فوت فريق الرجاء البيضاوي فرصة توسيع الفارق عن صف المطاردة، بعدما اكتفى بالتعادل أمام اتحاد الخميسات لحساب الجولة السابعة والعشرين، وكان الفريق الأخضر سباقاً إلى التهديف، لكن الأنفاس الأخيرة من عمر المباراة حملت معها هدف التعادل، ولعل اقتسام النقط بين الفريقين خلال هذه المباراة التي كان مستواها التقني عادياً جداً تحمل مسؤوليته حسب كل المتتبعين الى تغييرات المدرب خوصيه روماو، حيث عابت الجماهير على المدرب إشراكه للاعب المخضرم عمر الجاري كبديل للمهاجم ياسين الصالحي خلال الدقائق العشر الأخيرة، وهو التغيير الذي فهم من خلاله الجمهور أن روماو كسب رهان الفوز، وأنه باع جلد الدب قبل ذبحه. فكان الاستياء بادياً على الجماهير التي استنكرت، وانتقدت بشدة اختيارات روماو، محملة إياه مسؤولية النتيجة. مدرب الرجاء كان له رأي آخر، حيث اعتبر الأخطاء في كرة القدم أمراً وارداً، مضيفا في سياق تشريحه التقني للمباراة «إن فريق الخميسات جاء لانتزاع نتيجة إيجابية تقفز به درجاً الى الأمام، ولعب بخطة دفاعية طيلة الجولة الأولى، وكم هو صعب مواجهة فريق يتخبط في أسفل الترتيب»، واستدرك روماو بأن الرجاء مازال يحتل الصف الأول، وأنه مصمم على الحفاظ على مركزه في صف الريادة حتى نهاية الدوري. وبقراءة في مجريات المباراة، اتضح أن الفريق الزموري لعب بشاكلة (4 -5 - 1) أن الضغط على حامل الكرة الذي مارسه لاعبو الخميسات شل من إبداعات العناصر الرجاوية التي وجدت صعوبة كبيرة في اختراق الدفاع، سواء عبر الرواقين، أو من وسط الميدان، سيما وأن عدداً من لاعبي الرجاء لم يظهروا بصورة مميزة، رغم أن المباراة غير متكافئة، وأن الطموحات متباينة، لكن الدقيقة الأخيرة من عمر الجولة الأولى منحت الامتياز للرجاويين بواسطة الهداف عمر النجدي، هو الهدف الذي ألهب حماس الجماهير الغفيرة وجعلها ترفع من إيقاعات التشجيع والتحفيز. الجولة الثانية أفرزت تغييرات تكتيكية، حيث عمد روماو إلى التراجع النسبي مع الاعتماد على المرتدات السريعة، سيما وأن الزموريين اندفعوا بحثاً عن تعديل الكفة، وكان بإمكان الفريق الأخضر مضاعفة النتيجة في أكثر من مناسبة، لكن السقوط في فخ الفرديات (متولي) والتسرع (الصالحي)، وسوء التركيز عوامل حالت دون إضافة أهداف أخرى. دخول سيري ديا مكان المتولي، وعمر النجاري مكان الصالحي تغييران اعتبرا غير ناجعين، حيث تحرر الزموريون، وأضحوا متحكمين في وسط الميدان، بل بادروا إلى تهديد مرمى الحارس الجرموني، وعلى إثر ضربة ثابتة في الدقيقة 86 يتمكن المهاجم هشام فتحي من تعديل الكفة بضربة رأسية، لكن هذا اللاعب توجه إلى الجمهور الرجاوي، وحاول استفزازه بحركات لا رياضية، ما دفع بالحكم الضحيك إلى إشهار الورقة الصفراء في وجهه، وعاد ليتلقى الإنذار الثاني بعد دقيقتين، ليكون مصيره الطرد، وهو ما يعني أن هذا اللاعب يغيب عنه النضج الرياضي. المدرب عزيز قرقاش اعتبر النتيجة إيجابية أمام فريق يلعب على لقب الدوري. واعترف بكون فريقه قام بمباراة جيدة، وحقق الأهم، وعاد بنقطة التعادل.