1 تقديم أصبح العمل النقابي هما من همومنا اليومية ولا يمر يوما من الأيام دون أن نقرأ في المنابر الإعلامية المكتوبة الورقية أو الإلكترونية شيئا عن هذا النشاط الإنساني الذي أصبح يمر في بلادنا بعنق الزجاجة نظرا للأزمات البنيوية التي أصبح يعيشها ، بسبب تخليه على مجموعة من القيم والمبادئ التي لا زالت حاجتنا إليها ماسة ومبررات وجودها قائمة ، وبسبب تفشي البيروقراطية والانتهازية وتشردم الطبقة العاملة التي اختلط عليها الحابل بالنابل لكثرة النقابات . ومساهمة مني في إغناء النقاش حول هذا النشاط ، أقدم للجميع هذا الموضوع علنا نجد فيه مجموعة من القيم والدروس التي تنير حاضرنا النقابي ، وهو جد مختصر يلخص فقط أهم الأحداث التي أراها مناسبة ومفيدة، وسأتبعه بموضوع آخر حول قيم ومبادئ العمل النقابي والدروس التي افتقدناها ، بل لم يفتح عينه عليها جيل جديد من شغيلتنا وعمالنا .
الحركة النقابية المغربية وأهم الدروس المستخلصة منها. 2 ماهو العمل النقابي ؟ العمل النقابي هو مجموعة من القيم المادية والمعنوية التي راكمتها الإنسانية بعد مخاض عسير وتضحيات جسام قدمتها الحركة العمالية العالمية في نضالاتها ضد جشع الأنظمة الرأسمالية ، هذه الأخيرة أيقنت في النهاية أن العمل النقابي يخلق نوعا من التوازن الاجتماعي وسلمت به واعترفت بمجموعة من الحقوق النقابية ، ويعد العمل النقابي أيضا شكلا من أشكال الصراع الطبقي (1) بحيث يفرض نوعا من إعادة توزيع الدخل ، وقد لعبت القيم النقابية التي تسلحت بها الطبقة العاملة العالمية وهي تدافع عن مكتسباتها دورا هاما في نشر السلم(2) ونبد الاستبداد ، وإرساء ترسانة هامة من التشريعات والاتفاقيات الوطنية والدولية كان لها الأثر العميق في تحسين أوضاع العمل والرقي بالطبقة العاملة . 3 الحركة العمالية في المغرب . أما عندنا في المغرب فلم تظهر الطبقة العاملة كطبقة لها موقعها في الإنتاج إلا بعد سنة 1912 حسب مجموعة من الدارسين(3) ، عندما بدأ الاستعمار في إحداث قطاعات عمومية لتوطيد نفوذه : مثل قطاع الصحة والتعليم والبريد .... ويعود تاريخ تكون تجمعات مهنية ببلادنا باختصار شديد إلى ماعرفته أوضاع فرنسا من تطورات بعد نهاية الحرب العالمية الأولى (1914 1918) وما واكبها من تغيرات اقتصادية وقمع لإضرابات 1920 وصعود الكتلة اليمينية في فرنسا وانعكست هذه الأوضاع على الحركة العمالية في المغرب وأدت بسبب الضغط وتضافر مجموعة من الظروف إلى تحول التجمعات المهنية إلى ودا ديات مهنية سنة 1922 مثل ودادية التعليم الابتدائي ، الجمعية الودادية لبريد المغرب ، ودادية التعليم الثانوي ، ... إلا أن الملفت للانتباه هو أن ودادية التعليم الابتدائي كانت هي الأقوى حيث كان المعلمون يعتبرون أنفسهم معلمو الطبقة العاملة والعاملون على تأطيرها وتكوينها ويعتبرون مكانهم معها ، وارتبط العمل النقابي بالوطنية . وكان من نتائج فشل نضالات هذه الودادية رغم ما ذكر عنها : استخلاص دروس هامة أدت إلى الدفع بالعمل النقابي نحو الأمام ، كما كان لفوز تكتل اليسار بفرنسا في انتخابات ماي 1924 آثارا هامة وصلت إلى حد الاعتراف بالحق النقابي للمغاربة أي كانت بداية الإحساس بضرورة وحدة الطبقة العاملة لصيانة المكتسبات . وتكونت لجنة عمل ضد حرب الريف في إطار C.G.T.U (4) بفرنسا وكان لها مناضلون في