فوت فريق الرجاء البيضاوي فرصة اللعب بميدانه، ولم يحسن استثمار امتياز الاستقبال خلال المباراة التي جمعته بفريق أتلتيكو بيترو اللواندي لحساب ذهاب الجولة الثانية من منافسات عصبة الأبطال. وبذلك فالمهمة ستكون صعبة أمام العناصر الرجاوية بملعب سيداديلا بلواندا خلال محطة الإياب. رغم السيطرة المطلقة للعناصر الرجاوية طيلة المباراة، فإن النتيجة المسجلة لاتخذم مصالح الفريق الأخضر، على اعتبار أن التعادل بهدف لمثله، سيزيد من صعوبة المهمة خلال مباراة الرابع من أبريل المقبل بالعاصمة الأنغولية لواندا لحساب جولة الإياب، وهي المحطة التي ستكون حارقة جداً. المدرب البرتغالي بيرناردينو بيدروطو الذي يشرف على تدريب بيترو أتلتيكو أكد لنا قبل بداية المباراة بأن أسلوبه التكتيكي يتأسس على خطة (4 - 3 - 3)، لكن مع مرور الدقائق تبين أن الفريق الأنغولي ينهج أسلوباً دفاعياً محضاً، مع القيام بمرتدات خجولة تنتهي بالقذف من بعيد، ورغم تحصين الدفاع بشكل مكثف، فإن العناصر الرجاوية استطاعت عبر التمريرات القصيرة، والطويلة فتح العديد من الممرات، والوصول بالتالي إلى مرمى الحارس الدولي لاما، لكن هذا الأخير كان متألقاً وبارعاً في جميع تدخلاته، الأمر الذي فوت على لاعبي الرجاء تسجيل أكثر من هدف. وضد مجرى اللعب، وتحديداً في الدقيقة 44، ينجح اللاعب افيكس في افتتاح حصة التسجيل لفائدة الزوار بعد قذفة مركزة من خارج مربع العمليات، مانحاً هدف السبق للفريق الأنغولي، وهو هدف نزل كحمام ثلج ليس فقط على اللاعبين، وإنما على الجماهير الرجاوية التي حجت بكثافة. مع انطلاق الجولة الثانية بدا لاعبو الرجاء أكثر اندفاعا بحثاً عن تعديل الكفة، وفي حدود الدقيقة 49 يصاد اللاعب عمر النجدي ركلة جزاء، أحسن ترجمتها محسن متولي موقعاً هدف التعادل. السيطرة الميدانية للعناصر الرجاوية كانت واضحة طيلة الجولة الثانية، في الوقت الذي اكتفى فيه الزوار بالدفاع عن مرماهم. ولعل سوء الطالع، لازم كل المحاولات السانحة للتهديف التي صنعها لاعبو الرجاء، سواء عبر التقويسات، أو عن طريق الاختراق، حيث فتحوا عدة شوارع في دفاع الخصم، وهددوا مرمى بيترو في العديد من المناسبات، لكن براعة الحارس، والعارضة وتدخل المدافعين في آخر لحظة.. عوامل حالت دون إضافة هدف ثان لينتهي اللقاء بالتعادل، وهي نتيجة بقدر ما تخدم مصالح الأنغوليين، بقدر ما تطرح جملة من الصعوبات أمام العناصر الرجاوية خلال محطة الإياب. مدرب فريق بيترو اعترف بقوة الفريق الأخضر، وأكد في تصريح له عقب المباراة «أن النتيجة لا تعكس حقيقة اللقاء، الذي عرف سيطرة واضحة لفريق الرجاء، وعلى القدر الذي لعب الحظ ضد الرجاويين، على القدر نفسه، كان الحظ بجانبنا».. ولم يفت مدرب أتلتيكو الإشادة بلاعبي الرجاء على عطائهم المميز. من جانبه، هنأ المدرب خوصيه روماو جميع العناصر الرجاوية في أجوبته عن أسئلة الصحفيين، معتبراً إياهم قاموا بمباراة جيدة. وعزا عدم الفوز في هذه المباراة إلى سوء الحظ، موضحاً في ذات السياق «صنعنا فرص التهديف من جميع الجهات، من اليمين ومن اليسار، ومن وسط الميدان، لكن لم نفز وليس لدي ما أقوله، فأنتم معشر الصحفيين تابعتم المباراة مثلي، وتبين لكم أننا فعلنا كل شيء، لكن الحظ لعب ضدنا، ثم واجهنا حارساً كبيراً».