تجمع المباراة النهائية أل53 في مسابقة كأس العرش لكرة القدم برسم موسم 2009-2010، المقررة غدا الخميس بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط (الرابعة والنصف بعد الزوال)، بين اتحاد الفتح الرياضي والمغرب الفاسي في لقاء مثير وواعد سيرفع خلاله الفريقان شعار "تجديد الصلة بالكأس الفضية". ويعلق الناديان الرباطي والفاسي على هذا اللقاء آمالا عريضة ومشروعة في معانقة الكأس الثمينة الخامسة للأول بعد ألقاب سنوات 1967 و1973 و1976 و1995 والثالثة للثاني بعد لقبي عامي 1980 و1988. وتكتسي هذه المواجهة، التي من المنتظر أن تستقطب عددا كبيرا من أنصار ومحبي الفريقين المتباريين إلى جانب الجمهور الرياضي المتعطش لمعاينة طبق كروي غني، أهمية كبرى لكونها تجمع بين فريقين عريقين تربطهما بهذه المسابقة الغالية وشائج قوية. فالفريقان معا اعتادا حضور نهاية الكأس حيث يخوض فريق العاصمة العلمية النهاية العاشرة بعد سنوات 66 و71 و74 و80 و88 و93 و2001 و2002 و2008 ، في حين يلعب فريق العاصمة الإدارية النهاية السابعة بعد نهايات 60 و67 و73 و76 و95 و2009. وتبدو حظوظ الفريقين الرباطي والفاسي متساوية في هذه المباراة نظرا لكونهما يمران بفترة تعد من أزهى فترات تاريخهما الرياضي ويوقعان عن جدارة واستحقاق وبشهادة جميع المحللين والمتتبعين على بداية موسم أكثر من رائعة، ما يصعب معه التكهن بهوية الفريق الذي سيتوج بطلا لهذه المسابقة. فبالإضافة إلى مشواره الموفق في مسابقة كأس العرش والذي توجه بإخراج فريق الجيش الملكي (حامل اللقب في السنوات الثلاث الأخيرة) من دور الثمن، تقدم التشكيلة الشابة والمتجانسة لفريق المغرب الفاسي بقيادة الإطار الوطني رشيد الطاوسي، عروضا راقية على مستوى البطولة الوطنية أهلته لاحتلال المركز الثاني (15 نقطة) بفارق الأهداف أمام فريقي الوداد والرجاء البيضاويين وخلف أولمبيك خريبكة (المتصدر ب 17 نقطة). من جانبه، أبهر فريق اتحاد الفتح الرياضي في موسم العودة إلى قسم الأضواء، الجمهور الرياضي المغربي بكل أطيافه وفرض نفسه بدون منازع نجما في سماء كرة القدم المغربية، التي استعادت ببلوغه اللقاء النهائي لكأس الكونفدرالية الإفريقية شيئا من هيبتها وكبريائها على المستوى القاري. ورافق هذا التألق الإفريقي تألق على المستوى الوطني حيث يحتل أشبال الإطار الوطني الحسين عموتة، الذين يتميزون بلعبهم السهل والواقعي وانضباطهم التكتيكي وتركيزهم العالي، المركز الثامن بعشر نقاط مع ثلاث مباريات ناقصة، علما بأنه الفريق الوحيد الذي لم يتجرع بعد طعم الهزيمة بعد مرور تسع دورات. وسيسخر طرفا اللقاء النهائي، الذي من المنتظر أن يشكل عرسا رياضيا حقيقيا يرقى إلى مستوى الحدث كل إمكاناتهما البشرية والتقنية والتكتيكية في أفق تعبيد الطريق نحو اللقب الغالي الذي غاب عن خزانة الفريقين لما يقارب 22 عاما بالنسبة لفريق المغرب الفاسي (آخر لقب يعود إلى سنة 1988) و15 عاما بالنسبة لفريق اتحاد الفتح الرياضي، وصيف الكأس الماضية، (آخر لقب يعود لسنة 1995). وإلى جانب النهج التكتيكي، الذي سيعتمده كل من عموتة والطاوسي من أجل تحقيق اللقب، سيكون على الفريقين تقديم عروض كروية مشوقة ومشرفة تعكس التطور المضطرد الذي بلغته كرة القدم داخل الأندية الوطنية على جميع المستويات الإدارية والهيكلية والتأطيرية والتقنية. وتبقى نتيجة هذا اللقاء مفتوحة على جميع الاحتمالات لتستقر الكأس الفضية الثمينة في الأخير بين أحضان الفريق الذي