عجز فريق الرجاء البيضاوي عن مصالحة جماهيره في ثاني ظهور له على أرضية مركب محمد الخامس مساء الجمعة الماضي، وكاد أن يتلقى هزيمة قاسية من ضيفه المغرب التطواني في مباراة برسم الدورة الثالثة من بطولة المجموعة الوطنية للصفوة، قبل أن يستدرك الموقف على بعد دقائق قليلة من نهاية المباراة التي آلت إلى التعادل هدف في كل مرمى، سجل للمغرب التطواني بيير كوكو في الدقيقة 80 وعادل الكفة عبد الله الجلايدي في الدقيقة 87. وشهدت الندوة الصحفية التي أعقبت المواجهة مباراة من نوع آخر بين مدربي الفريقين، خوصي روماو وعبد الرحيم طاليب، حين انتفض المدرب البرتغالي في وجه زميله وقال أمام الصحافيين إنه من المستحيل تسجيل أهداف أمام فرق تأتي إلى الدارالبيضاء من أجل التحصن في الدفاع، وأضاف بأن طاليب قد اعتقل المباراة من خلال نهجه التكتيكي المرتكز على خطة 5-4-1 التي جعلت الجمهور أمام مشهد فريق يدافع وآخر يهاجم، وقال «الحقيقة أن خطة مدرب المغرب التطواني لا تشجع على الفرجة وهو ما جعل فريقه يدافع طيلة 90 دقيقة، بل ووصل إلى مرمانا في مناسبتين فقط، إن الجمهور لن يتمتع بالفرجة مادامت بعض الفرق تختار مند صفارة الحكم التحصن الدفاعي». وبدت على المدرب طاليب علامات الغضب من تصريح روماو، حيث أكد في مداخلته بأن النهج التكتيكي الذي خاض به المباراة هو 3-4-3 وليس 5-4-1 كما ادعى مدرب الرجاء، وأن مدرب الرجاء مطلوب منه فك شفرة المدربين والبحث عن الحلول الملائمة لكل استعصاء تكتيكي، وأنه من غير اللائق البحث عن مبررات الإخفاق في خطط الآخرين، وقال عبد الرحيم إن فريقه كاد أن يعود بثلاث نقط من قلب الدارالبيضاء وأنه كان منتصرا قبل نهاية المباراة بثلاثة دقائق، مشيرا إلى الفرصة التي أضاعها لاعبه الكاميروني كوكو في الدقيقة 88 من زمن اللقاء والتي كادت أن تنهي المعركة. ولم تتوقف الحرب الكلامية المباشرة بين المدربين حيث قال طالب بأن روماو لم ينتصر عليه أبدا سواء حين كان مدربا للوداد أو الرجاء، ووصل الأمر إلى حد الملاسنات التي تشكك في قدرة هذا الطرف أو ذاك. وقال طاليب ل«المساء» في أعقاب الندوة التي استمرت على إيقاع التلاسن «إن ما استفزني أكثر هو قول روماو كان عليك أن تستعمل حافلة الفريق في رص خط الدفاع وأن تستنجد بمن حضر من المسيرين لدعم خطتك». وعلى الرغم من هذا السجال الذي تجاوز الخطوط الحمراء، إلا أن المدرب روماو أكد بأن خطة الخصم ليست هي العائق، بل أوضح بأن الفريق خاض المباراة بعناصر لازالت تبحث عن الاندماج كالمهاجم إبراهيما والمدافع الزكرومي الذي عوض العميد جريندو الذي غاب لتعرض منزله للسطو. وقال عضو بالمكتب المسير للرجاء إن ما حصل في الندوة الصحفية بين المدربين، لن يؤثر على العلاقات الرجاوية التطوانية، وأكد بأن الحرب الكلامية بين المدربين مسألة طبيعية لتبرير النتيجة ليس إلا. تبقى الإشارة إلى غضبة الجماهير التي طالبت في بداية المباراة بتخفيض أسعار تذاكر ولوج الملعب، ونادت بإبعاد اللاعبين المتخاذلين. مباراة الشبان بين الرجاء البيضاوي والمغرب التطواني لم تخرج عن التعادل لكن بدون أهداف.