في سابقة من نوعها، أقدم مكفوفون مساء الاربعاء الماضي، على التسلل إلى محطة القطار الرباطالمدينة، واحتلال السكة الحديدية، وأحكموا أجسادهم بسلاسل حديدية فوق الخط الرابط مابين الدارالبيضاء والمحمدية في محاولة انتحار جماعية. هذه الخطوة التصعيدية من طرف ما يفوق عشرين مكفوفا عاطلا ، جاءت لما اعتبروه إقصاء وتهميشا من طرف حكومة عبد الإله بنكيران. إذ سبق أن طالبوا أكثر من مرة بإدماجهم في عالم الشغل. إلا أن الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، أبت إلا أن تحتقر هذه الفئة المجتمعية من ذوي الاحتياجات الخاصة. محاولة الانتحار الجماعي التي تمت بالعاصمة الرباط أثارت انتباه المسافرين وتعاطفهم أيضا، خاصة بعد إصرار المحتجين على البقاء أمام القطار المتوجه إلى القنيطرة، بعدما ربطوا أجسادهم بسلاسل حديدية، ولم تتمكن تدخلات حراس الأمن الخاص بهذه المحطة من إقناع هؤلاء المكفوفين من فض اعتصامهم. ومما زاد من خطورة الوضع جلب المحتجين لمادة البنزين، التي تم استعمالها أخيرا، بعدما حاولت التدخلات فك هذا الاعتصام، خاصة بعد تدخل العشرات من قوات الامن العمومية والسلطات المحلية التي فتحت حوارا مع المكفوفين الغاضبين، وقد رفع المحتجون شعارات منددة بالحكومة وبتهميشها لهم، وعدم توظيفهم رغم حصولهم على دبلومات. عناصر الوقاية المدنية تدخلت مستعملة خراطيم المياه بعدما قام بعض المحتجين برش البنزين على أجسادهم في محاولة لإحراق أنفسهم، قبل أن تتدخل بعد ذلك قوات الأمن التي أبعدت المكفوفين عن السكة ليتحرك القطار أخيرا إلى و جهته دون أن يوقف إصرار المكفوفين على تبني صيغ احتجاجية أخرى في أفق تنفيذ مطالبهم.