سيكون أكثر جاهزية تقنيا وبدنيا وذهنيا والذي سيتعامل مع مجريات المباراة بذكاء أكبر. يذكر أن فريق اتحاد الفتح الرياضي، الذي سيخوض ثلاث نهايات في زمن قياسي (عشرة أيام) تخطى في طريقه إلى المباراة النهائية على التوالي عقبة أندية شباب هوارة في دور أل32 (0-1) وأولمبيك خريبكة في دور الثمن (2-1) وشباب المحمدية في دور الربع 0-0 (3-5 ضربات الترجيح) والدفاع الحسني الجديدي في دور النصف (1-0). أما فريق المغرب الفاسي فبلغ النهاية على حساب فرق شباب قصبة تادلة في دور ال32 (1-2) والجيش الملكي في دور الثمن 1-1 (7-6 ضربات الترجيح) وسطاد المغربي في دور الربع (1-0) والنادي القنيطري في دور النصف 1-1 (3-2 ضربات الترجيح). ويبقى فريق الجيش الملكي، حامل لقب السنوات الثلاث الماضية، النادي الأكثر تتويجا على مستوى مسابقة كأس العرش بنيله 11 لقبا متقدما بفارق لقبين عن فريق بالوداد البيضاوي (9 ألقاب) والكوكب المراكشي والرجاء البيضاوي (6 ألقاب) ثم اتحاد الفتح الرياضي والمولودية الوجدية (4 ألقاب). ومن جانب آخر، سيحظى الحكم الدولي محمد يارا بشرف إدارة المباراة النهائية لكأس العرش لأول مرة في مشواره الرياضي، علما بأن أول حكم قاد اللقاء النهائي لهذه المسابقة هو بوبكر الأزرق عام 1957 وجمعت بين المولودية الوجدية والوداد البيضاوي وانتهت بالتعادل 1-1 لكن فريق عاصمة الشرق ظفر بالكأس على اعتبار أنه كان سباقا للتسجيل بواسطة اللاعب بريزات وذلك طبقا للقوانين التي كان معمولا بها وقتئذ. ومايزال الحكم عبد الكريم الزياني يحتفظ بالرقم القياسي في قيادة المباريات النهائية لكأس العرش في كرة القدم حيث أدار خمس مباريات نهائية (59 - 62 - 69 -71 و1974) يليه محمد البوكيلي وسليمان البرهمي والمرحوم سعيد بلقولة بثلاثة لقاءات نهائية لكل واحد منهم. تصريحات المدربين: الحسين عموتة، مدرب الفتح الرياضي: أكد الحسين عموتة، مدرب فريق اتحاد الفتح الرياضي لكرة القدم، أن فريقه يتطلع بشغف كبير إلى إضافة لقب تاريخي آخر إلى سجله إذا ما تيسر له الفوز بكأس العرش لموسم 2009-2010. وذكر في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الظفر بهذه الكأس الثمينة سيكرس قناعة الفريق الرباطي بأنه فريق قوي وله مكانة متميزة بين باقي الأندية الكبيرة ، خاصة وأنه سبق أن فاز بالكأس أربع مرات وخسر النهاية الموسم الماضي، وأن عليه تأكيد مكانته الكروية من خلال نيل الكأس الفضية. واعتبر الحسين عموتة أن فرص الظفر باللقب ستكون متكافئة بين الفتح الرياضي والمغرب الفاسي والذي ضاع منه السنة الماضية أمام الجيش الملكي، بيد أن الظروف تختلف هذه السنة خاصة وأن لاعبي الفتح كسبوا تجربة كبيرة وبلغوا مرحلة مهمة من النضج على جميع المستويات. وأوضح أنه لم يسقط من حساباته كون الفريق الخصم " يتمتع بمؤهلات محترمة ويتوفر على تركيبة بشرية منسجمة وإدارة كبيرة وطاقم تقني في المستوى، إضافة إلى مقومات أخرى أهلته لاحتلال مرتبة مشرفة في البطولة الوطنية". وأبرز عموتة، في هذا الصدد، أن مؤهلات الفريق الخصم لاتعني إطلاقا أن الفتح أقل مستوى ولاسيما أنه نجح في بلوغ المباراة النهائية لكأس الكونفدرالية الإفريقية بعد تجاوزه أعتد الأندية الإفريقية، مشيرا إلى أن الفريق الذي سيكون أكثر تركيزا واستغلالا للفرص المتاحة، والذي سيتجنب الوقوع في الأخطاء، سيتمكن حتما من الفوز بالكأس. وقال ، إنه سطر برنامجا إعداديا للاعبين تحسبا لهذه المباراة التي وصفها ب"القوية" ، يتضمن