خرج الرجاء من منافسة كأس عصبة الأبطال الإفريقية بعد خسارته أمام بيترو أتلتيكو بهدف للاشيء، وهي نفس نتيجة مباراة الذهاب، وأكدت مجريات المباراة أن الفريق الأخضر كان بإمكانه أن يخرج منتصرا في هذه المواجهة لو استغل الفرص التي أتيحت له، علما أن النقص العددي بعد طرد الصالحي قد أثر على الرجاء وإن كان قد ضيع التأهل في الذهاب بالدار البيضاء. كان من الطبيعي أن تتميز رحلة الرجاء إلى أنغولا بالصعوبة بحكم نتيجة الذهاب (11) وكذا المستوى الذي ظهر بيترو أتلتيكو بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، وفرضت معطيات المواجهة أن يتخذ الفريق الأخضر كافة الإحتياطات والتدابير ليواجه الخصم الذي سيحظى بامتياز الأرض والجمهور وكذا الرغبة في إسقاط النسور، حيث كان يدرك أيضا أن النتيجة هي تلعب لصالحه، بدليل أن نتيجة التعادل السلبي تمنح بطاقة التأهل، لذلك كان الرجاء مدعو ليسجل إن أراد أن يحقق مبتغاه ويكسر شوكة بيترو أتلتيكيو. تأكد من خلال التشكيلة التي اعتمد عليها روماو أنها ذات توجه هجومي، وهي بالمناسبة نفس التشكيلة التي اعتمد عليها في مباراة الذهاب، حيث وضع طارق الجرموني بين الخشبات الثلاث على أن السليماني والزروالي في مركز الظهيرين وجريندو وأولحاج في وسط الدفاع، على أن الوسط شغله الثلاثي الإفريقي كوكو وبايلا وسيري ديا، وشكل متولي ونجدي والصالحي ثلاثي الهجومي. نوايا روماو كانت ظاهرة، حيث راهن على عنصر المباغثة وكذا سرعة نجدي ومتولي، وهو ما تأكد، إذ دخل الفريق الأخضر مهاجما وبدا واضحا أنه قد تهيأ لهذه المواجهة على المستوى النفسي واستطاع تذويب كل معطيات المباراة على مستوى الطقس الحار والحضور الجماهيري وضغط النتيجة، وشكل ثلاثي هجوم الرجاء إلى جانب سيري ديا خطورة كبيرة على مرمى الحارس لاما، وساعد الرجاويين تراجع الفريق الخصم وعدم اتخاذ خطوة الهجوم. مع توالي دقائق المباراة تأكد أن الرجاء أخذ بزمام الأمور واستطاع أن يفرض إيقاعه بدليل أنه استطاع أن يخلق جملة من الفرص عبر الثلاثي نجدي ومتولي والصالحي ، حيث أربكت تحركات المهاجمين الثلاثة، وأكثر ما كان يعاب عليهم هو السقوط في فخ الأنانية والتسرع والتثاقل، إذ لم يستفد من المرتدات الهجومية والتفوق العددي، محاولات أهدرها اللاعبون وغالبا ما كانوا يسقطون في فخ التسديد من بعيد دون جدوى على غرار محاولات نجدي وسيري ديا. بيترو أتلتييكو من جانبه اعتمد على المرتدات الهجومية عبر جوب وأفيكس ومابينا، لكن بحسب الدفاع الرجاوي الذي كان غالبا ما يتدخل بنجاح رغم بعض الإرتباك الذي شاب بعض التدخلات، وبالرغم من جملة التسديدات التي كانت بدون تركيز فإن الزروالي كاد أن يخدع الحارس لاما من تسديدة قوية مرت محادية، وتأكد أن الرجاء كان يصل بسهولة إلى مرمى الخصم الأنغولي، لكن دون أن يستغل الفرص التي أتيحت له وكذا تراجع وتواضع بيترو أتلتيكو. واصل بيترو أتلتيكو تراجعه الى الوراء وعدم أخذه مبادرة الهجوم، كما واصل الرجاء البحث عن تسجيل الهدف المنقذ من الإقصاء، بيد أن منعرج المباراة كان هو الطرد الذي تعرض له المهاجم ياسين الصالحي في الدقيقة 65، وكان من الطبيعي أن يتأثر الرجاء بالنقص العددي وهو ما كان، إذ من ضربة ركنية في الدقيقة 70 جوب ينفذها مستغلا خطأ للجرموني الذي ضاعت منه كرة سهلة. ونزل هذا الهدف كقطعة ثلج على لاعبي الرجاء الذي كان مسيطرا ويبحث عن هدف السبق، وزادت أخطاء الحكم المالاوي من تأثر اللاعبين من خلال توزيعه إنذارات مجانية عليهم، على أن روماو قام خلال هذه الجولة بثلاثة تغييرات، حيث زج بنغوم بدا من سيري ديا وأوحقي مكان نجدي، كما أقحم أيضا أكناو، لكن دون أن يتمكن الرجاء من بلوغ المرمى، ولو أن متولي ضيع أبرز فرصة خلال هذه الجولة، وتأكد من هذه المحاولة مدى الصعوبات التي وجدها اللاعبون خلال هذه المباراة والفرص الضائعة، وإن كان الرجاء قد أقصي في الواقع في مباراة الذهاب، حيث صعب من مهامه ولو أنه كان بالإمكان أن يستغل الطريقة التي لعب بها بيترو أتلتيكو، إذ لم يكن في الواقع بالخصم الصعب في مواجهة الإياب.