المغرب ، وكان للحزب الاشتراكي الفرع الفرنسي للأممية العالمية أنشطة مكتفة ، وتشكلت الفدرالية الاشتراكية للمغرب في فروعه الذي كان أولها بالرباط ، وقد أعطى الاشتراكيون والشيوعيون دفعة هامة للعمل النقابي بالمغرب (5) بحيث انصبوا على تكوين العمال من خلال عروض وندوات مستغلين كل المناسبات والفرص المتاحة وكانت فئة المعلمين كما ذكرت هي النواة الصلبة لتكوين العمل النقابي ، وفي أبريل 1926 تحولت ودادية التعليم الابتدائي إلى النقابة الوطنية لمعلمي ومعلمات فرنسا رغم منع الاستعمار للعمل النقابي بالنسبة للمغاربة واكتسبت خبرة هامة . وبعد مجموعة من الأحداث التي كان لها الأثر البليغ في تطور الحركة العمالية ومعها العمل النقابي ، وبعد الهجوم والإجهاز على المكتسبات التي أحرزها العمال الفرنسيون بالمغرب ومعهم المغاربة خاصة بين سنتي 1926 و1929 تأكد بالملموس وبما لا يدع مجالا للشك للعمال الفرنسيين أنه لا بديل عن توحيد الطبقة العاملة لمواجهة التراجعات ، ومند مارس 1935 شرعوا في استقطاب العمال المغاربة الذين كانوا قليلي التنقيب لما تعرضوا له من منع إلى حدود 1933، كما طرح ومن قبل العمال الفرنسيين أيضا مطلب أجر متساو لعمل متساو أي المساواة بين العمال الفرنسيين والمغاربة في الأجر بالنسبة لنفس العمل .و تم إدراك أن وحدة الطبقة العاملة هي أكبر سلاح لمواجهة تصلب أرباب العمل وسلطات الاستعمار ، وقد كان لهذه الخطوة تأثير بليغ على الحركة الوطنية المتمثلة في كتلة العمل الوطني برأي العديد من المفكرين وبدأت بوادر التضامن مع العمال من طرف الأسر والتجار في الإضرابات تظهر. وخلال المؤتمر التأسيسي للإتحاد الجهوي ل C.GT.. يومي 16 و17 /01/1937 تم تغيير اسم C.G.T. إلى C.G.T.U. أي اتحاد النقابات الكونفدرالية بالمغرب وبرز الطابع العمالي المحض وتم الاحتجاج على عدم الاعتراف للمغاربة بالحق في العمل النقابي أي تم إدراك قيمة الوحدة والتضامن في النهوض بالعمل النقابي . إلا أن من بين ما أثر سلبا على العمل النقابي التناقض الذي كان بين الحركة الوطنية والعمال بسبب جدور الاولى الاجتماعية وخطها الإيديولوجي الذي جعلها تتجه نحو النضال السياسي وتتخلى عن العمل النقابي مما جعل مهام تأطير العمال تلقى على عاتق الحزب الشيوعي رغم هيمنة الفرنسيين عليه ، كما تجلى هذا التناقض في محاولة حزب الاستقلال بعد الإضرابات العنيفة لسنة 1948 إنشاء نقابة على أسس دينية إلا أنه فشل تحت ضغط قواعده و الواقع الموضوعي، وما وصل إليه اتحاد النقابات الكونفدرالية من شعبية بحيت وصل عدد منخرطيه إلى 30000 سنة 1945 ووصل عدد المغاربة في مكتبه إلى سبعة أعضاء من أصل عشرة خلال مؤتمره الرابع، ودعا في النهاية الحزب منخرطيه إلى الانضمام إليه وفتح نقاشا مع الحزب الشيوعي من أجل التنسيق في مجال العمل النقابي . وفي مؤتمره الخامس سنة 1948 أنشأ الاتحاد الكونفدرالي للنقابات شعبة اقتصادية فضحت الأجور المتدنية للمغاربة التي لم تكن تسمح بتغطية حاجياتهم الأساسية ، كما فضح وندد بتوزيع الوحدات الإنتاجية حسب مناطق المغرب النافع والمغرب الغير النافع . وفي يوليوز 1948 عرف المغرب موجة من الإضرابات مثل إضراب عمال باطن الأرض حيت دام إضراب عمال جرادة 23 يوما وكذلك عمال خريبكة وشلت الإضرابات الحركة الاقتصادية ، وعينت فرنسا