خلف انهيار أربعة دكاكين السبت 26 أكتوبر 2008بزنقة العفو بالمدينة القديمة ببني ملال خسائر مادية، وقال أحد العاملين بالدكاكين المنهارة لـالتجديد أنهم فوجئوا بانهيار دكاكينهم التي هوت بسرعة مباغتة إلى قعر الكهف دون أن تسجل خسائر في الأرواح، لكنه أحدث شقوقا بليغة في جدران الدكاكين المجاورة (سلسلة من الدكاكين في ملك المجلس البلدي مكتراة للتجارة)، وكذا سور ساحة المسيرة. مضيفا في تصريح لـالتجديد أن عناصر الوقاية المدنية تدخلوا لإخراجهم، وإخراج بضائعهم التي أقبرت تحت الأنقاض في قعر الكهف. وعلى الصعيد نفسه، قال بندق صالح، وهو رب أسرة من 8 أفراد يسكن بالقرب من الكهف المنهار، إن الجهات المعنية أحصتهم منذ سنة 2004 وصنفوا المنزل الذي يكتريه مع أسرة أخرى (لبائع متجول) من المنازل المهددة بالانهيار، ووعدوهم بإعادة إسكانهم في تجزئة النور آيت عطا (9 كلم غرب بني ملال)؛ دون تحقيق شيء من ذلك. وقال عبد اللطيف مالي مدير الوكالة الحضرية ببني ملال لـالتجديد إن سبب الانهيار كما هو واضح للعيان هو تآكل الكهف الذي يوجد أسفل بنايات الدكاكين. وعن الإجراءات التي تقوم بها إدارته أخبر مالي أن الدراسة التقنية (قام بها أساتذة من كلية العلوم والتقنيات ببني ملال) انتهت، والآن تجري الدراسة التقنية الخاصة للبنايات، ولم يحدد مالي مدة الدراسة، وذكر بأن المشاريع المتعلقة بالمدينة القديمة قدمت للملك خلال زيارته الأخيرة للمدينة في أبريل الماضي، وتتعلق بالدراسة التقنية للبنايات ومشروع التطهير السائل، ومشروع إعادة إسكان 120 أسرة ممن هدمت منازلهم. ويرجع المختصون عوامل الانهيارات بالمدينة القديمة إلى صرف المياه العادمة داخل الكهوف، وتسرب مياه الأمطار ومياه الشبكة المائية، وغياب الصيانة والتهوية، والبناء العمودي بالمواد الإسمنتية فوق البنايات القديمة والدبدبات الناتجة عن السير الطرقي والنشاط الزلزالي. وحدد المختصون التدابير الاستعجالية لإنقاذ المدينة القديمة في وضع شبكة للصرف الصحي تأخذ بعين الاعتبار الخريطة الجديدة لانتشار الكهوف، وتجفيف وتطهير الكهوف من المواد العادمة، وتأهيل الكهوف عبر تقوية الدعائم الرملية والسقف الحامل، وتنظيم السير الطرقي على ضوء نتائج الرصد الجيوفيزيائي، ووضع تشريع جديد لعمليات الإصلاح والبناء، وإصلاح وتأهيل الشبكة المائية. وتجدر الإشارة إلى أن المدينة القديمة التي أسست في القرن السابع عشر تحت حكم المولى إسماعيل تبلغ مساحتها حوالي 35 هكتارا يسكنها حوالي 9600 نسمة ( إحصاء 2004 بها 2781 بناية، ولا تتعدى نسبة الربط بشبكة التطهير السائل 29 %، ونسبة الربط بشبكة الماء الصالح للشرب 51,79 %، ونسبة الربط بشبكة الكهرباء 55,91%.