«أتحمل لوحدي مسؤولية الهزيمة»، ذلك ما صرح به المدرب خوسي روماو عقب الهزيمة التي حصدها فريق الرجاء خلال لقاء الذهاب أمام الجيش الملكي. لكن المدرب روماو كان في الموعد خلال محطة الإياب، حيث نهج أسلوبا تكتيكيا ناجعا، وهو ما يعني أنه فطن للاستراتيجية التكتيكية العسكرية، وأنه أحسن قراءة الخصم. كان طبيعيا أن يستقطب لقاء القمة عن الدورة 17 جمهورا غفيرا، ليس لوزن الطرفين على الساحة الكروية، ولكن للحساسية التي عادة ما تطبع هذه المباراة، حيث تقاطرت الجماهير على الملعب قبل انطلاق المباراة بساعات، وانخرطت في ترديد الشعارات، في صافرة الانطلاقة تبين أن لاعبي الرجاء عازمون على صنع الفوز، سيما وأن الفريق الأخضر لم يفز على العسكريين منذ أربعة مواسم، وهو ما شكل ضغطا نفسيا للعناصر الرجاوية التي سرعان ما تحررت منه بفضل المؤازرة المتواصلة للجمهور، والنهج التكتيكي الذى أثمر مع البداية بعض المحاولات السانحة للتهديف بواسطة كل من العائدين أرمومن (رجل المباراة) وعيني. المدرب فاخر اعتمد أسلوبا يتأسس على ملء وسط الميدان واللعب العنيف، بهدف إجهاض الهجمات الرجاوية قبل بنائها، لكن تسربات متولي ونجدي والجلايدي من الجهتين، والتمريرات الذكية للمخضرم عمر النجاري.. اختيارات تكتيكية أربكت الدفاع العسكري، وأثمرت هدف السبق في الدقيقة 33 بواسطة المدافع زكرياء الزروالي، وهو الهدف الذي زرع الدفء في المدرجات، وبعثر أوراق المدرب امحمد فاخر. مع بداية الجولة الثانية اندفع العناصر الرجاوية بحثا عن هدف ثان لتأمين النتيجة المسجلة. وبالفعل تأتى لها ذلك في الدقيقة 51 على إثر ضربة حرة نفذها بقوة اللاعب أرمومن وتصدى لها الحارس الجرموني، لكن جريندو كان في الزمن والمكان المناسبين، فأودع الكرة في الشباك موقعا الهدف الثاني. وهو الهدف الذي دفع بالمدرب فاخر الى تغيير خطته، وبالفعل نجح العسكريون في تهديد مرمى الحارس عتبة بفضل عدة محاولات أثمرت إحداها ضربة جزاء أحسن ترجمتها اللاعب العلاوي إلى هدف في الدقيقة 61. وقبل نهاية الوقت القانوني بدقيقتين، اصطاد المارد متولي ضربة جزاء، وتفوق في استثمارها الى هدف، نزل كحمام ثلج على العسكريين وجمهورهم القليل. وخلاصة القول، فالمباراة عكست مستوى طيبا للكرة المغربية، حيث كان إيقاعها سريعا، كما أن الحكم الرويسي، كان في مستوى هذه القمة.