يلتقي مجدداً هذا الموسم على أرضية مركب الأمير مولاي عبد الله فريقاً الجيش الملكي والرجاء البيضاوي، وهذه المرة لحساب منافسات الدوري المغربي، وكان الطرفان تقابلا قبل أسابيع لحساب نهاية كأس العرش، وهي المباراة التي عرفت التكافؤ على كافة المستويات، وآلت نتيجة وقتها القانوني إلى التعادل، وانتهت الجولتان الإضافيتان كذلك بالتكافؤ. ولم تحسم النتيجة لفائدة الرجاء إلا بعد الاحتكام للضربات الترجيحية. وإذا كانت مباراة الكأس حاسمة، فإن لقاء اليوم الذي سينطلق في حدود الساعة السابعة مساء سيدور لحساب مؤجل الجولة الثامنة، ما يعني بأن الضغط النفسي سيكون أقل، وأن اللاعبين سيحاولون إفراز منتوج كروي في مستوى الحدث، مع الحذر طبعاً، على اعتبار أن الفوز في هذه المحطة عنوان تعبيد درب الاستمرار في صنع الإيجابي، وبالتالي تقوية حظوظ التتويج بلقب بطولة الخريف الفخرية. فريق الرجاء سيدخل المباراة محروماً من خدمات مجموعة من اللاعبين امتثالا لعقوبة التوقف بسبب حصدهم لأربعة إنذارات، ويتعلق الأمر بكل من أمين الرباطي رشيد السليماني ولاعب الوسط مابيدي، بالإضافة إلى غياب صانع ألعاب الرجاء محسن متولي الذي مازال يشكو من الإصابة، ولعل هذه الغيابات الاضطرارية قد يكون لها تأثير على المردود التقني للمجموعة الرجاوية، لكن الترسانة البشرية التي تعاقد معها مسؤولو الفريق الأخضر قبل انطلاق الموسم الكروي الحالي كانت بهدف سد الخصاص كلما استدعى النهج التكتيكي، أو الغيابات الاضطرارية ذلك. المدرب امحمد فاخر اعتبر توقيف اللاعبين الثلاثة مجانياً، وأبدى أسفه الشديد من خوض هذه القمة أمام الجيش الملكي محروماً من خدمات بعض العناصر الأساسية داخل التشكيلة الرجاوية، لكن استدرك في تصريح إعلامي أن المجموعة التي ستخوض المباراة قادرة على الدفاع عن ألوان الفريق، وبإمكانها العودة بنتيجة إيجابية. فريق الجيش الملكي صحبة مدربه الجديد عبد الرزاق خيري يراهن على هذه المحطة لصنع الفوز السابع في الدوري، والارتقاء بالتالي إلى مركز الصدارة، على اعتبار أن نقطتين فقط تفصلان بين الفريقين، وهذا ما سيضفي على المباراة توابل الندية، سيما وأن لقاء الرجاء والجيش عادة ما تغلفه حساسيات مفرطة، وتطبعه حسابات خاصة، الأمر الذي يجعل الفائز في المباراة يستجمع شحنة موجبة من المعنويات يستثمرها خلال القادم من المباريات. للتذكير، فرصيد الرجاء هو 22 نقطة جمعها من سبعة انتصارات وثلاثة تعادلات وهزيمة واحدة، فيما حقق فريق الجيش ستة انتصارات، وتعادل أربع مرات، وحصد هزيمة واحدة، ولعل التعاقد مع ابن الفريق المدرب عبد الرزاق خيري ضخ في الجسم العسكري دماء جديدة، ولقاء اليوم تعتبر محكاً حقيقياً أمام هذا الإطار لتأكيد نجاعة أساليبه التكتيكية، لكن المدرب امحمد فاخر الذي سبق أن أشرف على تدريب فريق الجيش الملكي له من الأوراق التكتيكية ما يناسب كل مباراة، وما ينسجم مع الإمكانات البشرية المؤهلة، لذلك فلا غرابة أن يعتمد نهجاً تكتيكياً غاية في الصرامة، خصوصاً على مستوى خط الدفاع.