بعدما كرمت الدورة الأولى لمهرجان ملتقى المهاجر في السنة الماضية، عبدالله صامد أحد عمال المناجم بشمال فرنسا في الستينات، اختارت جمعية الباحثين في الهجرة والتنمية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكَادير، هذه السنة تكريم أربعة أسماء كبيرة لها وزنها في مجال الهجرة يتعلق الأمر بمحمد عامر الوزير السابق للهجرة، وعائشة بلعربي الباحثة في الهجرة والسفيرة المغربية السابقة لدى الاتحاد الأوربي،وعمر السيد الفنان وعضو مجموعة ناس الغيوان المنتمي لمنطقة أيت باها والذي هاجرها في الخمسينات إلى الحي المحمدي بالدار البيضاء رفقة والديه، ومحمد أيت إيدر المقاوم والسياسي الذي هاجر إلى فرنسا في بداية السبعينات في ظروف سياسية عصيبة، قبل أن يعود إلى أرض الوطن في بداية الثمانينات، وهي وجوه وأسماء طبعت تاريخ الهجرة المغربية، وساهمت في بلورتها واهتمت بقضايا المغاربة ببلدان المهجر . ويروم هذا المهرجان في دورته الثانية الذي ينظم بشراكة مع المرصد الجهوي للهجرات: المجالات والمجتمعات، أيام 5 و6 و7أبريل 2012،إلى إعادة الاعتبار للمهاجرين المغاربة، لذلك اختار المنظمون شعار «قرن من الهجرة المغربية من 1912إلى2012»،زيادة على تعريف الأجيال ولاسيما طلبة الماستر في الهجرة والتنمية على حيثيات ودواعي هذه الهجرات، وظروفها وإكراهاتها التي واجهها المهاجرون المغاربة عبر أجيال عديدة،وكذا تعميق النقاش حول مواضيع تهم الهجرة في علاقتها بالتنمية المستدامة، وتبادل الآراء والأفكار والتجارب بين الطلبة والباحثين ضيوف المهرجان من المغرب وخارجه، وبين المهاجرين أنفسهم من خلال الورشات والندوات. هذا وتجدر الإشارة أيضا إلى جانب عدة فقرات فنية وغنائية سيتم عرض أنشطة موازية تعنى بالجانب الاجتماعي والثقافي وكذا التربوي لفائدة ساكنة المنطقة. كما أن المهرجان له طابع علمي بامتياز يهدف إلى المساهمة في إغناء البحث العلمي والمعرفي، وإعطاء قفزة نوعية لموضوع الهجرة المغربية .