عاد المعطلون من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الاحتجاج التصعيدي، أول أمس الأربعاء، بمدينة الرباط، حيث اجتمع العديد من المكفوفين في اعتصام، بعدما ربطوا أعناقهم بحبل ورش أجسادهم بالبنزين، مهددين بالانتحار بإشعال النار في أجسادهم بشكل جماعي. هذه الخطوة التصعيدية، جعلت أفراد الوقاية المدنية يتدخلون بشكل قوي، حيث استعملوا خراطيم المياه، الشيء الذي خلف العديد من الإصابات والإغماءات في صفوفهم. وازدادت حدة التوتر بالعاصمة الرباط، بعدما انضم إلى المكفوفين العشرات من المعطلين الآخرين، الشيء الذي أدى إلى إغلاق شارعي محمد الخامس والحسن الثاني وتعطلت معه حركة المرور. كما تدخلت قوات الأمن مستعملة الهراوات ضد المعطلين أمام أعين المواطنين الذين تابعوا المطاردات والتدخل المفرط. وكان المعطلون قد رفعوا شعارات منددة بسياسة حكومة عبد الإله بنكيران، التي تتعنت في الاستجابة إلى مطالبهم، التي يرون أنها مشروعة، وتشتعمد عدم إدماجهم في عالم الشغل. بالمقابل، ندد المكفوفون باللامبالاة التي تتعامل بها الحكومة ضد هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، موجهين أيضاً انتقاداتهم اللاذعة إلى الوزيرة بسيمة الحقاوي التي تنصلت من كل الوعود، بل خاطبتهم، حسب ما ذكر المكفوفون بكلام غير مسؤول، ولم تتردد في نهرهم، حينما نصحتهم بالانتحار، حسب قولهم. وكان المكفوفون الراغبون في الإدماج المباشر في الوظيفة العمومية قد أقدموا في فترة سابقة على خطوة نضالية تصعيدية، بعدما أقدموا على التسلل الى محطة القطار الرباطالمدينة واحتلال السكة الحديدية، حيث أحكموا أجسادهم بسلاسل حديدية فوق الخط الرابط ما بين الدارالبيضاء والقنيطرة في محاولة انتحار جماعية. وأمام محاولة تدخل رجال الأمن، رشوا البنزين على أجسادهم، لكن فتح الحوار معهم من طرف السلطات المحلية وقوات الأمن لم يفلح، مما استدعى تدخل رجال الوقاية المدنية الذين استعملوا خراطيم المياه، بعدما حاول هؤلاء إشعال النار في أجسادهم.