بعد احتجاجه لمدة أسبوعين بسبب برمجة منافسات كأس العرش، يعود الدوري المغربي الاحترافي إلى الواجهة، حيث تدخل الأندية غمار التنافس لحساب الجولة الثالثة، وهي الدورة التي تراهن عليها العديد من الفرق لتصحيح المسار، خصوصا تلك التي دشنت الموسم الجديد بحضور غير موفق. يجمع كل المتتبعين أن محطة الرباط تشكل قمة الجولة الثالثة بامتياز، حيث سيقابل في هذه المحطة كل من الجيش الملكي، الذي رسم صورة باهتة مع انطلاق الموسم، والمغرب التطواني الذي دشن الموسم على إيقاع الانتصارات، ورهانه إضافة فوز جديد لتعزيز مركزه في الصدارة. مدرب الفريق العسكري يدرك صعوبة المواجهة رغم امتياز الاستقبال، وسيكون مضطرا لاختيار كل الميكانيزمات التكتيكية التي تجعل الكفة تميل لفائدته، على اعتبار أن الانتصار هو الخيار، لكن المدرب الكفء عزيز العامري يراهن هو الآخر على هذه المحطة لتأكيد الذات، واختبار المقومات، سيما وأن اللاعبين التطوانيين ينهجوم أسلوبا مقنعا، ويقدمون منتوجا كرويا رائعا... لقاء الديربي، الذي يجمع الواف والماص، يستأثر باهتمام الجماهير الفاسية، ورغم أن المغرب الفاسي سيخوض هذه المباراة محروما من خدمات مجموعة من عناصره الوازنة والأساسية بداعي الإصابة، فإن المدرب طارق السكتيوي بإمكانه إدارة المباراة بتركيبة بشرية طموحة تنتظر فرصة تأكيد أهليتها، خصوصا وأن الماص كثيرا ما صنع الانتصارات في عز الأزمات، فما هي الوصفة التي أعدها السكتيوي للتكفير عن الاقصاء من كأس العرش، وصنع الفوز السابع في تاريخ ديربي فاس؟ فريق الوداد البيضاوي، الذي أرسل بعض الإشارات إلى أنه سيكون أحد المتنافسين علي لقب الدوري، سيستضيف حسنية أكادير خلال مباراة خصص لها مسؤولو الوداد 16 ألف تذكرة، وهي مباراة يطمح خلالها المدرب طاليب إلى استثمار امتياز الاستقبال، وإضافة ثلاث نقط إلى الرصيد، وهذا الطموح لا يبدو صعبا أمام فريق معنويات لاعبيه مهزوزة جراء الإقصاء القاسي من منافسات كأس العرش. لقاء متكافئ سيجمع النهضة البركانية وأولمبيك خريبكة، الفريقان معا ودعا منافسات كأس، ويتطلعان إلى التأشير على حضور مشرف في منافسات الدوري الاحترافي، وعليه، فالمباراة ستعرف أطوارا حارقة، وسيحضرها المدرب فؤاد الصحابي المنتشي بهزمه لبطل الموسم الماضي، والذي كان يسير فريقه عبر الهاتف بسبب المرض، لكن حضوره على دكة الاحتياط سيضخ نفسا جديدا في المجموعة الخريبكية، وإن كانت مهمة صنع الإيجابي ببركان أمام النهضة غير سهلة. الصورة الباهتة التي رسمها شباب الحسيمة إن على مستوى الكأس أو منافسات الدوري، تجعل خياره الوحيد أمام أولمبيك آسفي بملعب ميمون العرصي هو الفوز، وأي نتيجة غير الانتصار تدخل الفريق الريفي دائرة التشكيك في القدرات، ولعل تعزيز الإدارة التقنية بالإطار المغربي الحسين أوشلا قد يعطي دفعة إضافية على المستوى التكتيكي، لكن المدرب بادو الزاكي لن يقبل بحصد الهزيمة الثانية على التوالي، وسيعمل على التصالح مع الذات من خلال العودة بنتيجة إيجابية من الحسيمة. وبملعب العبدي سيستقبل الدفاع الجديدي فريق الكوكب المراكشي، وهي مباراة سيعمل خلالها المدرب الجزائري على صنع أول فوز له بالدوري الاحترافي، بعدما أزاح الجيش الملكي من منافسات الكأس، وهو رهان ليس صعبا على عبد الحق بنشيخة الذي يعتبره المتتبعون ورقة تقنية رابحة للجديديين. ورغم امتياز الاستقبال فإن الوافد الجديد الكوكب المراكشي لن يكون سهل التجاوز، ويسعى إلى فرض نفسه كرقم أساسي في معادلة الدوري الاحترافي. تجدر الإشارة إلى أن مباراة ا لجمعية السلاوية ضد الفتح تم تأجيلها بسبب التزام الفريق الرباطي بالمنافسات القارية، حيث سينازل فريق مازيمبي.