الجنرال كوان كمقيم عام لقمع الإضرابات وتفكيك العمل النقابي الذي أصبح يهدد الاحتلال الفرنسي بسبب مغربته وتنامي دور الشيوعيين المغاربة داخله ،وتم حل نقابة المنجميين في جرادة وخريبكة وحلت فدرالية باطن الارض وحكم على بعض قادتها بالأشغال الشاقة مدى الحياة ، وتمت اعتقالات واسعة في صفوف النقابيين . وشكل المؤتمر السادس لاتحاد النقابات الكونفدرالية محطة بارزة في تاريخ الحركة النقابية بالمغرب فقد أعلن عن قرار الاستقلال عن CGT والتحول إلى مركزية نقابية مغربية ، وتميز المؤتمر أيضا بانعقاده يومي 11و12 نوفمبر 1950 بدار النقابات تحت الرئاسة الشرفية لجميع ضحايا القمع وانتخب لجنة تنفيذية من 50 عضوا ومكتبا من تسعة أعضاء من بينهم ستة أعضاء مغاربة وهم: الطيب بن بوعزة كاتبا عاما ومامون العلوي أمين المال ومساعده ألبير عياش ،ومبارك علال ومحمد الحداوي والمحجوب بن الصديق وبهذا أصبح جليا إحكام سيطرة المغاربة على إ.ع.ن.ك.م C.GTU ا تأسيس الاتحاد المغربي للشغل: في أواخر 1945 تم الأفراج على العمال وعلى معتقلي أحداث 1952 وتكونت لجنة تنظيم وتطوير الحركة النقابية الحرة بالمغرب ، ترأسها الطيب بن بوعزة. وفي 20مارس 1955 تحقق أمل المغاربة في تأسيس نقابة مغربية مستقلة هي الاتحاد المغربي للشغل بالاتفاق مع الحركة العمالية وحركة المقاومة المسلحة ، وظهر التوجه الوحدوي للنقابة المغربية ونبدها للتعددية ، وبدأ الانسحاب من الاتحاد العام للنقابات الكونفدرالية والالتحاق بالنقابة الجديدة ودافع الاتحاد المغربي للشغل على إثر تأسيس القوات المسلحة الملكية على حق جيش التحرير في الاحتفاظ بأسلحته ومتابعة عملية التحرير الشامل والكامل لجميع المناطق المستعمرة ، ولعبت حركة المقاومة دورا أساسيا في ترسيخ الاتحاد المغربي للشغل ووصل عدد المنخرطين سنة 1959 إلى 650 ألف وشمل التنظيم النقابي كا القطاعات حتى ماسحي الأحذية وتم إنشاء الشبيبة العاملة وظهر المسرح العمالي وتزايدت الندوات التكوينية إنه العصر الذهبي للحركة النقابية وعل الرغم مما سبق كله لم تكن للاتحاد المغربي للشغل استراتيجية واضحة تؤثر على علاقة الإنتاج وأصبحت معتركا لصراعات سياسية بين تيارات المعارضة البورجوازية كما تم تشويه الاستقلالية بحيث تم غزل الطبقة العاملة عن التيارات التقدمية ، ولم بكن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية عالما بظاهرة التبقرط النقابي وقادرا على قيادة الطبقة العاملة بل كان أقرب إلى مناقسة البيروقراطية النقابية وقيادة الاتحاد المغربي للشغل.واستطاع الجهاز البيروقراطي إزاحة التيار السياسي وعزل الطبقة العاملة التي أصبحت تقف موقف الحياد من الصراع الطبقي . ب الإصرار على الوحدة النقابية . ونظرا للوعي بضرورة الوحدة النقابية تم اعتبار تأسيس الاتحاد العام للشغالين بالمغرب في مارس 1960 أول اختراق بورجوازي لصفوف الحركة النقابية ، كما اعتبر إقدام الخطيب زعيم الحركة الشعبية على تأسيس اتحاد نقابات العمال الأحرار سنة 1963، وإقدام رضى كديرة على تأسيس الاتحاد النقابي للقوى العمالية وكان كاتبا عاما للحزب الاشتراكي الديمقراطي ، وتأسيس الكونفدرالية الحرة للعمال المغاربة محاولات لتقسيم وتشتيت الطبقة العاملة . وضل الاتحاد المغربي للشغل يهيمن رغم ذلك بحيث حصل على 1 ،72 من مناديب العمل سنة 