انهار ليلة الأحد الماضي بشارع أحمد الحنصالي وسط مدينة بني ملال, منزل بعد اهتراء جدرانه القديمة دون أن يخلف أي ضحايا . فقد تهاوت الجهة اليسرى من السكن المتكون من طابقين حوالي الخامسة صباحا مما مكن السكان القاطنين من الإفلات و الخروج من الباب سالمين . و معلوم أن هذا السكن المصنف من المباني الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة استغله صاحبه دون سند قانوني و حاول ترميمه ثم اكتراه ورهنه لنساء أرامل بأثمان باهظة, علما أن المسكن قد اتخذ فيه قرار الهدم و صادق عليه والي الجهة السابق سنة 2003. ركام الانهيار أقفل مدخل زقاق يحوي خمس منازل أخرى . و قد عملت السلطات على تطويق الزقاق و إخلاء حاجيات القاطنين في انتظار هدم السكن بالكامل . معلوم أن المدينة القديمة ببني ملال تعرف منذ سنوات انهيارات للمساكن التي تقع على شبكة من الكهوف تمتد على طول 35 هكتارا ، و تضم حوالي عشرين ألفا من السكان، وخلفت في السابق ضحايا في الأرواح والممتلكات خاصة في فصل الأمطار.و كانت وزارة الإسكان قد بشرت سكان المدينة القديمة بتبنيها مخططا استهل بدراسة جيوفيزيائية للمنطقة لتحديد الخريطة الحقيقية للكهوف وتحديد البنايات الآيلة و المهددة بالانهيار . تليها دراسة اجتماعية واقتصادية للساكنة لتحديد حاجيات السكان وقدرتهم على الانتقال إلى مساكن جديدة بتسهيلات بنكية ، غير أن كل ذلك كان مجرد وعود فقط . و قد اهتدت الجماعة و السلطات إلى حل ثان يرمي إلى تقوية البنية التحتية للمدينة القديمة و هدم المساكن المهددة ثم منح التراخيص للإصلاح و البناء من جديد, لكن هذا المشروع كذلك لم يتعد مرحلة إصلاح بعض الأزقة فقط , علما أن مدينة بني ملال تعرف توافدا كبيرا لسكان المدن والقرى المجاورة للبحث عن العمل وخاصة تجارة الباعة المتجولين و المحتلين للطرقات و الملك العمومي حتى أصبحت المدينة عبارة عن سوق كبير يمتد على جميع شوارع المدينة تحت أنظار السلطات .