«من الناحية التكتيكية، المباراة ستشهد عدة محطات، وننتظر اندفاع فريق الرجاء ونزوله بكل ثقله مع صافرة البداية، لكن سنحاول امتصاص هذا الاندفاع إلى حين دخولنا في المباراة»، كان هذا تصريح لمدرب وفاق اسطيف الجزائري قبل انطلاق اللقاء، الذي جمع فريقه بالرجاء البيضاوي لحساب ذهاب نصف نهاية كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة. وبالفعل فقد توخى الفريق الجزائري الحيطة، مدافعا عن شباك الحارس الدولي الساوشي، تحت نهج تكتيتكي يتأسس على خطة (2 - 4 - 4)، وهو أسلوب نجح الجزائريون في تطبيق كل مقوماته، سيما وأن الخصم يتوفر على وسط ميدان قوي، يقوده اللاعب الدولي الموشية. المدرب خوصيه روما وكان يعي جيدا أنه يواجه خصما قويا، له إمكانات تؤهله لمباغثة الرجاء في أية لحظة، لذلك اعتمد هو الآخر خطة (2 - 4 - 4)، وبناء الهجومات من الجهتين، اليمنى بواسطة متولي بمساندة بلخضر، واليسرى حيث يتواجد اللاعب نجدي ويدعمه المدافع الزروالي، إلا أن هذا النهج كان يصطدم بدفاع متراص. والملاحظ أن خط وسط ميدان الرجاء البيضاوي لم يكن يساهم في بناء الهجومات بالشكل الذي يهدد الخصم ويفتح ممرات في دفاعه، اللهم بعض التمريرات، التي كانت تأتي من رجل عمر النجاري، وكانت نادرة جدا، ما جعل فرص التهديف نادرة أيضا. مع انطلاق الجولة الثانية بدا واضحا أن الجزائريين سيرفعون من إيقاع المباراة، وتوقع الجميع أنهم سيهددون مرمى الحارس عتبة، وبالفعل فقد سجلوا هدف السبق في الدقيقة 69، بواسطة الهداف الحاج عيسى، وهو الهدف الذي احتج عليه الرجاويون بدعوى شرود. صعوبة الفريق الأخضر ازدادت مع استقبال هدف بعقر الدار، فكثف الرجاويون من هجوماتهم، خصوصا بعد إشراك اللاعب السينغالي سيري ديا، هذا الأخير خلق بعض المتاعب للدفاع الجزائري، وكان وراء إنقاذ الرجاء من الهزيمة، حيث سجل بقذفة قوية ومركزة هدف التعادل في الدقيقة 81. ورغم المحاولات التي قام بها لاعبو الرجاء لانتزاع الفوز، فإن تكثل دفاع الخصم في ظل خطة (1 - 5 - 4) حال دون ذلك. ليعلن الحكم الليبي عادل الراعي عن نهاية اللقاء بالتعادل، وهي نتيجة لاتخدم مصالح الرجاويين، الذين تنتظرهم مباراة صعبة في 24 من نونبر المقبل بمدينة اسطيف، برسم محطة الإياب. والواضح، أن أول ظهور للفريق الأخضر في مباراة ذات طابع عربي - إفريقي كشف أن الرجاء بحاجة إلى تطوير الأداء، خاصة على مستوى وسط الميدان، الذي أضحى يشكو من بعض الخلل، ما يستدعي من المدرب روماو البحث عن الوصفة، التي تجعل من هذا الخط المحوري خطا فاعلا، سواء في إجهاض هجومات الخصوم، أو بناء العمليات الهجومية. تصريحان خوصيه روماو، مدرب الرجاء: المباراة كانت صعبة سواء بالنسبة للرجاء أو وفاق اسطيف، ومع ذلك فأنا مرتاح لعطاءات اللاعبين. لقد واجهنا خصما اعتمد الهجومات المضادة التي تخلق بعض المتاعب، سيما