالية داخل الحزب في ما بعد، لأقول لهم بكل وضوح ككاتب أول لحزب الاتحاد منتخب من قبل المؤتمر الوطني التاسع، أن الحركة الاتحادية تتسع وتستوعبنا جميعا، واليوم بعد الدينامية التي خلقها المؤتمر الوطني التاسع للحزب والمتغيرات الدولية والجهوية والوطنية، ربما أن القضايا الخلافية التي كانت بيننا في الماضي القريب، لا تستدعي اليوم أن نبقى كأبناء للحركة الاتحادية في هذا الوضع المتسم بالتشرذم والتفتت والانشطار.» وأكد لشكر أنه قد اختار هذه المناسبة لدعوة هؤلاء من أجل اللقاء بهم كقادة أربعة للحركة الاتحادية من أجل التوجه للمستقبل واستشرافه، حيث قال «سأحرص انطلاقا من بداية هذا الأسبوع أن أتخذ المبادرة وأتصل بكل واحد على حدة من أجل دعوته للجلوس كإخوان اتحاديين دون شكليات أو مساطر مسبقة، وفي أي مكان نتفق عليه، همنا الأساس ونحن مسؤولون ومؤتمنون في سياقات اليوم والتي تختلف عن سياقات الأمس، توحيد الحركة الاتحادية كي نتمكن من القيام بمهامنا كأبناء للاتحاد في سفينة واحدة. وذكر الكاتب الأول للحزب على أن الشبيبة الاتحادية قد لعبت أدوارا تاريخية في المساهمة في بناء واستمرار الحزب عبر قيادة عدد من المعارك الحزبية في مختلف مكونات الشباب المغربي، في فضاء الجامعة المغربية ومختلف الجمعيات، ومساهمتها الحاسمة في المعارك الانتخابية، كما أنها شكلت على مر السنين مدرسة لتكوين الأطر الحزبية، مشيرا في السياق ذاته الى أن شبيبة الحزب اليوم هي الحزب غدا، موضحا في هذا الصدد أن الفعاليات المتعددة والمتنوعة التي تقود اليوم هيئات المجتمع المدني من جمعيات ثقافية وتربوية وحقوقية ونقابية وحتى هيئات سياسية، فهي نتاج لمدرسة الشبيبة الاتحادية وحزب القوات الشعبية. ودعا الكاتب الأول على أن يشكل المؤتمر الوطني الثامن للشبيبة الاتحادية، انطلاقة جديدة في عمل أهم قطاع حزبي وتجاوز حالة الجمود التي طبعت عمله في السنوات الأخيرة، ثم الانفتاح على فئات الشباب وإدماجها في الحياة السياسية والحزبية وإعطاء نفس جديد للعمل الحزبي في صفوفها، بالإضافة إلى الانخراط في المعارك الحزبية دفاعا عن قيم الديمقراطية والحرية والحداثة والانفتاح والعدل والمساواة، وتحصين المكتسبات فضلا عن إعادة الوهج للجامعة المغربية في الدفاع عن هاته القيم، ولكي تلعب أدوارها كقاطرة للتنمية وفضاء للنضال والصمود. وعبر لشكر بنفس المناسبة عن أن قيادة الحزب عاقدة العزم على أن تقدم كل الدعم المادي والمعنوي واللوجيستيكي لكي تحتل الشبيبة الاتحادية مكانة متميزة في المشهد الحزبي والحقلالشبابي ببلادنا، ونأمل أن يكون المؤتمر المقبل مؤتمرا مختلفا بفضل جعل الشبيبة الاتحادية مرتبطة بكل فئات الشباب المغربي، وذلك عبر الانطلاق من الفروع والأقاليم والجهات من خلال مؤتمرات جهوية تنتخب قيادات جهوية ملتصقة فعليا بفئة الشباب، وأن تكون للقطاع الطلابي أدوار طلائعية. وكان لشكر في بداية كلمته قد ذكر بالسياقات التي تنعقد فيها هذه الدورة الأولى للمجلس الوطني للشبيبة الاتحادية، اذ تأتي بعد المؤتمر الوطني التاسع للحزب والذي أخذ على عاتقه مهام إعادة بناء التنظيمات الحزبية أفقيا وعموديا، ثم في سياق سياسي يتجه فيه المغرب إلى مزيد من التقاطب بين قوى التقدم والحداثة وعلى رأسها الاتحاد الاشتراكي ، وقوى المحافظة التي تقود التحالف الحكومي، والمتسم كذلك بصراع حول القيم السائدة في المجتمع وصراع حول تحصين المكتسبات وحول مفهوم البناء الديمقراطي ببلادنا. ومن جهته شدد الحسين حسني عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية في كلمة له باسم المكتب الوطني خلال هذه الدورة التي أدار أشغالها عبد الحق شماخ، أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في حاجة ماسة الى شبيبة قوية، والشبيبة بحاجة الى حزبها أكثر من أي وقت مضى، لذلك لابد من جعل محطة المؤتمر الوطني الثامن محطة الأمل والتوجه نحو المستقبل، محطة نتجاوز فيها كل الأعطاب والمشاكل التي عاشتها في الماضي، منفتحة وموحدة الإرادة في التغيير. كما تم تقديم ورقة للنقاش، عرضها خالد بوبكري باسم المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية والتي تتعلق بتحضير المؤتمر الوطني الثامن تتضمن أربعة محاور أساسية ، أولها مهام المؤتمر الوطني الثامن، ثانيا اللجنة التحضيرية للمؤتمر، ثالثا المؤتمر الوطني الثامن وأخيرا المؤتمرات الجهوية. هذه الورقة التي جاءت بمجموعة من الخطوات التقنية والتنظيمية من أجل التحضير لمؤتمر وطني يكون في مستوى تطلعات الشباب الاتحادي ضمن توجه عام يهدف إلى إعادة التوهج للشبيبة الاتحادية، وجعلها قادرة على مواكبة واستيعاب التحولات الشبابية وانخراطها الريادي والتأطيري في كل التفاعلات السياسية ببلادنا. وتروم هذه الورقة بالأساس التي نالت نقاشا كبيرا وغنيا وأحيانا ساخنا من طرف أعضاء المجلس الوطني، الرقي بمحطة المؤتمر إلى لحظة تاريخية بامتياز تمكن من الانتفاضة على الذات وكل أساليب الانحسار والتراجع من خلال النقد الذاتي، ومساءلة التجربة في عمقها ونتائجها واستشراف آفاقها المستقبلية، وليكون كذلك المؤتمر محطة نضالية للجميع وتمكين المنظمة الشبابية من نفس جديد يتلاءم والمرحلة الجديدة، وخط سياسي وحكامة جيدة يتلاءمان مع شروط ومتطلبات المرحلة المقبلة وذلك في اتجاه واحد هو ضمان قدرة الشبيبة الاتحادية على تعبئة طاقاتها والفئات العريضة للشباب المغربي، سواء في الداخل أو الخارج وضمان مساهمتهم الفاعلة في معارك الغد، وفي مقدمتها معركة الحداثة والديمقراطية. وتناول أعضاء المجلس الوطني على مدى يوم كامل، بالدراسة والتحليل، الوضع الشبيبي بالمغرب والجامعة المغربية والتحديات والرهانات المستقبلية، والسبل الناجعة من أجل إنجاح محطة المؤتمر الوطني الثامن خاصة في ظل الوضع الذي عاشته الشبيبة في السنوات الأخيرة، ولكي تتمكن هذه المدرسة الشبيبية من القيام بأدوارها التاريخية في المعارك المجتمعية من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وقد أصدر المجلس الوطني بيانا سننشره لاحقا.