يشكل سد «أبو العباس السبتي»، الذي أشرف جلالة الملك محمد السادس، على تدشينه يوم الاثنين بالجماعة القروية أسيف المال (إقليمشيشاوة)، منشأة مائية كفيلة بإنعاش الدوائر السقوية الصغيرة والمتوسطة وتحسين وضمان خدمات الماء الشروب بالمنطقة. وحسب الوزارة المنتدبة لدى وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالماء، فإن سد «أبو العباس السبتي» الذي شيد على وادي «أسيف المال»، أحد روافد وادي تناسيفت، بكلفة بلغت 740 مليون درهم، يستهدف بالخصوص، تقوية السقي بالدوائر السقوية لآسيف المال الموجودة بسافلة السد، ودعم تزويد مدينة شيشاوة والمراكز والدواوير المجاورة بالماء الصالح للشرب، وكذا حماية المناطق والبنيات التحتية المتواجدة بالسافلة من الفيضانات. وتكمن أهمية هذا السد في كونه يستهدف منطقة تشتغل أغلبية ساكنتها بالفلاحة، وتشكو من خصاص كبير في البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية، ولا سيما المنشآت المائية. وستمكن هذه المنشأة المائية من سقي آلاف الهكتارات من الدوائر الفلاحية لأسيف المال ومجاط، كما ستوفر حماية أفضل للساكنة وممتلكاتها تجاه مخاطر الفيضانات التي قد تنتج عن الحمولات القوية أثناء مراحل التساقطات المطرية القوية. وعلاوة على تلبية الحاجيات الفلاحية من الماء، فإن سد «أبو العباس السبتي» سيمكن، بفضل حقينته التي تبلغ 25 مليون مترا مكعبا، من دعم تزويد مدينة شيشاوة وكذا المراكز والدواوير المجاورة بالماء الصالح للشرب. أما في ما يتعلق بالمواصفات التقنية للسد، فهو من نوع الخرسانة المدكوكة، ويبلغ علوه الاقصى 75 مترا. ويتماشى إنجاز هذا السد مع روح المبادرة الوطنية للتنميةالبشرية، ومع توصيات المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية لحوض تانسيفت. يشار إلى أن مدار أسيف المال يستمد موارده السقوية أساسا من وادي أسيف المال من خلال سلسلة من التجهيزات الهيدروفلاحية التي تعتمد تقنية تحويل اتجاه الماء. ويقدر متوسط حجم المياه التي يتم استخدامها بواسطة السواقي، ما يفوق 14 مليون متر مكعب في السنة. ويذكر أن إقليمشيشاوة يمتد على مساحة 6872 كلم مربعا، ويعد من أكبر أقاليم جهة مراكش تانسيفت الحوز، ويتميز بمناخ قاري شبه صحراوي يتسم بقلة التساقطات المطرية وعدم انتظامها، وينتج عن ذلك خصاص حاد في الموارد المائية مما يؤثر سلبا على النشاط الفلاحي والتنمية الاقتصادية بالمنطقة وعلى عملية تزويد بعض التجمعات السكنية بالماء الصالح للشرب خصوصا خلال فترات الجفاف. وتقدر ساكنة الإقليم ب 350 ألف نسمة، 90 بالمائة منهم بالعالم القروي تمارس غالبيتهم النشاط الفلاحي، وسيساهم هذا السد بشكل كبير في تحقيق تنمية مستدامة بالمنطقة.