نتيجة التعادل إيجابية بالنسبة للرجاء البيضاوي، وأولمبيك آسفي، هكذا لخص المدرب عبد الهادي السكتيوي تقييمه للمباراة التي جمعت الفريقين لحساب الجولة السادسة من الدوري الاحترافي، وهي المباراة التي أفرزت مقومات كل فريق، وتميزت بالتشويق والإثارة، بل كانت هيتشكوكية طيلة أطوارها، وعرفت توتر الأعصاب بالمدرجات... فريق الرجاء كان يأمل في حصد الانتصار الخامس على التوالي، بعد أربعة انتصارات على فرق متواضعة، لكن عندما وضع على محكم شبه حقيقي لاختبار إمكانات ونجاعة لاعبيه، وأساليب وتكتيكات مدربه وجد صعوبة كبيرة في صنع الإيجابي بغض النظر عن توقفات اللعب في أكثر من مناسبة لتقديم الاسعافات للحارس المجذوبي وبعض اللاعبين. وهي التوقفات التي اعتبرها المدرب امحمد فاخر نقطة سواء خيمت على فضاء المباراة، بل ذهب إلى حد اتهام الحكم بكونه لم يطبق القانون، مؤكدا «كان على الحكم أن ينذر الحارس الذي بالغ في المطالبة بالاسعافات الأولية». لقد كان حريا بالمدرب امحمد فاخر أن يعتبر النقطة السوداء هي عدم نجاعة خط هجوم الرجاء الذي أهدر ما يقارب ثلاثين فرصة سانحة للتهديف. وعلى العكس من ذلك أحسن مهاجمو أولمبيك آسفي ترجمة الفرصتين اللتين أتيحتا لهم إلى هدفين، أي أن النجاعة كانت حاضرة بنسبة مائة بالمائة، وكانوا سباقين إلى التهديف في الدقيقة 23 بواسطة القناص عبد الرزاق حمد الله الذي نجح في خدع المدافعين أمين الرباطي ومحمد أولحاج اللذين تناوبا على حراسته، ولم يبرحا مكانهما في الدفاع، حيث انسل، وانفرد بالحارس العسكري ووقع هدف السبق. وخلال الجولة الثانية انتفض من جديد لاعبو الرجاء، ونزلوا بكل ثقلهم بحثا عن تعديل الكفة، وانفردوا بالحارس في أكثر من مناسبة، وسددوا من خارج المربع أكثر من مرة، لكن النجاعة كانت غائبة، وهذه هي النقطة المطلوب من المدرب فاخر أن يركز عليها خلال الحصص التدريبية. وضد مجرى اللعب، يتمكن المهاجم الافريقي انديون من مضاعفة الحصة في الدقيقة 78، وهو الهدف الذي نزل كحمام ثلج على الجماهير الرجاوية، وبعثر أوراق المدرب فاخر، لكن إيمان اللاعبين بالعودة في المباراة، وإصرارهم على الدفاع عن ألوان الرجاء، بالإضافة إلى استنفاد المخزون البدني للعناصر المسفيوية.. عوامل ساعدت العناصر الرجاوية على تقليص الفارق، وتوقيع هدف الشرف في الدقيقة 83 بواسطة اللاعب البديل ياسين الصالحي، وهو الهدف الذي أربك حسابات المدرب عبد الهادي السكتيوي، الذي طالب عناصره بالتقدم إلى الإمام، لكن إصرار لاعبي الرجاء على الاندفاع، بتحفيزات الجماهير، وفي غياب - ربما - تعليمات المدرب، تمكنوا من اصطياد ضربة جزاء، أحسن ترجمتها إلى هدف اللاعب محسن متولي في الدقيقة 86. المدرب عبد الهادي السكتيوي اعتبر المباراة جميلة، وممتعة لكونها عرفت تسجيل أربعة أهداف، و وصف نتيجة اللقاء بالإيجابية والمنصفة للطرفين، واستدرك في معرص أجوبته على أسئلة الصحفيين «أن تضييع الفوز خلال الأنفاس الأخيرة من عمر المباراة، يكشف عقلية اللاعب الهاوي، ويؤكد على أن المباراة تلعب خلال تسعين دقيقة»، ولم يفت السكتيوي التأكيد على أن مواجهة الفرق الكبيرة هي في حد ذاتها عامل مخفز للاعبين كي يظهروا إمكاناتهم. ولم يخف اعتزازه بفريق الرجاء، وجمهوره. من جانبه أكد المدرب امحمد فاخر أن عنصر النجاعة كان غائبا، موضحا في ذات السياق «خلقنا العديد من فرص التهديف، وسجلنا فقط هدفين، أحدهما من ضربة جزاء، لكن النقطة السوداء في المباراة هي توقف اللعب خلال عدة لحظات، هيأنا للمباراة بشكل جيد، لكن الخصم يتوفر على لاعبين مميزين» ونفى امحمد فاخر أن يكون لاعبوه قد استصغروا الخصم، وإن بدا ذلك واضحا في أكثر من عملية.