أسفرت فيضانات ضربت أنحاء مختلفة من المغرب، نهاية الأسبوع، عن مقتل شاب نواحي أزيلال، وهدم نحو 10 منازل في مدينة ابن أحمد، بقيت أسرها مشردة، كما جرفت مواد غذائية، والحبوب والقطاني، في نحو 3 دكاكين بالمدينة نفسها، إضافة إلى سوق عشوائي، ومقتل بهائم وخيول، وتدمير الطرقات، مما أدى إلى انقطاع حركة السير في الشوارع الرئيسية، إذ قدرت الخسائر بملايين السنتيمات. ففي جهة تادلا/ أزيلال، تسببت الفيضانات في مقتل شاب، 17 سنة، جرفته سيول وادي العبيد بجماعة آيت مازيغ بإقليم أزيلال، وتمكنت الساكنة من انتشال جثته يوم الجمعة الماضي، في غياب تام للسلطات المحلية، وخلّف الحادث أسى عميقا في صفوف الساكنة الذين يشتكون من تكرار مآسيهم مع الفيضانات كل سنة دون تدخل من السلطات لتأهيل المنطقة والحد من صعوباتها. أما في مدينة ابن أحمد، فقد خربت السيول أكثر من 3 دكاكين في درب الطلعة، وقال مراسل التجديد، أحمد جندان، إن الدكاكين الثلاثة كانت ملأى بالحبوب والقطاني، جرفتها المياه بكاملها، وتقدر خسائرها بالملايين حسب مالكيها، وأضاف جندان أن مواد غدائية، وقنينات للغاز، وخيام في سوق شعبي للخضر، جرفتها المياه بما فيها من خضراوات إلى خارج المدينة. وفي الزاوية التاغية، وهي منطقة محاذية لابن أحمد، أتت السيول على نحو 6 منازل قريبة من وادي، جرفتها بما فيها، وشرّدت الأسر بها، الذين توزعوا على سكان المنطقة، دون أن تقدم لهم السلطات شيئا بعد، وكاد أن يتعرض منزل إمام الزاوية إلى الانجراف كذلك، فقد أحاطت به المياة من كل جانب. وعمّ الوحل كل الطرقات والشوارع في ابن أحمد، حتى إن الطريق الرابطة بين هذه الأخيرة ومدينة خريبكّة تعرضت للانقطاع لمدة 6 ساعات، قبل أن يتم فتح الطريق من لدن جرافات المجلس البلدي. وعرف إقليمالناظور سقوط أمطار غزيرة زوال أول أمس السبت، بلغت حسب مديرية الأرصاد الجوية، 75 ملمترا، حتى إنها غمرت الشوارع والطرقات، دون أن تخلف خسائر، وقال مراسل التجديد بالناظور، محمد الدرقاوي، إن تأثير الأمطار كان كبيرا بمدن زايو والعروي وسلوان، وأضاف أن الأمطار غمرت عددا من دور المنطقة، كما قطعت الطريق الرابطة بين زايو وسلوان، وهاجمت التساقطات منازل السكان، وأرجع الدرقاوي ذلك إلى البنيات التحتية المنهكة، وقال إن السكان يتخوفون من تكرار ما وقع السنة الماضية في نواحي الناظور، وأدى إلى وفاة 14 شخصا. هذا، وخرّبت السيول كذلك حقول الزيتون والبلوط والغابات المجاورة في ووايزغت وتبروشت، بنواحي أزيلال، كما قطعت الطريق الرابطة بينهما، إذ غمرت المياة قنطرة آيت الشيكر، أما في بني ملال فقد عرف حي امغيلة 1 و2 فيضان وادي سابك، مما أدى إلى انقطاع الطريق بين بني ملال وتادلة عند مدخل بني ملال بسبب ارتفاع منسوب المياه في ملتقى الطرق (طريق 50 وشارع محمد الخامس)، كما تسببت مياه وادي كيكو في فيضانات أثرت على حركة المرور في ملتقى الطرق بين سيدي عيسى وسيدي جابر. ولم تخلف الأمطار الرعدية أي ضحايا في الأرواح ببني ملال، لكن مجموعة من المنتوجات الفلاحية الخريفية قد تكون تضررت نسبيا.وأكد عبد العزيز هزام مندوب وزارة التجهيز بأزيلال في اتصال لالتجديد أن الأشغال جارية لفتح الطريق الجهوية 307 الرابطة بين دمنات وورزازات، وأكد أن المصالح الجهوية للوزارة فتحت الطريق الجهوية 302 الرابطة بين ووايزغت وتيلوكيت، والطريق الجهوية 306 بين واويزغت وبين الويدان والتي تضررت بسبب الأمطار. وأشار المتحدث أن قنطرة آيت شيكر والطريق بين تبروشت ووايزغت تدخلان في اختصاص الجماعة المحلية لأنهما غير مصنفتين. ومع الضربات الأولى للفيضانات في عدد من المناطق، لم تفلت منها العاصمة الرباط قبل نحو أسبوعين، تنتشر تخوفات لدى السكان من تكرار ما وقع السنة الماضية، إذ خلّفت الفيضانات أزيد من 40 قتيلا في مناطق متفرقة، ناهيك عن خسائر قدرت بملايين الدراهم، بينما لم يتم بعد تأهيل المناطق التي تضررت من ذلك.