أكثر من 18 في المئة من المغاربة هم مدمنون على السجائر، وذلك وفقا لدراسة قام بإنجازها فريق من الأطباء المغاربة ، بشراكة مع وزارة الصحة أنجزت في إطار صياغة المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان سنة 2008، والتي بيّنت نتائجها أن شخصا واحدا من بين ثلاثة أشخاص هم من المدخنين، أي أن ثلث الرجال مستهلكون لهذه المادة، وأكثر من 60 في المئة من المدخنين تتراوح أعمارهم بين 20 و39 سنة، في حين تصل نسبة الأشخاص المعرضين للتدخين غير المباشر إلى 41.7 في المئة. بالمقابل سبق وأن أكد تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن مغربيا واحدا من بين سبعة مغاربة يدمن على التدخين، أي ما يعادل نسبة 15 في المئة من المغاربة من المدمنين على تدخين السجائر القاتلة. وأشار التقرير ذاته إلى أن المغرب يأتي في مرتبة بعيدة عن دول عربية أخرى، كما هو الحال بالنسبة لدولة لبنان التي حدد تقرير المنظمة الصحية نسبة 31 في المئة من المدخنين بها، متبوعة بتونس بنسبة 30 في المئة، والأردن بنسبة 26 في المئة، فمصر بنسبة 25 في المئة. ووفقا للمعطيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن ظاهرة استهلاك التبغ تحصد سنويا أرواح حوالي 6 ملايين من الناس، نحو 600 ألف من بينهم من غير المدخنين، أو ما يطلق عليهم بالمدخنين السلبيين الذين يتعرضون لدخان المدخنين الفعليين، هذا في الوقت الذي تصنف ذات المنظمة التبغ كأهم مخاطر الصحة العامة، الذي قد يتسبب في أزيد من ثمانية ملايين وفاة سنويا بحلول سنة 2030، أكثر من 80 بالمئة منهم ينحدرون من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ويتسبب الإدمان على التبغ في 40 في المئة من الأمراض السرطانية بالمغرب، إذ أنه المسؤول بنسبة 90 في المئة عن حالات سرطان الرئة، الأمر الذي يبرر ظهور سرطانات الرئة في سن الثلاثين، وسرطانات الفم والشفتين، وأمراض القلب، والحنجرة والبلعوم والكلي والمثانة والبروستات والمعدة والرحم. كما يتسبب بنسبة 30 في المئة في أمراض القلب وتصلّب الشرايين، والأمراض الرئوية الحادة بنسبة 20 في المئة، والسرطان بنسبة 40 في المئة، وبنسبة 75 في المئة في أمراض تنفسية، وسرطان الرئة بنسبة 31.5 في المئة، فضلا عن الخسائر الاجتماعية والاقتصادية نتيجة الوفيات التي تعود إلى أمراض لها ارتباط بالتدخين. ويتسبب الإدمان على التدخين، من الناحية العلمية، في خفض أمل الحياة لدى المدخن ب 6 دقائق عند استهلاك كل سيجارة، ويفقده 20 سنة من الأمل في الحياة، وتهديد شخص من ضمن أربعة مدمنين، بالوفاة مبكرا. ووقفت الدراسة على أن الإدمان على التدخين ينتشر بشكل واسع وسط الأشخاص الأميين، وتزيد نسب استهلاك السجائر وسط النساء بين 20 و29 سنة، كلما ارتفعت مستوياتهن العلمية. وكشفت دراسة «مارتا»، التي أنجزت في المغرب سنة 2006، أن 24 في المئة من المدخنين بالمغرب هم من التلاميذ، و32 في المئة جامعيون، و56 في المئة مدخنون في مجال المقاولات، و10 في المئة من ممارسي الرياضة، و10 في المئة من المحافظين على أداء الشعائر الدينية!؟ هذا في الوقت الذي لايزال تطبيق القانون رقم 15-91، الصادر في الجريدة الرسمية، منذ سنة 1991، معطّلا ، والذي جاء ليكمل ويغير عددا من مقتضيات قانون محاربة التدخين في صيغته الأولى، والذي دخل حيز التنفيذ في 3 فبراير 1996، حيث ينص على مكافحة التبغ وحظر التدخين في الأماكن العامة ومنع الدعاية والإعلان له، إذ ترتفع يوميا أعداد المدخنين، يافعين وراشدين، إناثا وذكورا، رغم الحملات التي يعتبرها البعض مناسباتية وموسمية، ورغم بعض الخطوات من قبيل «مستشفيات بدون تدخين» وإحداث وحدات لمساعدة المدخنين في الإقلاع عن التدخين، في غياب آليات للمتابعة والمواكبة، الأمر الذي لايؤدي إلى النتائج المرجوة.