انطلق الصراع بين الرجاء البيضاوي والجيش الملكي على لقب الدوري المغربي في نسخته الثانية منذ الدورات الأولى واستمر هذا الصراع مع مرور الجولات، وازداد التشويق خلال الثلث الثالث والأخير بين الطرفين، خصوصا بعد تخلي الوداد البيضاوي والمغرب الفاسي عن السباق بعد دخول مرحلة السرعة النهائية، وهي المرحلة التي يراهن عليها الطرفان لأجل الظفر بدرع البطولة الذي يمنح الفائز به تأشيرة المشاركة في كأس العالم للأندية. ولعل هذا الامتياز الاستثنائي هو ما دفع بالفريقين نحو تنافس استثنائي. فمن سيجني غلة هذا الموسم ؟ نقطتان فقط تفصلان بين فريقي الرجاء والجيش من حيث الرصيد على بعد ثلاث جولات من نهاية الدوري، وهو فارق قابل للتذويب في أية جولة، الأمر الذي يجعل كل القراءات ممكنة، وكل الاحتمالات واردة، لكن ما ينبغي التأكيد عليه، هو أن مصير حسم اللقب بين يدي الرجاء، حيث تكفيه فقط سبع نقط خلال المباريات الثلاث المتبقية من عمرالدوري لمعانقة التتويج، وهو رهان ليس بعزيز على فريق وفر رئيسه محمد بودريقة كل الإمكانات المادية والبشرية، ناهيك عن تهييء ظروف المعسكرات التدريبية المغلقة، سواء داخل الوطن، أو خارجه، إضافة إلى التحفيزات المالية المتعلقة بالمنح والمكافآت ليلقي بكامل المسؤولية على المدرب امحمد فاخر لأجل إهداء الجماهير الرجاوية لقب الدوري. ولعل الإمكانات التي توفرت للرجاء لم تتوفر لأي فريق مغربي هذا الموسم، ما يعني بأن الفريق الأخضر، وفي ظل الظروف المهيأة ماديا وبشريا، كان بامكانه حسم أمر اللقب لفائدته قبل نهاية الدوري، دون دخول دائرة حسابات آخر ساعة . فريق الجيش الملكي وجد نفسه داخل دائرة التنافس على لقب البطولة، وقد تقوت حظوظه، سيما وأنه وقع على مسار موفق، مشكلا بذلك منافسة شرسة للرجاء، ومؤكدا قوته كفريق أهل بالتتويج، مؤجلا الحسم في أمر اللقب إلى حين، وهذا التحدي المألوف لدى العسكريين يجعله يضفي على دوري الموسم الجاري نكهة الندية، وتوابل التشويق ونسمة الإثارة .. فمن سيفوز باللقب ؟ صحيح أن كل التكهنات تجعل كفة التتويج تميل لفائدة الرجاء، اعتبارا لاحتكاره مركز الريادة، وتقدمه على الجيش بفارق نقطتين، لكن رحلة الفريق الأخضر إلى بركان لمنازلة النهضة المحلية لن تكون سهلة، على اعتبار أن الفريق البركاني ظهر بصورة لافتة خلال مرحلة الإياب، ويلعب بدون ضغوطات، وفوق هذا وذاك، فالفوز على الرجاء مطمح إنهاء البركانيين لموسم مشرف، وهو الأمر الذي سيجعل مهمة الرجاويين صعبة، سيما وأنهم يخوضون المباريات الثلاث المتبقية تحت تأثير ضغوطات نفسية كبيرة. وبرسم الجولة التاسعة والعشرين سيستقبل فريق الرجاء بميدانه الدفاع الجديدي الذي أمن مكانه بحظيرة الدوري الاحترافي عقب فوزه على الوداد الفاسي، في ظل العودة المجددة للمدرب جواد الميلاني، وهذه المباراة التي ستدور يوم السبت المقبل، يراهن عليها الرجاويون لحسم اللقب قبل منازلة فريق الفتح الرباطي في آخر جولة من عمر البطولة، لكن قد تجري الرياح بما لا تشتهيه المكونات الرجاوية، خصوصا وأن الدفاع الجديدي يطمح إلى تعزيز موقعه في وسط الترتيب بالفوز على المتصدر، وإعطاء صورة مشرفة عن التنافس الشريف، وتفنيد كل الشائعات التي سبقت هذه المباراة . المباراة الأخيرة سيحل خلالها الرجاء البيضاوي ضيفا على الفتح الرباطي، وهي محطة صعبة، لكن رهانها ستحكمه نتيجتا مبارتي نهضة بركان والدفاع الجديدي، وبذلك ستكون المحطة الأخيرة إما احتفالية، أو مصيرية . وبالنسبة لفريق الجيش الملكي فسيحل ضيفا عصر اليوم على أولمبيك خريبكة الذي مازال لم يؤمن مكانه حسابيا، الأمر الذي سيجعل المباراة صعبة بالنسبة للعسكريين الذين يتعين عليهم الفوز في كل المباريات المتبقية وانتظار تعثر رجاوي قد يقع، وقد لا يقع، على اعتبار أن مصير الجيش رهين بتعثر الرجاء في إحدى المحطات الثلاث . وخلال الجولة ماقبل الأخيرة، سيكون الفريق العسكري في مهمة صعبة وهو يستقبل المغرب الفاسي، هذا الأخير يتطلع إلى الارتقاء إلى الصف الثالث لضمان المشاركة في كأس الكاف، وهذا الرهان سيجعل المباراة حارقة في جميع أطوارها، وحظوظ فوز العسكريين ليست بنسبة مائة بالمائة . وبرسم الجولة الثلاثين سيحل الجيش الملكي ضيفا على الوداد البيضاوي، وهي مباراة ساخنة كذلك، وإن كان الفريق الأحمر فقد العديد من مقوماته هذا الموسم، وأضحت نتائجه غير مستقرة سواء داخل الميدان، أوخارجه، ومع ذلك سيحاول الوداديون أن يبرهنوا أمام العسكريين أنهم يؤمنون بالتنافس الشريف . وبقراءة في مسيرة الفريقين المتنافسين على اللقب، يتضح أن المسار كان موفقا، والنتائج مشرفة ومتقاربة، ذلك أن فريقي الرجاء البيضاوي والجيش الملكي فازا داخل ميدانه في احدى عشرة مباراة، وتعادلا في ثلاث، ولم ينهزما قط بملعبيهما، فيما حقق الفريق الأخضر خارج الميدان ستة انتصارات، وخمسة تعادلات، وحصد هزيمتين اثنتين، بينما الجيش الملكي فاز خارج الديار في خمس مناسبات، وتعادل ست مرات، وانهزم هو الآخر في مناسبتين.