كانت لحظة استثنائية عندما قررطلبة شعبة الماستر»للهجرة والتنمية» التابعة لكلية الآداب بأكَادير،تكريم المهاجر المغربي المنجمي والنقابي عبد الله سامط، كشخصية بارزة في الحقل النقابي النضالي بفرنسا ورئيس أول جمعية للمهاجرين بفرنسا وذلك كعربون جميل واعتراف لما قدمه من نضالات لفائدة هذه الشريحة التي عانت الكثيرفي ديارالغربة من أعمال شاقة وتهميش متعمد لمطالبها النقابية والتنكر لحقوقها في التأمين والتقاعد والضمان الإجتماعي والسكن. فالتكريم كان بحق لحظة فرح وحبور ممزوجة بدموع التذكر و الذكرى والتحسر في آن واحد،لحياة ومعاناة المهاجرين المغاربة المنجميين الذين قادتهم ظروف الفقروالجهل بسوس في بداية الستينات من القرن الماضي إلى الهجرة إلى فرنسا للعمل في المناجم والأنفاق والطرق والسكك الحديدية والموانئ في سياق تجهيزوترميم البنيات التحتية لفرنسا التي تم هدمها وتخريب معظمها إبان الحرب العالمية الثانية. لكن عبد الله سامط بن منطقة أولوز بتارودانت،والذي هاجرسنة 1963إلى فرنسا وعمره آنذاك لايتجاوز22سنة،بقي صامدا يناضل بفرنسا لإنتزاع الحقوق النقابية لفئة المهاجرين المغاربة وتحسين ظروف العمل والسكن، خاصة أن المحتفى به تعرض سنة 1967لحادثة سير،وأرادت الباطرونا التخلص منه ليثورسامط على الوضع،فبدأت حكاية مسارنضالي ونقابي حافل بالعطاء والتميزوالدفاع عن قضايا المهاجرين بعد انخراطه في نقابة الكونفدرالية العامة للشغل بفرنسا. ولعب عبد الله سامط دورا بارزا في انطلاق أولى شرارة الإضرابات بمناجم شمال فرنسا والتي خاضها العمال المغاربة سنة1980،للمطالبة بتحسين ظروف عملهم وسكناهم وتحسين أجورهم التي كان العمال المغاربة محرومين منها خلافا لزملائهم الفرنسيين،ثم لعب دورا في سنة 1984عندما تم إغلاق مناجم شمال فرنسا وتطبيق البرنامج الإجتماعي ،حيث تم تكريس التمييز،وحرمان المهاجرين المغاربة من حق تمليك السكن وتعويضات التدفئة التي استفاد منها زملاؤهم الفرنسيون. وكان هذا الحيف من الدوافع التي جعلت عبد الله سامط يؤسس جمعية بفرنسا تعنى بقضايا العمال المغاربة بمناجم شمال فرنسا سنة1990 للدفاع عن حقوقهم،فاستطاع بنضالاته بمعية المهاجرين المغاربة تحقيق مجموعة من المكتسبات بعد أن أصدرت محاكم فرنسا أحكاما قضائية لفائدة الجمعية وممثليها. ونظرا لصمود عبد الله سامط ونضاله من أجل العمال المغاربة المهاجرين بفرنسا،حظي بوسام الشرف من درجة فارس كأعلى التشريفات التي تمنحها الدولة الفرنسية،واعتمد عليه عدد من الباحثين والدارسين في مقاربة مشاكل الهجرة والمهاجرين،وكذا مخرجي الأفلام الوثائقية الذين اشتغلوا عن معاناة المهاجرين المغاربة عمال المناجم بشمال فرنسا. قبل أن يحظى بتكريم خاص من قبل طلبة الماستر بشعبة الهجرة والتنمية بكلية الآداب بأكادير،في الجلسة الإفتتاحية للدورة الأولى لمهرجان المهاجر (ألموكَارنينمودا) المنعقدة بكلية تارودانت صباح يوم الأربعاء 15يونيو 2011،والتي عرفت حضور عامل الإقليم ورئيس الجامعة وعميد الكلية ورئيس المجلس البلدي لتارودانت ورئيس الإدارة الجماعية للبنك الشعبي للوسط الجنوبي بأكَاديروعدد من المهاجرين المغاربة العاملين سابقا بمناجم شمال فرنسا والفعاليات المختلفة والأساتذة وطلبة الماستر.