خلفت الأمطار العاصفية، التي شهدتها مدينة بني ملال، يوم الخميس الماضي، انهيار محلين تجاريين، والطابق العلوي لبيت، بالواجهة الأمامية، للمدينة القديمة بشارع تامكنونت. البيت المنهار (رفيق) بعدما تشبعت جدرانه المتآكلة بمياه الأمطار، خاصة أنه يحط لبناته على نسيج متشابك من الكهوف، التي تسري تحت أبنية ومنازل المدينة القديمة، والتي تقض مضجع السكان مع كل موسم مطير، ورغم أن البيت بمحلاته التجارية لم يكن معنيا بالانهيار. ولم يتوصل أصحابه بأي إنذار، حسب مصادر بالحي الذي تهاوى به، التي تؤكد أن أشغال إعادة هيكلة أحياء المدينة القديمة، وربطها بقنوات الصرف الصحي، هي التي تسببت إضافة إلى الأمطار الأخيرة، في ما وقع، إذ تقول مصادر "المغربية" أن استعمال آلات كهربائية في الحفر أمام البيت أدى إلى ظهور شروخ وشقوق في جدرانه، تسببت في سقوط وانهيار البيت في الليل، بعد إفراغه من ذويه. وأسفر ذلك عن خسائر مادية لأصحاب المحلات التجارية، التي تشكل مصادر رزقها، دون أن يخلف خسائر بشرية، وتدخلت مكونات السلطة ووضعت متاريس أمام واجهة البيت المنهار، خاصة أن بنايات مجاورة أخرى أضحت مهددة بالانهيار. ورغم الدراسة الجيوفيزيائية والتقنية، التي أنجزتها الجهات المسؤولة، فإن الانتظار مازال هو العنوان الكبير لسكان المدينة القديمة، رغم مشروع الربط بالصرف الصحي، إلا أن الهيكلة دون مراعاة بنية الدور والمحلات، تسهم في تهاويها، بعد حالة سابقة لم تخلف ضحايا بشرية أيضا، وتظل عيون السماسرة على هذه الفضاءات في استعداد تام، خاصة أن مشروع التأهيل، سيسمح بالبناء وفق شروط جديدة، ووفق دفتر تحملات يراعي خصوصية المكان، ما يجعل فضاءات المدينة القديمة واجهة إسمنتية جديدة، تزحف على هوية الذاكرة التاريخية والتراثية للمعمار العقاري للمدينة العتيقة، ما يتطلب ترميما وإصلاحا من خلال تصميم، يراعي الخصوصية التراثية لهذا الإرث التاريخي، الذي يمثل جزءا من هوية المدينة، المطلوب المحافظة عليه.