1965 و2،65 سنة 1969 ولقد استطاعت الطبقة العاملة في منتصف الستينات تجاوز البيروقراطية وإفشال محاولات التقسيم . وفي فاتح ماي 1964 رفع العمال المتظاهرون شعار التنديد بالتوجه الإصلاحي للقيادة النقابية وطالبوا بإطلاق صراح المعتقلين في موجة الإضرابات التي نفدت ابتداء من 1964 واستمرت إلى 23 مارس 1965 حيت تحولت إضرابات الطلبة إلى انتفاضة شعبية وأعلنت حالت الاستثناء وفي 7 ماي 1965، و تم اختطاف المهدي بن بركة في 29 أكتوبر 1965 ، وبعد صمت طويل ومريب دعا الاتحاد المغربي للشغل إلى إضراب عام لرفع حالت الاستثناء . وفي النهاية تم الوصول إلى خلاصة وهي محدودية نضالات الاتحاد المغربي للشغل وإحكام البيروقراطية قبضتها عليه بعد فشل محاولات عدة للحفاظ على وحدنه ووحدة الطبقة العاملة وتطهيره من البيروقراطية . ج تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل جاء هذا التأسيس كما أسلفت بعد محاولات عدة لإصلاح الاتحاد المغربي للشغل وذلك في 25 نوفمبر 1978 وكان في ذلك الوقت استجابة لحاجة العمال إلى أداة نقابية كفاحية تنسجم مع مطامح الطبقة العاملة في التحرر من كل أشكال الاستغلال ، كما جاءت كجواب على الانحطاط البيروقراطي والانتهازية النقابية ، وتكونت على أساس احترام الديمقراطية وتوسيع المبادرة القاعدية ، كما صرح العديد من مؤسسيها بعزمهم دمج النضال النقابي في استراتيجية تحويل اشتراكي للعلاقات الاجتماعية والاقتصادية، وقد دشنت بالفعل ك. د.ش مرحلة كفاحية هامة أستعرضها من خلال المحطات التالية في البداية انتقدت بشدة تعامل الاتحاد المغربي للشغل مع الباطرونا في يناير 79 أضرب عمال المؤسسات الصناعية تضامنا مع عمال المكتب الوطني للكهرباء . وفي 4 يناير 79 خاض 10000 سككي إضرابا لا محدود واستمر إلى غاية 19 يناير . 30 يناير 1979 ،عمال الدوكيرات خاضوا إضرابا لا محدود ا بميناء الدارالبيضاء فبراير 1979، 4000 عاملا بجرادة خاضوا إضرابا لمدة أسبوعين . عمال مكتب الأبحاث والمساهما ت المعدنية خاضوا إضرابا لعدة أيام . في أبريل 79 بعد إضرابات متقطعة خاض المدرسون إضرابا عاما لمدة 48ساعة وانضم الاتحاد العام للشغالين بالمغرب إلى بعض جمعيات الآباء ووقف ضد الإضراب وتم إغراق المؤسسات بالشرطة وكثرت الاعتقالات . وبعد دعوة النظام لمجموعة من النقابات لتوقيف تمرد العمال في القطاع العمومي والخاص استجابت المركزيات الرجعية آنذاك ومنها بيروقراطية الاتحاد المغربي للشغل التي أوقفت إضراب مستخدمي الأبناك وأعلنوا مقاطعتهم ل.ك.د.ش التي دعت إلى إضراب عام في الصحة وذلك يوم 7 مارس وتم طرد حوالي 1600 عامل تربعت ك.د.ش. على قمة الاحتجاجا ت وعلى إثر الزيادة في المواد الغذائية في 29 ماي 1981 دعت إلى التعبئة وتراجعت الحكومة ولبت طلبها. وفي 6 يونيو 1981 انطلقت مظاهرات عنيفة قي الشرق: وجدة وبركان.... وقلصت الحكومة الزيادة إلى 50 بالمائة ودعت ك.د.ش.إلى إضراب عام في يونيو 81 تحول إلى مواجهات عنيفة في الدارالبيضاء تراجع كفاحية ك. د.ش ونضاليتها . ياختصار شديد أصبح مآل كفاحية ك.د.ش معروف بحيت عرفت هي الأخرى تفشي البيروقراطية في أسوء صورها وهيمنة الاتحاد الاشتراكي المكشوفة عليها ، كما دخلت في اتفاقية غشت 96 وتراجعت على بعض مبادئها وقيمها التي التزمت بها عند التأسيس ، ولم تعد تؤمن بالصراع الطبقي واستبدلته بالتوافق والتراضي ، وأثبتت مجموعة من المعارك والأحداث محدودية نضالاتها ، منها النضالات التي خاضتها الطبقة العاملة بجرادة .