بعد توقفها لمدة ثلاث أسابيع تعود منافسات الدوري الاحترافي إلى الواجهة بإجراء الجولة السادسة، و هي الدورة التي أفرزت بعض المحطات الملتهبة كمحطة فاس، تطوان، والدار البيضاء ..ومن المحتمل جدا أن تسجل هذه الدورة صحوة فرق بصمت على انطلاقة غير مشرفة. عادة ما تكتسي مباراة الرجاء البيضاوي والجيش الملكي طابع الندية ،وتشكل بالتالي قمة على صفيح ملتهب، بل تمتد شرارة هذا اللهيب الى المدرجات، حيث مواجهة ثانية بين الجماهير، ويعود ذلك إلى الحساسية المفرطة التي ترخي بسدولها على هاته المحطة داخل وخارج رقعة الملعب، ولقاء الرجاء البطل ضد الجيش الوصيف هذا الموسم يطمح من خلاله كل طرف إلى إثبات ذاته، وتسجيل التفوق على منافسه، والتوقيع على صحوة قوية بعد انطلاقة لا توازي حجم وقيمة الفريقين . الفريق العسكري بمدربه الجديد / القديم رشيد الطاوسي يراهن على هذه المحطة لصنع الايجابي، والانطلاق في رسم توهج يرقى إلى تطلعات الجماهير العسكرية التي من المنتظر أن تحج بكثرة إلى مركب محمد الخامس ما يستدعي استنفارا أمنيا لتفادي أحداث الخميس الأسود التي عاشتها الدارالبيضاء الموسم الماضي، لكن المدرب امحمد فاخر الذي وصل بالفريق إلى نهاية كأس العرش يزداد طموحه في تسجيل عودة قوية إلى دائرة التنافس على لقب الدوري عبر محطة الجيش، في انتظار المحطات القادمة . قمة فاس ستجمع المغرب الفاسي والوداد البيضاوي، وهما فريقان مثقلان بالضغوطات جراء التعثرات المتتالية، لذلك سيعمل كل من طارق السكتيوي، وعبد الرحيم طاليب على صنع رهان التفوق، ورسم صحوة جديدة، واستعادة توازن مفقود، الأمر الذي سيجعل هاته المباراة حارقة على كافة المستويات، ومفتوحة على كل الاحتمالات، ولعل الضغط سيكون على لاعبي الماص الراغبين في تفادي الهزيمة الثالثة على التوالي، والتصالح مع الجماهير الفاسية الغاضبة، لكن فريق الوداد المنتعش على حساب الفتح في مؤجل الجولة الخامسة بعد ثلاث خسائر متتالية، يتطلع لاعبوه إلى تعزيز الرصيد، وتسلق المراتب فوق خريطة الترتيب، لمصالحة الجمهور الودادي، وعودته عبر النتائج الايجابية إلى المدرجات . من المنتظر جدا أن تفرز محطة سانية الرمل منتوجا كرويا راقيا على اعتبار أن الفريقين المتباريين، المغرب التطواني الموقع على خمسة انتصارات من أصل خمس مباريات، والدفاع الجديدي، المؤهل لنهاية كأس العرش، يقدمان أداء رائعا هذا الموسم ،ورحلة المدرب عبد الحق بنشيخة إلى تطوان يصاحبها رهان إلحاق أول هزيمة بالمتصدر، واصطياد الثلاث نقط لتعزيز الرصيد، لكن المدرب عزيز العامري يتطلع الى الاستمرار في صنع الايجابي، والحفاظ على العلامة الكاملة، فلمن ستدق أجراس الفوز ؟ مباراة الفتح الرباطي ضد حسنية أكادير ستكون هي الأخرى ساخنة في جميع أطوارها، على اعتبار أن الطرفين معا يجران وراءهما تعثرات قاسية، ويتطلعان إلى التكفير عن الهزيمة الاخيرة، خصوصا فريق الفتح الذي تلقى خسارة بطعم الشمتة مساء الأربعاء الماضي، الأمر الذي يفرض على جمال السلامي البحث عن الوصفة التي تساعده على إجادة استثمار امتيازالاستقبال، لكن المدرب مصطفى مديح مطالب هو الآخر بتسجيل صحوة يستعيد من خلالها بعض التوازن، ولا نعتقد أن التعادل يخدم مصلحة الفريقين المتباريين. ظاهرة بداية الموسم الجاري الكوكب المراكشي، الذي فرض نفسه كفريق قوي سيستقبل النادي القنيطري وكله أمل في إضافة ثلاث نقط إلى الرصيد للاستمرار في صنع الإيجابي، وتقوية حظوظه في الحفاظ على إحدى المراتب المتقدمة، إلا أن المدرب عبد الخالق اللوزاني يعي جيدا صعوبة المهمة، لذلك سينهج أسلوبا يقيه عبء الهزيمة، سيما وأن الكاك حقق فوزه الأول خلال الجولة الخامسة. الجهة الشرقية ستكون على موعد مع ديربي من نوع خاص، ويتعلق الأمر بالمباراة التي ستجمع النهضة البركانية وشباب الحسيمة المنهزم بميدانه خلال الدورة الماضية، وبالنظر إلى الحساسية التي عادة ما تطبع المباريات شبه المحلية، فإن أطوار هذه المحطة ستكون ساخنة. فهل يستطيع الإطار التقني الحسين أوشلا صنع رهان أول فوز في الموسم الحالي ؟ أم أن المدرب السويسري باربوريس سيكون هاته المرة في الموعد، وهو الذي أضحت رأسه مطلوبة ؟ فريق أولمبيك آسفي، الذي استعصى عليه الوصول إلى نهاية كأس العرش، سيكون في انتظار الجمعية السلاوية وعينه على النقاط الثلاث لمصالحة الذات، واستعادة التوازن، لأن الفريق المسفيوي لا يعرف الاستقرار على مستوى النتائج، وهذه فرصة أمام بادو الزاكي للظفر بأول فوز بملعب المسيرة، بيد أن عزيز الخياطي له من الوصفات التكتيكية ما يخول له العودة بنتيجة إيجابية.