الأمطار هي عنوان للخير والبركة بالنسبة للمواطنين المغاربة، لكنها تمثل مؤشر خطر وتهديد للأرواح والممتلكات بالنسبة لسكان المدينة القديمة بمدينة بني ملال . صباح أول أمس الأحد انهار جزئيا بالزنقة رقم2 بشارع أحمد الحنصالي، وسط المدينة بسبب الأمطار الغزيرة التي تساقطت على المنطقة، منزل بعد اهتراء جدرانه القديمة دون أن يخلف أي ضحايا . فقد فطن صاحب متجر بيع الأحذية الكائن بأسفل المنزل المذكور بعد سماعه احتراق أسلاك الكهرباء المارة بجانب سطح المنزل بسبب انحراف جداره ، ليهرع خارج المكان لحظة قبل انهيار المنزل المتكون من طابق واحد . انهيار أثر كذلك على المسكن المجاور مخلفا تصدعات في جداره المحاذي له. ومعلوم أن هذا المنزل المصنف من المباني الآيلة للسقوط بهذه المنطقة من المدينة القديمة، يمثل نموذجا صارخا للعديد من المساكن المماثلة يستغلها ملاكوها للكراء والنشاط التجاري دون أن يفرغوها طبقا للرسائل التي تلقوها من مجلس المدينة منذ سنة 2002 . أزمة السكن بمدينة بني ملال التي تعرف هجرة مكثفة لسكان المناطق المجاورة، حتمت على العديد من القادمين الاستقرار بهذه البنايات رغم الخطر المحدق، حيث عرفت المدينة القديمة التي تقع على شبكة من الكهوف تمتد على مساحة 35 هكتارا و تضم حوالي 20 ألفا من السكان، انهيارات متعددة للمساكن و خلفت في السابق ضحايا في الأرواح و الممتلكات و خاصة في فصل الأمطار . وقد قامت وزارة الإسكان بتعاون مع مجلس المدينة بدراسة جيوفيزيائية للمنطقة لتحديد الخريطة الحقيقية للكهوف وتحديد البنايات الآيلة أو المهددة بالانهيار . تلتها دراسة اجتماعية واقتصادية للساكنة لتحديد حاجيات السكان وقدرتهم على الانتقال إلى مساكن جديدة ، حيث اهتدت الى عرض وافقت عليه جميع السلطات المعنية يتمثل في تمكين ملاكي المنازل الآيلة للسقوط المفرغة من بقعة أرضية بتجزئة النور مساحتها 70 مترا مربعا مع منحة مالية قدرها 20 ألف درهم ، أو تمكين الملاك من تصميم للبناء إذا رغب في إعادة بناء مسكنه، وهو ما شجع السلطات على هدم العديد من المنازل المهددة بشارع تامكنونت وتعويض أصحابها بالعرض المذكور، والذي رغم ذلك لم يلق إقبالا من طرف السكان المهددين بسبب عدم قدرتهم على بناء أو اقتناء مسكن جديد ليبقى هذا الخطر كابوسا يؤرق سكان المدينة بكاملها .