حصصا تدريبية عادية حتى يجنب اللاعبين الضغط النفسي الذي قد يؤثر سلبا على معنوياتهم. وذكر بأن الاستعدادات لهذا الموعد الكروي الهام تجرى في ظروف "ممتازة" وأن اللاعبين يدركون جيدا أهمية الرهان ومستعدون للدفاع عن قميص الفريق والفوز بالمباراة ، وهي الإرادة ذاتها التي تحذو مسيري الفريق من أجل رفع هذا التحدي الجديد. ولم يبد عموتة أي قلق بشأن غياب ثلاثة لاعبين أساسيين ، إثنان منهم في الدفاع وهما عبد الفتاح بوخريص ويوسف شفيق، والثالث في وسط الميدان ويتعلق الأمر بمراد الزيتوني، لأن " البديل سيقوم بالمهمة وسيكون عند حسن الظن". وأكد من جهة أخرى، أن الفريق الرباطي يتوفر على مجموعة متكاملة وملتحمة إضافة إلى أنه يمتاز بخاصيات تجعل منه فريقا قويا، مؤكدا أن المجموعة ستعمل خلال المباراة النهائية على فرض أسلوب لعبها خاصة وأن جميع العناصر على بينة من قوتهم كمجموعة متكاملة ستبذل كل ما في وسعها إجراء مباراة في المستوى. وأردف الإطار الوطني قائلا إنه "مهما تكن النتيجة فإن بلوغ فريق اتحاد الفتح الرياضي المباراة النهائية يعد في حد ذاته إنجازا تاريخيا بالنظر إلى الظروف التي مر منها الفريق في السنوات الأخيرة، وكثرة المباريات التي خاضها الفريق سواء في البطولة أو كأس العرش أو كأس الكونفدرالية الإفريقية (16 مباراة ثمانية بالمغرب ومثلها بإفريقيا). وعبر في الختام عن أمله في " أن يقدم الفريقان مباراة في المستوى ترقى إلى تطلعات الجمهور المغربي وقيمة هذا الحدث الكبير". رشيد الطاوسي مدرب المغرب الفاسي: قال مدرب فريق المغرب الفاسي لكرة القدم، رشيد الطاوسي إنه " يتحتم على الفريق عدم تضييع فرصة الظفر بكأس العرش وانتزاع الفوز خلال مواجهته لفريق الفتح الرياضي في المباراة النهائية التي ستجمعهما يوم الخميس المقبل بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط . وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن المهمة الأساسية لعناصر الفريق الفاسي تكمن في التعامل بذكاء مع هذه المباراة النهائية التي ستكون حتما قوية أمام فريق الفتح الرياضي ، الذي يتميز بخط هجومي فعال. وأوضح رشيد الطاوسي، أن زملاء تيغان والشيحاني وبورزوق باستطاعتهم تحقيق نتيجة إيجابية بالنظر إلى تجربتهم ومؤهلاتهم التقنية والبدنية، معتبرا أن " الفوز سيكون الهدف الوحيد إذ يكتسي أهمية خاصة بالنسبة لفريق المغرب الفاسي الذي ضيع فرصة التتويج بكأس العرش الثمينة في مناسبتين". واعتبر الإطار الوطني، أنه " تم تحقيق الأهم ، ويتعين الآن على فريق المغرب الفاسي الاستماثة إلى آخر لحظة لانتزاع لقب كأس العرش 2009 -2010". وأشار إلى أنه بعد الفوز الذي حققه الفريق الفاسي في نصف النهاية على فريق النادي القنيطري (1 -0) ، خضع اللاعبون لتداريب مكثفة استعدادا لهذه المباراة النهائية الهامة. وأضاف الطاوسي، بعد الاقرار بأن هذه النهاية لن تكون بالمهمة اليسيرة بالنسبة للفريق الفاسي، أن على مجموعته استغلال جميع إمكاناتها التقنية والبدنية حتى تتمكن من إضافة لقب جديد إلى سجلها. وأشاد ، من جهة أخرى، بمهاجمي فريق الفتح الرياضي " خط هجوم فريق الفتح يتميز بالسرعة ويستغل أدنى خطأ في الدفاع لتسجيل الأهداف . المهاجمون يتمتعون بالقدرة على الاختراق وهو ما يشكل نقطة قوة. وقال إن فريق المغرب الفاسي ، بماضيه الحافل، " يبقى فريقا يجب أن يضرب له ألف حساب في مثل هذه اللقاءات، كما يبرز ذلك المشوار المتميز الذي قطعه قبل بلوغ النهاية".