ولعب دخول الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية للحكومة دورا هاما في ارباك الخط النضالي ل.ك.د.ش وجاءت .فدش من رحم كدش وهي الأخرى لا تختلف حاليا عن سابقاتها في شيئ ، أي جاءت هي الأخرى كإجابة مشوهة عن الأوضاع د خلاصة : في ضل انهيار مجموعة من القيم النقابية والتي لا زالت الحاجة إليها قائمة وملحة ، وتساوي جميع النقابات الكبرى في بلادنا في تفشي البيروقراطية والانتهازية في صفوفها ، وفي تمييع النضلات الكبرى ذات البعد الوطني واقتصارها على الاستثمار السياسي لفائدة قئة تستغل مواقعها لإحراز مزيد من المكتسبات الخاصة والمحدودة .لم يعد من منافع للعمل النقابي سوى خدمة النضال المحلي بحيت أصبحت المبادرة على مستواه ممكنة ومشروطة بوجود مناضلين شرفاء محليا أكثر من ذي قبل. بونيف محمد وشكرا -------------------------------------------------------- التعاليق : 1 - الكاتب : اليماني مشاركة وازنة تعطي للقارئ فكرة واضحة على تطور الوضع النقابي اشكر صاحب المقال 2 - الكاتب : نقابي ------------------------------------ لا أدري لماذا لم يذكر الرفيق ببونيف المرجع الذي استقى منه هذه المعلومات،لكني أشكره عليها فهي قيمة لاسيما في وقتنا الحاضر... 3 - الكاتب : ابو ايمن الحقيق ---------------------------- حية تقدير للاستاذ بونيف، فعلا يزخر الحقل النقابي بكم هائل من المعطيات النظرية منها والعملية نتيجة التراكمات التي خلفتها الدينامية العمالية العالمية، وبالنسبة للمغرب يعود الاهتمام الاولي بالموضوع الى بدايات القرن الماضي ، غير ان الارهاصات الاولية للعمل النقابي بطابعه المغربي يرجع اساسا الى سنة 1927 من خلال اجتماعات منطقة "عكاية" بالقرب من جرادة حيث كان يجتمع عمال المناجم،وهي الاشارة التي ذكرها الاستاذ "الطيب بوعزة" خلال محاضرة حضرتها شخصيا بالمركز الثقافي بجرادة اعتقد في 1994 اذا لم تخني الذاكرة. وبالنسبة للتفاعل الفرنسي مع الحركية النقابية المغربية، قررت فرنسا في سنة 1936 الاعتراف بممارسة الحق النقابي في المغرب ولكن لفائدة الفرنسيين فقط وهو ما رسخته رميا بموجب ظهير 24يونيو1938. وفي ظل المتغيرات الدولية التي عرفها العالم في احضان الحرب العالمية ونتيجة ايضا للحركية الوطنية المغربية انذاك تم الاعلان عن ميلاد "الاتحاد العام للنقابات المتحدة بالمغرب" على اثر انعقاد المؤتمر التأسيسي في 13 يوليوز 1943 وقد سيطر الشيوعيون على مكتب النقابة فكان ان قرر حزب الاستقلال دعوة اتباعه الى تكثيف الانخراط بالنقابة الجديدة وهو ما مكنه من السيطرة على مكتبها في 1950 (من 10 اعضاء المكتب 4 من الاستقلال..) هذا الحراك النقابي المرتبط تارة بمساهمة العمال في مناهضة سلطات الحماية وتارة اخرى بالصراع الحزبي حول قيادة التنظيم النقابي هو ما يحيل على ما يعرف ب"النقابية السياسية le sydicalisme politique" وقد سارت جل الهيات السياسية في اتجاه خلق تنظيمات نقابية منضوية تحت لوائها (لا داعي لذكرها لانها معروفة...). وقد شكلت النقابية السياسية مؤشر توتر بين "النقابي المهني" و"السياسي" من خلال العديد من النماذج التي يمكن