أعطى جلالة الملك محمد السادس، يوم الاربعاء بالجماعة القروية أسيف المال (إقليم شيشاوة) ، انطلاقة أشغال بناء سد تاسكورت على وادي أسيف المال، أحد روافد وادي تناسيفت، والذي رصدت له اعتمادات بلغت700 مليون درهم. وقدمت لجلالة الملك شروحات حول هذه المنشأة التي ستمكن، عند انتهاء الاشغال بها، من سقي خمسة آلاف هكتار من الدوائر الفلاحية لأسيف المال ومجاط. ويستهدف هذا السد، الذي ستستمر الاشغال به 42 شهرا، واحدة من أفقر المناطق على الصعيد الوطني والتي تشكو من خصاص كبير في البنيات التحتية والتجهيزات الاساسية، وخاصة المنشآت المائية خاصة وأن أغلبية ساكنتها تشتغل بالفلاحة. وهكذا ستمكن المياه المعبأة والمخزنة في السد خلال الفترات المطيرة من تدعيم الري وإنعاش المدارات السقوية الصغيرة والمتوسطة بالاضافة إلى تحسين وضمان خدمات الماء الشروب. كما أن هذا المشروع ، الذي يتم تمويله من الميزانية العامة للدولة بدعم من الصندوق السعودي للتنمية ومنظمة الدول المصدرة للنفط، يتماشى مع روح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومع توصيات المخطط المديري للتهيئة المندمجة للموارد المائية لحوض تانسيفت . وسيوفر السد حماية أفضل للساكنة وممتلكاتها تجاه مخاطر الفيضانات التي قد تنتج عن الحمولات القوية أثناء مراحل التساقطات المطرية القوية. وعلاوة على تلبية الحاجيات الفلاحية من الماء، فإن سد تاسكورت سيمكن، بفضل حقينته التي تبلغ25 مليون متر مكعبا، من دعم تزويد مدينة شيشاوة وكذا المراكز والدواوير المجاورة بالماء الصالح للشرب ، علما بأن الانعكاسات السلبية للمشروع على البيئة تبقى جد محدودة. أما في ما يتعلق بالمواصفات التقنية للسد، فهو من نوع الخرسانة المدكوكة ، ويبلغ علوه الاقصى75 مترا وطول قمته415 متر، وسيتطلب إنجازه وضع415 الف متر مكعب من الخرسانة. وطيلة مدة إنجاز السد سيتم تحويل مجرى الوادي عبر ممرين من الخرسانة في الضفة اليسرى ، كما ستضم منشآت التحويل حاجزين ترابيين أحدهما بالعالية والآخر بالسافلة ، وسيمكن هذا التحويل المؤقت من حماية الأشغال بقعر الوادي من حمولات الورش. وسيضم السد مفرغا للحمولات يتكون من عتبة تتوسط المنشأة بعرض86 مترا يتناقص ليصل الى70 مترا بالسافلة ، يمكن من إفراغ 1540 مترا مكعبا في الثانية، كما سيتم إنجاز مفرغ آخر للقعر فوق الأساس بالضفة اليمنى للسد يتكون من ممر يبلغ عرضه مترين وعلوه3 أمتار وطوله35 مترا، اضافة الى ممر جانبي بقطر500 ملم، وسيمكن هذا المفرغ من تمرير صبيب يبلغ97 مترا مكعبا في الثانية عند المستوى العادي للحقينة. كما اطلع جلالة الملك محمد السادس، يوم الأربعاء بالقصر الملكي بمراكش، على مشاريع تهم التطهير السائل ومعالجة المياه العادمة وإعادة استعمالها بإنجاز بناء محطة للمعالجة، وذلك بغلاف مالي إجمالي يبلغ مليار و760 مليون درهم. وستمكن هذه المحطة من تجاوز مجموع الإكراهات التي تتمثل في غياب مخطط لمعالجة هذه المياه بالمدينة حيث يتم قذف مجموع سوائل الصرف الصحي المنزلية والصناعية والمقدر حجمها بحوالي 90 ألف متر مكعب يوميا بثلاث نقط سوداء على مستوى طريق الدارالبيضاء وطريق أسفي وشمال وادي تانسيفت. وينجم عن هذه الوضعية غير السليمة تلوث الوسط الطبيعي وخاصة الفرشة المائية بالإضافة إلى وقعها السلبي على الجانب الصحي والبيئي.