خرج فريق الرجاء البيضاوي مبكرا من منافسات كأس العرش. وجاء الإقصاء عند منعرج سدس عشر النهاية على يد فريق مغمور اسمه اتحاد بلدية أيت ملول الذي يمارس ضمن بطولة الهواة. وإذا كان الجميع يعتبر هذه النتيجة مفاجئة، فإن الذين عاينوا اللقاء سيعترفون بقوة الفريق السوسي وانسجام خطوطه، حيث كان منظما فوق رقعة الملعب بشكل خلق متاعب جمة لفريق الرجاء البيضاوي. الهدفان المبكران لكل من الماتوني في الدقيقة 15 وتوفيق في الدقيقة 18 أربكا حسابات المدرب خوسي روماو الذي يتحمل كامل المسؤولية في هذا الإقصاء، حيث عمد الى خوض المباراة بعدد من العناصر غير الأساسية، وفي ذلك استخفاف بالفريق الخصم، ولعل تعامل مدرب محترف بعقلية هاوية انعكس سلبا على عطاءات اللاعبين فتحول الفريق الأخضر من هرم إلى قزم. مدرب فريق أيت ملول صرح قبل المباراة بأن حضوره الى الدارالبيضاء هو من أجل العودة بنتيجة مشرفة، وبالفعل ركب صهوة التحدي ونهج وصفة تكتيكية (4 - 4 - 2) كان مفعولها ناجحا لدرجة أن خط هجوم الفريق الأخضر عجز عن الوصول الى مرمى الحارس لحسن الصالح إلا في مناسبة واحدة بواسطة البديل محسن متولي في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع من عمر الشوط الأول. إن العارفين بالميكانيزمات التكتيكية لكرة القدم اعتبروا فوز فريق أيت ملول على الرجاء نتيجة لا علاقة لها بالصدفة على اعتبار أن المدرب خوسي روماو لم يقو على فك اللغز الدفاعي للفريق الخصم طيلة الجولة الثانية، وهو ما يجعل عنصر المفاجأة غير وارد في هذه المباراة التي راح خلالها الفريق الأخضر ضحية الاستهانة بالخصم، وهذا الاستخفاف الذي تمخض في عقلية العناصر الرجاوية والمدرب روماو أنجب هدفين مبكرين تفصل بينهما مساحة زمنية وجيزة (دقيقتان)، الأمر الذي كان له تأثير كبير على لاعبي الرجاء نفسيا وتكتيكيا وحتى على مستوى التركيز. واللافت أن فريق أيت ملول كان بإمكانه إضافة أهداف أخرى، حيث هدد مرمى الحارس ياسين الحظ في ثلاث مناسبات خلال الجولة الثانية عن طريق المرتدات السريعة، وهو ما يعني أن العناصر السوسية كانت متحررة من أي ضغط نفسي رغم أنها تنازل فريقا من عيار ثقيل وبملعب محمد الخامس بالدارالبيضاء أمام حوالي خمسة آلاف متفرج. فريق الرجاء البيضاوي الذي احتفل قبل أسبوعين بذكرى ستين سنة على تأسيسه تلقى هدية الإقصاء من فريق قادم من تخوم الجنوب تأسس منذ عشر سنوات فقط، وهذه المفارقة تتطلب من المدرب المحترف خوسي روماو استخلاص العبرة والتعامل مع جميع المباريات بالجدية اللازمة انسجاما مع المثل الشعبي القائل »العود اللي كتحكرو يعميك«.