اختزالها على سبيل المثال في علاقة حزب الاستقلال ب UMT حيث تقوى التنظيم النقابي (كان يضم 24 فيدرالية تابعة له) وهو ما يعبر عنه ب"التيار النقابي" للحزب هذا الاخير وبهدف تمثيل وتوجيه هذا التيار بادر الى خلق "اللجنة السياسية" التي فيما بعد استقال منها "المحجوب بن الصديق" و"الطيب بوعزة" مما اثر على الحزب بل اسقاط حكومة "احمد بلافريج" بعد سلسلة اضرابات.. الانشقاق الذي عرفه الاستقلال وما نتج عنه من ميلاد للاتحاد الوطني للقوات الشعبية جعل هذا الاخير يستمد قوته من UMT الا ان الازمة بين النقابي والسياسي استمرت (غياب تنسيق حول مشروع دستور 62 وعدم دعم النقابة لمرشحي هذا الحزب في استحقاقات 63 ...) . يمكنني ايضا ان اذكر ازمة الاتحاد الاشتراكي و ك د ش ولجوء الحزب الى خلق ف د ش ... المهم ان هناك حراكا نقابيا سياسيا كان سيكون طبيعيا لو لم يتقاطع مع تدخل النظام السياسي الذي جعلنا نفقد بعض خيرة اطرنا التي ما احوجنا اليها في مغرب اليوم وهو ما انعكس بالمقابل على الوضع الفكري والنضالي لنقاباتنا لا زلنا نعانيه الى اليوم ... رحم الله الشهداء عبر ربوع الوطن اخوكم ابو ايمن الحقيقي 4 - الكاتب : شاطر -------------------------------------------------- تحية للأخ بونيف الذي لا أظنه الا استنفذ من وقته وجهده الشيء الكثير لموافاتنا بسرد واستحضار كرونولوجي للعمل والحركة النقابية بالمغرب.... فشكرا لك مرة اخرى ونثمن خطوتك عاليااذ زاوجت فيها بين المسار والتحليل والرؤياالمدعمة بمحطات نضالية ما أحوج ناشئتنا -البديل المرتقب- للاطلاع على منهج ملئء بالتضحيات والزخم النضالي ومدى مسؤولية من أساؤوا ودجنوا الفعل النقابي حتى وصل درجة من الابتذال لا يختلف اثنان حول انتهازيتها ووصوليتها 5 - الكاتب : وفاء ----------------------------------------------- هنيئا لسكان جرادة بهذا النقاش الراقي ، الحقيقة تمنيت لو كنت بنت جرادة ولكن اننا كلنا ابناء هذا الوطن ، هؤلاء الاشخاص هم الذين يرفعون من قيمة المدينة ومثقفيها لانهم بعيدون عن الشتم والقذف ، واصلوا مشاركاتكم وهنيئا للمدينة بكم. 6 - الكاتب : بونيف محمد ----------------------------------- السلام عليكم الأخ أبو أيمن الحقيق أحييك على مساهمتك وتجاوبك مع همنا النقابي المشترك. "ذكرت أن الإرهاصات الأولى للعمل النقابي كا نت "بعكايا قرب جرادة" سنة 1927 كما جاء ذلك في إشارة للمناضل الكبير الطيب بن بوعزة " من أجل أن نستفيد جميعا أحيلك علي كتيب قيم، مشترك لعبد اللطيف المنوني ومحمد عياد وهو بعنوان "الحركة العمالية المغربية : صراعات وتحولات". الصادر عن دار تبقال للنشر الطبعة الأولى سنة 1985 الدارالبيضاء الصفحة 18 حيث جاء فيه ما يلي " ظهرت الحركة النقابية في أوساط العمال المغاربة سنة 1934، كما ذكر أن أول حزب وطني في المغرب (كتلة العمل الوطني ) كان أول من طالب بحق العمال المغاربة في تكوين نقابتهم وذكر أيضا أن الحزب الوطني الذي أصبح فيما بعد سنة 1944حزب الاستقلال كان أول من أنشأ نقابة وطنية سنة 1937 خارج التشريع الاستعماري ، وأشار إلى وجود بعض التنظيمات النقابية السرية التي كانت متواجدة في بعض المؤسسات ككوزيما ، مما يدل على وجود مجموعة من الخلايا النقابية السرية ، ولعل ما ذكرته وذكره المناضل الطيب بن بوعزة في عكايا كان