توقف قطار الرجاء البيضاوي عند المحطة الثانية من دوري أبطال العرب بعد الهزيمة المرة أمام النادي الصفاقسي التونسي بعقر الدار، وبذلك يكون الفريق الأخضر قد خيب آمال حوالي أربعين ألف متفرج كانوا حاضرين في الموعد، ولكن.. » «إن الضغط سيكون على فريق الرجاء البيضاوي أمام جماهيره، وسنعمل على استثمار هذه النقطة، لنعود بالتأهيل»، هذا هو التصريح الذي أدلى به مدرب النادي الصفاقسي قبل لقاء الإياب، وفعلا عرف المدرب الغازي لغريري كيف يجعل الكفة تميل لصالح فريقه، ويصنع تأهيلا بفضل نهج تكتيكي ناجع، يتأسس على الاستحواذ على منطقة الوسط، وإجهاض كل المحاولات الرجاوية، اعتمادا على الحراسة اللصيقة (رجل لرجل)، وهذا الأسلوب شل من حركية العناصر الرجاوية التي وجدت صعوبة كبيرة في فتح الممرات، وتهديد مرمى الحارس التونسي. إن إشراك ثلاثة لاعبين تونسيين غابوا عن لقاء الذهاب، ويتعلق الأمر بكل من كريم النفطي، هيكل صمامدية وعبد الرؤوف الراتولي بعثر أوراق المدرب خوصي روماو، سيما وأن هذه العناصر الثلاثة لها وزنها داخل التشكيل الرسمي لفريق الصفاقسي، بفعل تجربتها عربيا وقاريا. الدقيقة الأخيرة من عمر الشوط الأول تسجل طرد المدافع عصام المرادسي بعد تلقيه الإنذار الثاني، لكن المفارقة الغريبة أنه مباشرة بعد الطرد بدقيقة واحدة يتمكن الفريق التونسي من زيارة شباك الحارس عتبة بفضل ضربة رأسية مركزة للاعب حمزة يونس، هذا الهدف أثلج صدور الجماهير، وأسكت الحناجر، وقلب كل الموازين. مع بداية الجولة الثانية يعود الأمل بعد إعلان الحكم الجزائري عن ضربة جزاء لفائدة الرجاء، لكن حسن الطير «يُطيّر» الكرة فوق المرمى، مفوتا فرصة تعديل الكفة، مبخرا آمال جماهير حجت بكثرة لتقديم الدعم والمساندة، وقد كان لتضييع ضربة الجزاء تأثير على نفسية كل اللاعبين الرجاويين خاصة اللاعب حسن الطير الذي ظل حاضرا كجسد طيلة الجولة الثانية، وهي الجولة التي عرفت خلالها العناصر التونسية - رغم النقص العددي - كيف تمتص الاندفاع الرجاوي غير الممنهج. وإذا كنا نجعل من التحكيم مشجبا نعلق عليه أخطاءنا عند كل إقصاء عربي أو قاري، فإننا نسجل خلال مباراة الرجاء ضد الصفاقسي أن الحكم الجزائري كان «موضوعيا» ، حيث منح الرجاء البيضاوي امتياز التفوق العددي، وضربة جزاء. لكن اللاعبين الرجاويين لم يكونوا في الموعد، حيث ظهروا طيلة المباراة تائهين، ولم يرقوا إلى الحد الأدنى من تطلعات الجماهير الغفيرة التي خرجت مستاءة من النتيجة ومن العطاء. تصريحان > خوصي روماو (مدرب الرجاء): فريق الرجاء لعب بشكل هجومي، والعناصر الرجاوية هاجمت منذ البداية حتى صافرة النهاية، لكن غياب الطراوة الكافية، وسوء التركيز حالا دون ترجمة كل الهجومات الى أهداف. الفريق الخصم كان منظما، وقويا على مستوى خط الدفاع، وأعتقد لو سجلنا ضربة الجزاء، لتغيرت المباراة. > الغازي لغريري (مدرب الصفاقسي): لقد درسنا خصمنا الرجاء بشكل جيد قبل منازلته في لقاء الإياب، وعرفنا كيف نجاري المباراة أمام خصم كبير اسمه الرجاء. صحيح أننا عانينا من نقص عددي على امتداد الجولة الثانية، لكن طرد عصام المرادسي لم يكن مؤثرا، لأن اللاعبين تحملوا هذا النقص، وعرفوا كيف يدافعون عن هدف الامتياز الذي منحنا التأهيل.