صدق أفتاتي عبد العزيز، الموجود صدفة في طاولة التفاوض مع المغرب الجديد، أنه فمه أداة مركزية في إصلاح الأوضاع. وسمح لنفسه بأن يقول في حق الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بأنه «لم يجد نفسه لحد الآن». ، وذهب الى حد التهكم والتشكيك بمنطق «الطابلة» من جديد، حيث تحدث عن المعارضة بالمغرب، معتبرا ««بَاشْ تْعَارْضْ خَاصْ تْكُونْ كْرْشْكْ خَاوْيَة.. والواقع أنّ هناك من حكم لعقود، وأقلّهم حكم ل14 سنة».» أفتاتي يتهم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بأنه ، حسب التعبير الشعبي المتداول ««كرشو عامرة» ، وهو ما يفيد بأن ذلك يتم بطريقة غير شرعية. يريد السيد أفتاتي أن يضع حزب المهدي وعمر والحكم على المشاركة بأنها انتهت «بأشياء يخجل منها الاتحاد. أولا، وبكل الهدوء المطلوب، مع رجل يبدو أنه لا يغادر بيته إلا بعد أن يصلي ركعتين يطلب فيهما من العلي القدير أن لا يخرج من فيه ما ينفع الناس. لسنا من دعاة الإصلاح بالشفوي والاتهامات التي تصل الى الاعتذارات المذلة والمشينة. بل نقول بعجالة، لأن الموضوع سيكون له ما له، أن كل الإصلاحات التي تمت، والتي مهدت السكة لحزب السيد أفتاتي بالوصول الى ما وصل إليه، كانت بفعل ما تم في نهاية التسعينيات مع حكومة عبد الرحمان اليوسفي. كلفة الإصلاحات الحقيقية، كلفة الإنصاف والمصالحة، كلفة تأهيل الصناديق التي أفرغها «ورثة الفديك» من كل أموالها، كلفة التأهيل الجغرافي الذي بدأ، كلفة الجفاف الذي لم ينل من الناس قيد قمحة أو نفحة غاز، بدون زيادات في المحروقات ولا أسعار المأكولات، كلفة التأهيل العام للمؤسسات العمومية، والإصلاحات الخاصة بالمنافسة وباحتكار الإعلام والتغطية الصحية، كلها كانت بفعل قرارات شجاعة هادئة جريئة ولا تطلب سوى رضى الضمير، عوض استحلاء المواقع والمكالمات، ثانيا ما يتعلق بكل الذين ثبتت عنهمر اخلالات، بواسطة لجن تقصي الحقائق أو بتفعيل الآليات المؤسساتية، تم اقتيادهم الى القضاء، وتمت محاكمتهم، لا بأس من أن يعود أفتاتي الى الأرشيف إن كان وقتها ما زال «ما عارفش راسو من رجليه»، ،لم نطارد أحدا ولم نتهم أحدا، ولم نطلق كلاما على عواهنه. وكنا نعرف بأن الكثيرين منهم، من زمن الجبهة السيئة الذكر، ورجالاتها «العظام» الذين يفتخر السيد أفتاتي بأنه «وريثهم»!! والسنوات التي قضاها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الحكم، تلقى فيها حكم الشعب في التجربة الأولى، 2002، وكان لفائدته، والباقي معروف..! أما الذين قضوا سنوات قليلة في بلديات غنية وتم اقتيادهم في ظلمة الليل الى الزنازين أو الاستقالات، فهؤلاء أجدر بالحديث عن المدة وعن الإغراءات.. ثالثا، كان على السيد أفتاتي أن يكفر جيدا في إصلاح فمه، عوض الحديث عن إصلاح البلاد، وإصلاح «قانون» الحديث باحترام أمام التاريخ. فلا يعتقد بأنه «انهمر» مع موجات الطهرانية من سماء رب العالمين، فهو منتسب الى تاريخ من الممارسة السياسية ، يعرفه جيدا، وهناك من ولد ..شيخا تماما في سياسة المغرب الحديث، وهو يعتقد بأنه يتجول في البلاد ببكارة سياسية..!! لا بد لهذا العبث أن يتوقف، فلا يمكن أن نقبل هذا الانحدار الرهيب والمرعب في علاقات الفرقاء السياسيين. بأن يخرج في الناس من يؤذن فيهم بالجهل والاستعلاء. وضرب أعراض الناس والمؤ«سسات والاحزاب، كما لو أن الرجل صدق أنه الذي يملأ الدنيا طهارة وطهرانية. وسنرى أي خراب من بعد خمس سنوات سنرث!!