حاول أزيد من 600 معطل الموت حرقا صباح أمس الأربعاء داخل مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر بالعاصمة الرباط. واقتحم المعطلون مبنى الوزارة في حدود الساعة 11 من صباح أمس الأربعاء، حاملين قنينات البنزين والولاعات. وتمكن المعطلون من اقتحام مبنى الوزارة وبادر 30 منهم إلى إضرام النار في أنفسهم، إلا أن رجال الوقاية المدنية أشهروا خراطيم المياه ومنعوهم من إتمام عملية الإحراق الجماعي التي كانوا يعتزمون القيام بها داخل مبنى الوزارة. وأفادت بعض المصادر بأن المعطلين اقتنوا نصف لتر من البنزين لكل واحد منهم وحاولوا إحراق أنفسهم، غير أن تدخل السلطات حال دون إتمام العملية. إلى ذلك، نجا المعطلون الثلاثون، ضمنهم 12 امرأة، الذين أوقدوا النار في أجسادهم من الحادث. واستنادا إلى مصادر طبية فإن إصاباتهم طفيفة وحروقهم من الدرجة الأولى فقط. واستنادا إلى ذات المصادر، فإن التدخل الأمني العنيف سبب إصابات كثيرة في صفوف المعطلين على مستويات مختلفة، خاصة الرؤوس والأرجل. وكان رجال الأمن طوقوا مبنى وزارة التعليم العالي ومنعوا المعطلين من إحراق أنفسهم مستعينين بخراطيم المياه والهراوات والعصي، مما نتجت عنه إصابة كثير منهم. وأفاد بعض المعطلين أن هذه الخطوة التصعيدية ستتلوها خطوات تصعيدية أخرى، مشيرا إلى أن "الأطر العليا المنضوية تحت لواء التنسيقية الوطنية للأطر العليا المعطلة والمجموعة الوطنية للدكاترة المعطلين، لجأت إلى وزارة التعليم العالي للاحتماء من القمع والمجازر التي تتعرض لها الأطر المعطلة في شارع محمد الخامس وأمام البرلمان على أيدي رجال الأمن وكذا مطالبة وزير التعليم العالي بالتدخل لدى الحكومة من أجل الإفراج عن المناصب المقررة في ميزانية 2008 والبالغ عددها 16000 منصب"، مؤكدا أن الأطر حاولت إحراق الذات، حيث حملت معها كميات كبيرة من البنزين، وتم إخراج المعطلين "بعنف هستيري ووحشي من مقر الوزارة". وانتقد المعطلون صمت المجتمع المدني والحقوقي عن الانتهاكات التي تمارس ضد المعطلين أثناء مطالبتهم بحقهم في العمل، مستغربين في الوقت ذاته صمت كل الجهات عما يتعرض له المعطلون، معربين عن أسفهم لغياب محاور رسمي يستمع إليهم.