شرد انجراف التربة، منذ فاتح مارس الجاري، أكثر من أربعين أسرة، في دواري توارث وإغرمان، بجماعة تلميوط المركز، التابعة لقيادة بوحمد، في إقليم شفشاون، وأدت الانجرفات إلى هدم أكثر من 53 منزلا. وأكدت مصادر "المغربية"، أن الانجراف، الذي وقع نتيجة للتساقطات المطرية الغزيرة في المنطقة، لم يخلف خسائر في الأرواح، إذ شعر بعض السكان بخطورة الوضع في المنطقة وأخلوا المكان، كما أن السلطات المحلية أجبرت البعض الآخر على مغادرة بيوتهم، المهددة بخطر اجتياح الأتربة لها. وقصدت الأسر المتضررة، بعد الانهيار، جماعة تلميوط المركز، التي تبعد عن مدينة شفشاون بثلاثين كيلومترا، وجرى إيواؤهم في دكاكين السوق الأسبوعي للجماعة، وفي دور مهجورة، تابعة للمكتب الوطني للكهرباء. وأوضحت المصادر ذاتها أن الظروف، التي يعيشها السكان في الجماعة المذكورة، أقل ما يمكن القول عنها إنها لا إنسانية، إذ أن مساحة الدكاكين لا تتجاوز ستة أمتار، ولا تكفي لإيواء أسر بكاملها، كما أن السكان المتضررين لم يتوصلوا بالمساعدات اللازمة والكافية، من أكل وأغطية، خاصة أنهم فقدوا جميع ممتلكاتهم. وما زاد تعميق مشاكل سكان جماعة تلميوط، غمر مياه الوديان، بعد التساقطات المطرية الأخيرة، لدكاكين منحتها لهم السلطات، ما دفعهم إلى تركها، وتوزيع أفراد أسرهم على عائلاتهم في مناطق لم تتأثر بانجراف التربة، والنزوح في اتجاه المدن المجاورة، كشفشاون، وطنجة. كما تسببت الانجرافات في هدم أحد المساجد العتيقة في المنطقة، يعود تاريخ بنائه إلى قرابة مائة سنة. وانقطع تلاميذ الجماعة المذكورة عن الدراسة منذ بداية مارس الجاري، جراء الأحوال الجوية السيئة، التي خربت المسالك الطرقية. وفرض على السكان التأقلم مع عزلتهم القاتلة بوسائلهم الذاتية، في انتظار أن تمد لهم يد المساعدة.