وأنه يتوفر على عناصر وازنة، ولعل تتويج الخصم بطلا للدوري الجزائري، وتأهله لنهاية كأس الكاف عنوانان بارزان على أننا لعبنا ضد فريق كبير. لقاء الإياب سيدور في 24 من نونبر المقبل، ولدينا من الوقت ما يجعلنا نستعد لهذه المباراة نفسيا وتكتيكيا، وحظوطنا مازالت قائمة، وأعتقد بأن العلودي سيضخ دماء جديدة في خط هجوم الرجاء. أما بخصوص التحكيم فأترك للصحفيين التعليق عليه. علي مشيش، مدرب وفاق اسطيف: مستوى المباراة من الناحية التكتيكية كان لابأس به. لعبنا ضد فريق قوي ومنظم. ومع ذلك فقد استطعنا أن نكون سباقين إلى التسجيل، وحاولنا إضافة هدف ثان، لكن المهاجم سيري ديا استغل خطأ في التغطية الدفاعية وعدل الكفة. التعادل بالنسبة لي نتيجة إيجابية، سنعمل على استثمارها خلال محطة الإياب. وبالنسبة للتحكيم، فأفضل أن أضع عليه علامة استفهام كبيرة. لقطات من المباراة > أشهر الحكم الليبي عادل الراعي أربع أوراق صفراء في وجه كل من رحو - الموشية - فاهم ومترف من فريق اسطيف الجزائري. فيما تلقى اللاعب مسلوب إنذارا خلال الجولة الأولى. ورغم تغييره خلال الشوط الثاني وجلوسه على دكة الاحتياط، فقد تلقى ورقة حمراء بدعوى احتجاجه المبالغ فيه على حكم الشرط، وفر هاربا إلى مستودع الملابس، إلا أن الحكم أوقف المباراة مطالبا بعودته إلى أرضية الملعب. وبالفعل كان نصيب مسلوب الورقة الحمراء. > اللاعب محسن مولي قام بحركة لا رياضية اتجاه الجمهور، حيث قام بإشارة تعني بأن الجمهور الرجاوي أحمق، كما بصق عليه، الأمر الذي جعله يتلقى وابلا من السب والشتم والرمي بالقنينات، وغادر الملعب تحت حماية المكلف بالأمتعة يوعري. ولوحظ وهو يغادر المركب في اتجاه الحافلة مرفوقا برجال الحراسة. > الحكم الليبي عادل الراعي قاد 17 مباراة دولية، وتعتبر مباراة الرجاء ضد وفاق اسطيف الثالثة من نوعها لهذا الحكم بالمغرب، حيث سبق أن قاد مبارتين للمغرب الفاسي. الأولى ضد الترجي، والثانية أمام فريق قفصة. > ثلاثة لاعبين من فريق وفاق اسطيف يلعبون للمنتخب القومي الجزائري، ويتعلق الأمر بالحارس الساوشي واللاعبين رحو والموشية، فيما يضم الفريق خمسة لاعبين ينتمون لمنتخب الأمل. وفي تصريح للمدرب على مشيش فإن جميع العناصر دولية، لأن هناك لاعبين سبق أن مارسوا مع المنتخب. > على مشيش اصبح مدربا لفريق وفاق اسطيف منذ الدورات الأخيرة للموسم الماضي، وكان يشكل إلى جانب رشيد بلحوت الطاقم الفني للفريق، قبل الاستغناء عن هذا الأخير، ليقتصر الإشراف التقني فقط على المدرب الحالي علي مشيش. > من المتوقع أن لاتجري مباراة الإياب في الرابع والعشرين من نونبر المقبل، حيث أكد المدرب الجزائري علي مشيش أنه سيطالب بتقديم لقاء الإياب ضد الرجاء بيوم أو يومين، على اعتبار أن وفاق اسطيف سيلعب نهائي كأس الكاف ثلاثة أيام فقط بعد محطة الإياب ضد الرجاء.