160 مصابا، منهم 60 في وضعية خطيرة، هي حصيلة التدخل العنيف الذي تعرض له أزيد من 600 معطل أول أمس الأربعاء، بعد محاولة هؤلاء المعطلين إضرام النار في أنفسهم داخل مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، لمطالبة وزير التعليم العالي بالتدخل لدى الحكومة من أجل الإفراج عن المناصب المقررة في ميزانية 2008 والبالغ عددها 16000 منصب. وتتوزع هذه الإصابات، حسب بيان للتنسيقية الوطنية للأطر العليا المعطلة والمجموعة الوطنية للدكاترة المعطلين، بين إصابات بليغة في الرأس، وكسر على مستوى الفك العلوي، وسقوط جميع أسنان الفك العلوي، وكسر مزدوج على مستوى الساعد، وحالة فقد حاسة السمع بالأذن اليمنى بعد تمزق طبلة الأذن، وإصابة بليغة في الجهاز التناسلي، وهي الإصابات التي اعتبرها البيان «دليلا على همجية التسوية الأمنية بدل التسوية الاجتماعية». وأفاد مصدر من التنسيقية الوطنية «المساء» بأن المعطلين سينظمون وقفات أخرى أمام البرلمان للتنديد بالتدخل الأمني العنيف، حاملين صور الضحايا التي توضح «همجية وهستيرية ووحشية» التدخل الذي تعرضوا له والتي تعتبر «سابقة في التاريخ». وأوضح المصدر ذاته أنه في الوقت الذي كانت فيه الأطر تعبر عن تنديدها بالصمت الحكومي بشكل سلمي، داخل مبنى وزارة التعليم العالي، «فوجئت بطوق أمني مريع لم تجد غالبية الأطر أمامه سوى رفع قارورات البنزين تهديدا بمحرقة جماعية تريح الأطر من واقع ظالم مستفز، ومن وطأة عطالة تطال نخبة أبناء هذا الوطن، ليتصدى لها رجال المطافئ بخراطيم المياه وتوجيه الأطر خارج مقر القطاع الوزاري لتُواجَهَ بهراوات الأمن وعصي التدخل السريع دون تمييز بين الذكور والإناث في تدخل قمعي همجي، ووسط وابل من قاموس الشتم والسب الذي يندى له الجبين». ومن أجل التنديد بالتدخل العنيف لقوات الأمن في حقها، نظمت الأطر العليا، مساء اليوم نفسه، وقفة أمام المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، تعرضت خلالها أيضا لحصار أمني مكثف وتدخل عنيف خلف إصابات بليغة، ومطاردات في أزقة المدينة القديمة. وشجب المعطلون التدخلات الأمنية العنيفة، معتبرين أنها تستهدف حقهم في الحياة قبل حقهم في الاحتجاج والتعبير الدستوريين. وأكدوا تشبثهم بحقهم المشروع في الإدماج الشامل والفوري والمباشر بأسلاك الوظيفة العمومية، داعين كل الهيئات السياسية والحزبية والحقوقية والنقابية والمنابر الإعلامية إلى دعم ملفهم. ويذكر أن المعطلين كانوا على موعد، أول أمس الأربعاء، مع فؤاد عالي الهمة، غير أن هذا الأخير اعتذر عن الحضور، على أن يلتقي بهم في وقت لاحق.