أدت أمطار رعدية تساقطت على مدينة بني ملال ونواحيها، في الأيام القليلة الماضية، إلى انهيار سقف بيت في المدينة القديمة، مساء أول أمس الأربعاء، أسفر عن إصابة شيخ في السبعينيات من عمره بجروح متفاوتة الخطورة. أحد المنازل المنهارة في المدينة القديمة ببني ملال (أرشيف) ويقع بيت الضحية في الزنقة 4 من شارع المقاومة، قرب تامكنونت. وحسب مصادر مطلعة، فإن الشيخ كان نائما في فناء البيت، حين هوت عليه أطراف السقف، ونقل إلى المستشفى الجهوي لتلقي العلاج، وما زال تحت المراقبة الطبية، وقالت مصادر طبية إن حالته مستقرة ولا تدعو إلى القلق. ونجت زوجة الضحية وابنته من الحادث، إذ كانتا خارج البيت وقت الانهيار، الذي نجم عن تشبع السقف بمياه الأمطار الرعدية، خاصة أن البيت بني فوق كهف، كما هو شأن جميع بيوت المدينة العتيقة. وعاينت السلطة المحلية الحادث، وذكرت مصادر منه أن أصحاب البيت توصلوا، منذ مدة بقرار الإفراغ، وإشعار الهدم، فيما أكدت مصادر من الوكالة الحضرية، كانت حاضرة في المكان، أنه جرى إخطار الأسرة بقرار الإفراغ بعد انتهاء الدراسة التقنية والجيوفزيائية، وإسناد صفقة قنوات الصرف الصحي، التي تفتقدها المدينة العتيقة، إلى مقاول للشروع في الإنجاز، داخل المدينة والمناطق الخارجية المحيطة بها، بشراكة بين وكالة توزيع الماء والكهرباء، ومؤسسة العمران. وحسب المصادر، توصلت الوكالة الحضرية بتصميم التهيئة، الخاص بدور المدينة القديمة، وهو في مراحل المصادقة عليه، وجرت موافاة المصالح الخارجية من أجل التحضير لانعقاد اللجنة التقنية المحلية، للشروع في الترخيص بالبناء، مع الحفاظ على المواصفات الخاصة بالتعمير، وفق خصوصية المدينة. يذكر أن المدينة القديمة تقوم على مساحة 35 هكتارا، ويقارب عدد سكانها حوالي 9600 نسمة، بنسيج الكهوف التي تخترق أغلب دورها (1675مسكنا)، أي 60 في المائة من البنايات، حوالي 1283 منها مأهولة، ويقدر عدد البنايات الموجودة بها ب2781 مسكنا، وبها كثافة سكانية مرتفعة، بثقل اقتصادي واجتماعي مهم، إذ تتوفر على 60 في المائة من النشاط العام لمدينة بني ملال. وأضحى 144 بيتا منها مهددا بالانهيار، وتزداد خطورة ذلك مع كل موسم ماطر.