إحدى هذه التنظيمات النقابية السرية التي أدت في النهاية إلى تطوير وتوسيع قاعدة الحركة النقابية بل تحويلها من إصلاحية إلى مطالبة بالاستقلال . أما بخصوص ما ذكرته حول قرار فرنسا سنة 1936 بالاعتراف بممارسة الحق النقابي لفائدة الفرنسيين فقط فأحيلك على نفس الكتاب في صفحته رقم 179 حيث يعرف الكاتبان بالحرف La C.G.T." بكونها أقدم مركزية فرنسية تم تأسيسها سنة 1897 بفرنسا وقد قامت ابتداء من 1930 في المغرب بالعمل على تنظيم العمال المغاربة والفرنسيين التابعين للقطاع الخاص واحتلت دورا بارزا في الحركة الاجتماعية في المغرب كماهو الشأن في بلدان أخرى في المغرب العربي ............" نعم أخي كان المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام للنقابات المتحدة سنة 1943 إلا أن حل La C.G.T. بفرنسا كان سنة 1938 أي الإعلان عن الاتحاد العام للنقابات الموحدة الذي جاء بديلا عنها كان قبل هذا التأسيس كما نشرت مجموعة من المراجع . أما عن علاقة النقابي بالسياسي برأيي فهي طبيعية ، وسأعود كما ذكرت في موضوعي إلى تناول هذه العلاقة ، فالخطير على العمل النقابي هو الحزبي وخاصة الحزبية الضيقة وليس السياسي الذي لا يمكن فصله بتاتا عن النقابي . أما بالنسبة للاتحاد المغربي للشغل فهو الذي لم يكن يملك استراتيجية واضحة آنذاك وهذا ما جعله مجالا للصراعات السياسية ، خاصة وأن الاتحاد الوطني لم يكن هو الآخرعلى اطلاع بالبيروقراطية النقابية ولم تكن له تجربة تؤهله لتوجيه العمل النقابي ، لأن السياسي التقدمي هو بمثابة بوصلة العمل النقابي ، وهذا ما جعل الجناح البيروقراطي يزيح الجناح السياسي الذي كان يمثله الاتحاد الوطني ويعزل الطبقة العاملة ليجعل مطالبها في النهاية خبزية ، وسيطرت البيروقراطية على الاتحاد المغربي للشغل هي التي جعلت مجلسه الوطني في 3ماي 63 يتخذ قرار عدم المشاركة في الانتخابات البلدية وكان موقفا رجعيا آنذاك ، كما دعا المحجوب بن الصديق في 17 يوليوز1924 البرلمانيين التقدميين إلى الانسحاب من البرلمان احتجاجا على ما أسماه بالديمقراطية المزيفة ، وكان هذا بدعوى استقلالية النقابة بينما كان الهدف منه عزل الطبقة العاملة عن التيارات التقدمية لجعلها لقمة صائغة للبيروقراطية والرجعية وشكرا مجددا على المداخلة القيمة استمرارية جيدة بونيف محمد 7 - الكاتب : بونيف محمد ----------------------------------- تحية للأخ الذي رمز إلى اسمه بالنقابي ردا على الأخ الذي رمز إلى اسمه بنقابي والذي تساءل عن المراجع التي استعملتها أقول هي كالتالي : 1 كتاب لعبد اللطيف المنوني ومحمد عياد وهو بعنوان "الحركة العمالية المغربية: صراعات وتحولات". الصادر عن دار تبقال للنشر الطبعة الأولى سنة 1985 الدارالبيضاء 2 ألبير عياش الجزأ الأول والثان 3 Le Mouvement ouvrier international et la guerre édition du progres MOSCOU 1975 4 بعض المنشورات الأخرى الحزبية والنقابية وشكرا 8 - الكاتب : ابو ايمن الحقيقي ----------------------------- تحية تقدير للاخ بونيف، تعقيب في محله وما يعززه مضامين المراجع التي ذكرت،حاولت شخصيا سرد بعض اشواط تطور الوضع النقابي دون الخوض في الخلفيات التي ارتكزت عليها سواء النقابات او الاحزاب المعنية لاني بصراحة لا استطيع تقييم تجربة هاته الهيات وان كان لي موقف