خلفت أمطار الخير الأخيرة على مدينة بني ملال وضواحيها انهيار 4 بيوت، اثنان منها بزاوية الشيخ، والأخريان بالزاوية القديمة وحي تداوتنموذج لبعض المنازل الآيلة للسقوط ببني ملال وقالت مصادر جمعوية من عين المكان، إن ذلك حدث بفعل تقادم هذه البيوت التي تآكلت جدرانها، بفعل تشبعها بمياه الأمطار. ولم يخلف الحادث خسائر مادية ولا ضحايا بشرية، والشيء نفسه بالنسبة لبيتين بقيادة تيزي نيسلي الجبلية، إذ انهارت الواجهة الأمامية بكاملها لهذه الدور، ونجا ذووها بأعجوبة، لأن البيتين لم ينهارا بالكامل، إلا أن أصحابها أضحوا مهددين بالتشرد. فيما قالت مصادر أخرى من دمنات، إن ما يزيد عن 150 شخصا من نساء ورجال يمثلون 57 دوارا تابعا لقبيلة "آيت مديوال" بجماعة آيت تمليل، التابعة لنفوذ إقليم أزيلال، خرجوا في مسيرة احتجاجية على الأقدام، في اتجاه عمالة أزيلال من أجل فك العزلة عنهم، والمطالبة بكهربة بعض الدواوير، وتجاوز معاناة الحصار المفروض عليهم بسبب الثلوج، في ظل غياب التموين وغلاء غاز البوطان والدقيق المدعم، والمطالبة بإنشاء مرافق اجتماعية في التعليم والصحة، خاصة أنهم يضطرون إلى استعمال النعوش لنقل النساء اللواتي يفاجئهن المخاض، في اتجاه مركز صحي بمدينة دمنات، في ظل غياب دار للولادة أو مستوصف طبي بالمنطقة. وأضافت المصادر ذاتها أن السكان المحتجين استغلوا الانفراج، الذي عرفته الأجواء المناخية، وخرجوا في هذه المسيرة الاحتجاجية، إلا أن عناصر الدرك الملكي، تمكنت من توقيف مسيرتهم، بعدما قطعوا قرابة 40 كيلومترا، على مشارف مدينة دمنات، وجرى تفريقهم دون عنف، ولم يسبق للسكان أن خرجوا في هذه المسيرة الحاشدة، إلا أن التساقطات الثلجية الكثيرة، التي عرفتها المنطقة، ومعاناة السكان غياب التموين اللازم ونفوق الماشية هو الذي دفعهم لذلك. وتبقى المناطق الجبلية بجهة تادلة أزيلال الأكثر تضررا من أمطار الخير الأخيرة، بسبب وعورة المسالك وغياب البنية التحتية الضرورية، إضافة إلى أن الأمطار الغزيرة، التي تهاطلت على إقليم أزيلال، عرفت ارتفاع منسوب المياه، وحقينة سد بين الويدان، التي تجاوزت 90 في المائة، ما دفع المسؤولين إلى إطلاق مياهه خشية انفجاره، التي زادت من محنة السكان المجاورين، وخاصة الدواوير المحيطة به، في منطقة بزو، إذ غمرت مياهه الأراضي الزراعية والمغروسات، وتسببت في أضرار كبيرة للفلاحين الصغار، بل حاصرت مياهه بعض المناطق المجاورة لوادي العبيد، لتنضاف محنة مخلفات الأمطار والفيضانات، إلى محنة المسالك الوعرة وحصار الثلوج، ومياه سد بين الويدان.