حافظ فريق الدفاع الجديدي على مركزه في صدارة الترتيب عقب انتزاعه تعادلا ثمينا من قلب مركب محمد الخامس أمام الرجاء البيضاوي خلال المباراة التي اعتبرت قبل انطلاقتها قمة الجولة الثامنة، لكن وقائع اللقاء وأطواره كشفت أن المستوى التقني لم يرق إلى الحد الأدنى من التطلعات. جمال السلامي، الإبن البار لفريق الرجاء، كان يعي قوة المواجهة وأخذ ما يكفي من الوقت للتركيز داخل مستودع الملابس وكان آنذاك يرسم الميكانيزمات التكتيكية التي تحد من خطورة الهجوم الرجاء، فاختار نهجا يتأسس على خطة (4 - 2 - 4 ) مع الاندفاع منذ البداية لكبح جماح العناصر الرجاوية وشل حركيتها بإجهاض المحاولات في وسط الميدان أو عن طريق السقوط في فخ التسلل. المدرب خوصيه روماو كان سريعا في استخلاص الخلاصات التكتيكية، فعمد إلى بناء الهجومات من وسط الميدان، بعدما تأكد بأن خلق منافذ عبر الجهتين اليمنى واليسرى غير ممكن في ظل الحراسة اللصيقة على عمر نجدي، ومحسن متولي. وبالفعل فقد جاء هدف السبق، بعد تمريرة في العمق نحو المهاجم السينغالي نكوم الذي كسر خطة التسلل وراوغ الحارس لاما برأسه وأودع الكرة في شباك فارغة، هذا الهدف الذي سجل في الدقيقة 22 حفز اللاعبين الرجاويين ورفع من معنوياتهم وحررهم من الضغط النفسي سيما وأن الحكم النوني أشهر الورقة الصفراء الثانية في وجه اللاعب باب لاتير، إلا أن العناصر الرجاوية لم تعرف كيف تحافظ على امتيازي السبق والنقص العددي، حيث استقبلت شباكها في الدقيقة 43 هدف التعادل، وكان عبارة عن هدية من الحارس يونس عتبة الذي لم يحسن التصدي لكرة نفذت من ضربة زاوية لتنزل أمام رجل اللاعب شاكو الذي وقع هدفا اعتبر هدية من دفاع الرجاء. مع بداية الجولة الثانية قرر المدرب روماو. الذي اضطر لتغيير موقعي أولحاج (وسط الميدان) والجلايدي (ظهير ايسر)، بعد توقيف كل من الزروالي وفتاح. قرر مدرب الرجاء إشراك العلودي وسيري ديا مكان بلمعلم والنجاري، إلا أن طرد اللاعب مسلوب بعد تلقيه للانذار الثاني بعثر أوراق المدرب روماو من جديد، وفي المقابل عمد المدرب السلامي إلى إشراك عبد الواحد عبد الصمد مكان الدمياني وابراهيم لاركو عوض الرياحي والسجلماسي مكان عبد الله الهوي، ويستشف من هذه التغييرات اختيار مدرب الدفاع الجديدي أسلوبا دفاعيا للحفاظ على النتيجة. وبالفعل فقد نجح في اختياراته حيث اقتسم الفريقان نقطتي التعادل، وهي نتيجة تخدم مصالح الجديدين الذين عمقوا الفارق عن المطارد، إلى أربع نقط فيما يعتبر هذا التعادل الخامس من نوعه لفريق الرجاء من أصل ثمان مباريات، وهي حصيلة مشرفة نسبيا، إلا أنها تستدعي مراجعة بعض الاوراق. تجدر الاشارة إلى أن الحكم النوني أشهر ثلاث أوراق حمراء في وجه كل من مسلوب (الرجاء) وباب لاتير وجعفري (الدفاع)، كما أنذر من الرجاء كلا من الجلايدي - مسلوب - بلخضر، ومن الجديدة قروشي - جعفري - عبد الواحد عبد الصمد وعبد الله لهو وباب لاتير.