تجمع المباراة النهائية لنيل كأس العرش في كرة القدم لموسم 2008-2009، المقررة يوم الأربعاء 18 نونبر الجاري بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، ولأول مرة في تاريخ هذه الكأس الفضية الثمينة، بين فريقي الجيش الملكي واتحاد الفتح الرياضي في “ديربي رباطي” واعد ومفتوح على جميع الاحتمالات. ويكتسي هذا العرس الرياضي الكبير أهمية بالغة لكونه يأتي في أوج احتفالات الشعب المغربي بالذكرى أل54 لعيد الاستقلال المجيد وكذا للمكانة المتميزة والعلاقة الوطيدة التي تربط جميع أندية كرة القدم الوطنية بدون استثناء وعلى اختلاف درجاتها بهذه الكأس الغالية ، إضافة إلى الطابع المحلي الذي يميز نهاية هذه السنة. ويعلق فريقا العاصمة، على الرغم من وضعيتيهما غير المطمئنة في سبورة ترتيب بطولة هذا الموسم، آمالا عريضة على هذا اللقاء نظرا لكونه يشكل مناسبة لفريق الجيش الملكي لإحراز لقبه الثالث على التوالي والحادي عشر في المسابقة ( رقم قياسي) بعد سنوات 1959 و1971 و1984 و1985 و1986 و1999 و2003 و2004 و2007 و2008 ولتكريس زعامته للأندية المغربية الفائزة بلقب كأس العرش. في المقابل ، سينافس اتحاد الفتح الرياضي، الذي توج بطلا للقسم الوطني الثاني وحقق حلم العودة إلى قسم الصفوة، على لقبه الخامس بعد أن حظي بشرف إحرازه أربع مرات سنوات 1967 و1973 و1976 و1995. ويأتي فريق الجيش الملكي في صدارة الأندية المتوجة بهذه الكأس بعشرة ألقاب متبوعا بفريق الوداد البيضاوي (9 ألقاب) والرجاء البيضاوي والكوكب المراكشي (6 ألقاب لكل منهما) واتحاد الفتح الرياضي والمولودية الوجدية (4 ألقاب لكل منهما). ومن المنتظر أن يغلب على هذه النهاية، التي ستستقطب دون شك جمهورا كبيرا من أنصار وعشاق فريقي العاصمة، طابع الندية والإثارة والتشويق بالنظر لطابعها المحلي والرغبة الكبيرة والطموح المشروع لطرفيها. ففريق الجيش الملكي، الذي خاض في السنوات العشر الأخيرة ست نهايات فاز بخمسة منها، سيسخر كل إمكاناته التقنية والبشرية للاحتفاظ باللقب ، فيما سيعمل فريق اتحاد الفتح الرياضي، اعتمادا على عزم وإصرار تركيبته البشرية الشابة، على الظهور بمستوى مشرف يمكنه من ربط ماضي الفريق التليد بحاضره الواعد من خلال تجديد الصلة بالكأس وضمان حضوره في هذا الحدث التاريخي الذي غاب عنه مند 19 سنة. ويسعى فريق الجيش الملكي، الذي أصبح متخصصا في منافسات كأس العرش (خاض 15 نهاية)، إلى مواصلة سيطرته على لقب هذه المسابقة والتصالح مع جمهوره العريض من خلال إهدائه لقبها خاصة بعد المستوى الباهت، الذي ظهر به منذ بداية الموسم. بيد أن مهمة الفريق العسكري لن تكون على الإطلاق سهلة أمام جار يعرف كل كبيرة وصغيرة عن منافسه ويعد منذ مدة العدة للدفاع عن حظوظه في نيل الكأس والخروج بالتالي من هذه المواجهة الكرية مرفوع الرأس ، علما بأنه في هذه المسابقة بالذات تتكسر التراتبية وتنتفي الفوارق. ويذكر أن فريق الجيش الملكي تخطى في طريقه للمباراة النهائية على التوالي عقبة أندية النادي المكناسي (1-0) وسطاد المغربي (1-0) والوداد البيضاوي (4-2 ض.ت ج) والاتحاد الزموري للخميسات (5-4 ض ت) ، في حين تجاوز فريق اتحاد الفتح الرياضي أندية جمعية المنصورية (5-4 ض ت) والجمعية السلاوية (2-1) واتحاد آيت ملول (2-1) والمغرب التطواني (3-0 ض ت) وشباب المحمدية (2-0)