انهار الأربعاء 9 يناير 2008 منزل من دورين بشارع الواد بمراكش دون إصابة أحد بأذى جسماني، لكن خلف وراءه خسائر مالية هامة في الأثاث. وهو ثالث منزل ينهار خلال أسبوعين بسيدي يوسف بن علي، ولاحظ شهود عيان كيف تأخرت سيارة رجال الإسعاف ساعتين كاملتين، معتقدا أن لو أنه كان أحد في المنزل أو تحت الركام فلن يتم إنقاذه. وقال ربة المنزل إن أسباب الانهيار راجع إلى تقادم البناية التي توجد في حي شعبي قرب مجري وادي إيسيل، مضيفة أنها لاحظت الشقوق عليه من فترة لكن قلة ذات اليد لم تمكنها من إصلاحه وترميمه بالرغم من حصولها على رخصة بذلك. وأوضحت السيدة زهرة لـالتجديد أن قسما من المنزل انهار يوم الجمعة الماضية، لكنه الباقي انهار دفعة واحدة ولو كان ذلك ليلا لكانت الكارثة في هذا المنزل الذي يأوي أسرتين من 13 فردا بينهم أطفال. وأضاف أحد أفراد العائلة إنهم لم يتلقوا أي دعم مادي أو مالي من المسؤولين بالرغم من الرسائل الموجهة إليهم، اللهم ما قام به أحد تقنيي الجماعة من جمع الركام بعد سقوط المنزل في اليوم الموالي على متن شاحنة مجلس مقاطعة سيدي يوسف بن علي، فيما حضر باقي المسؤولين وعلى رأسهم عمدة المدينة ورئيس قسم التعمير بالولاية متأخرين في اليوم الموالي، كما أشار أنه لولا تدخل أحد الجيران الذي آواهم إلى الصباح لبات الجميع في العراء. وحسب تصريحات تقنية بمقاطعة المدينة القديمة فإن نحو 1400 منزلا مهددا بالانهيار، ويحتاج إلى ترميم وإصلاح لتجنب الأسوأ، خصوصا وأن انهيار عدد منها أدى إلى الوفاة، كما هو حال منزل بباب هيلانة الذي انهار نهاية السنة مخلفا وفاة طفلتين، ويمكن في حال تجاهل هذا المشكل أن يؤدي إلى زهق مزيد من الأرواح إذا لم تتدخل السلطات المحلية، سيما وأن هناك اتفاقية بحوالي 9 مليارات من السنتيمات، وقعت بين وزارة الإسكان ومؤسسة العمران للبناء والتجهيز، ومجلس مدينة مراكش تقضي بترميم هذه الدور بمساعدة سكانها، في حين لم يعرف لحد الآن مصير تلك الاتفاقية، ولا إلى أين وصلت أعمالها، ويطالب عدد من السكان أن يتضمن تطبيق الاتفاقية أيضا كل الدور الموجودة بمراكش، خاصة في سيدي يوسف بن علي، وألا يقتصر الأمر على المدينة القديمة وحدها. وقبل حادث مراكش بيوم شهد منطقة الغديرة الحمراء ببني ملال انهيار منزل، مخلفا حالة ذعر واسعة في صفوف ساكنة المدينة القديمة، دون أن يتسبب في وقوع خسارة في الأرواح، إلا أنه أربك الحركة التجارية الكبيرة التي تعرفها الغديرة الحمراء كل صباح، ويرجع سبب الانهيار إلى تقادم المنزل ووجده فوق الكهوف. وأوضح تقني من بلدية بني ملال أن عدة منازل أخرى مجاورة مهددة هي الأخرى بالانهيار، وقد عاينت التجديد حضور رجال الوقاية المدينة والأمن والسلطة المحلية لاتخاذ إجراءات احترازية تحسبا لأي انهيار آخر. وقد أفاد مصدر مطلع أن المصالح المشتركة بين الوكالة الحضرية وكلية العلوم والتقنيات والمجلس البلدي ببني ملال قد أنهت مؤخرا الدراسة الجيوفيزيائية والتقنية لتحديد الكهوف وطبيعتها. وقد أعاد الانهيار تخوفات ساكنة المنطقة من شبح الانهيارات، خصوصا وأن أكثر من 1700 منزلا بالمدينة القديمة آيل للسقوط أو مهدد بالانهيار بسبب وجودها فوق الكهوف (280 كهفا) حسب الخريطة الأخيرة التي أنجزها أساتذة مختصين، أو أن بنياته متهالكة وقديمة، وفي ظل غياب إحصائيات دقيقة فإن البعض يقدر عدد حوادث الانهيار ب57 حادثة أودى بحياة 21 شخصا تقريبا.