بشكل عام حول تطور الوضع السياسي والنقابي المغربي،اشكرك على الافادة والاهتمام ، وما يفرح في الامر اكثر ان النقاش على هذا المنبر اصبح يكتسي طابع البحث العلمي والاحاطة الجادة بالمعطيات بعيدا عن التشنج والمشاركة بمنطق"الاتجاه المعاكس" ، رأيي اعتبره صحيحا ولكني اعتبره قبل كل شيئ محتملا للخطأ ورأي غيري قد ارى في الخطأ ولكني اعتبره محتملا للصواب، هذا هو النقاش الحر والبناء، وسأبحث في مكتبتي عن المراجع التي ذكرت بعد قطيعة مع المراجعة لوقت ليس بالقصير مع الاسف، مرة اخرى شكرا للاخ بونيف والاخ شاطر وكل الاخوة المشاركين والجادين في مشاركاتهم. 9 - الكاتب : عن زيراري ---------------------------------- - الولادة الأولى على يد الفرنسيين لا يجادل أحد في أن اليد العاملة الفرنسية التي جلبها المستعمر إلى المغرب، هي التي أسست العمل النقابي من خلال تأسيس فرع الكنفدرالية العامة للشغل "CGT" سنة 1930. والتي كان الانتماء إليها مقتصرا على العمال الفرنسيين، الذين كانت لهم امتيازات كبيرة على حساب العمال المغاربة، الذين كانوا يتعرضون للسجن والغرامة إن هم مارسوا العمل النقابي. إلا أنه وبعد صعود اليسار الفرنسي إلى الحكم، وتأسيس فرع الاتحاد العام للنقابات الموحدة بالغرب "UGSUM" سنة 1943. سمح للعمال المغاربة بالتسرب تدريجيا، وخصوصا أعضاء الحزب الشيوعي المغربي، لاحتوائهم والحيلولة دون تأسيس نقابة مغربية بدعوى وحدة الطبقة العاملة، وكذا إبعادهم عن الحركة الوطنية. وقد استطاع الشيوعيون المغاربة السيطرة على بعض المواقع المتقدمة داخل النقابة، مستفيدين من القرابة الإديولوجية، هذا التغلغل أزعج قادة حزب الاستقلال الذين شنوا حملة عدائية ضد النقابة الفرنسية، متهمين العمال المغاربة الذين ينخرطون فيها بأنهم "خونة لأن الذين يسيرون النقابة يهود ونصارى وكفار" ودعوا إلى تأسيس "نقابة إسلامية تستثني الأوروبيين واليهود المغاربة" هذا الخيار سيفشل لعدة أسباب. لتتكلف خلية من يسار حزب الاستقلال كعبد الرحمان اليوسفي، عبد الرحيم بوعبيد، ثم عبد الله إبراهيم بتوجيه مناضلي الحزب للانخراط في "UGSUM" سنة 1947، وبعد سنتين من الصراع مع الشيوعيين المغاربة، استطاع مناضلو حزب الاستقلال السيطرة على أجهزة النقابة، وتمكنوا في مؤتمرها السادس 1950، من فرض توصية تقضي بتكوين منظمة نقابية مغربية مستقلة عن الفرنسيين. من خلال استقرائنا لهذه المرحلة من تاريخ الحركة النقابية ولو بشكل مختصر، يظهر جليا أنها تأثرت بالتجربة الفرنسية وبدت متصارعة ومنقسمة، بين المدرسة الوطنية والشيوعية. بسبب ارتباطها العضوي بالحركة السياسية السائدة، مما سيخلف إشكالات عملية ونظرية، ستؤثر سلبا على الممارسة النقابية كما سنرى. 2- الولادة الثانية على يد المغاربة مع بداية الترتيبات الأخيرة لاستقلال المغرب وفي يوم 20 مارس 1955 تم تأسيس أول مركزية نقابية مغربية "الاتحاد المغربي للشغل" تحت إشراف الجناح اليساري لحزب الاستقلال كالمهدي بن بركة وعبد الله إبراهيم وعبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي، وسط نشوة وفرح العمال المغاربة إلا أن ما خفي كان أعظم، وسأسرد بعض الشهادات لما وقع في ذلك اليوم على لسان من حضر وليس من رأى كمن سمع. يقول محمد عابد الجابري في مذكراته "مواقف" عدد 5: "هناك عامل آخر سابق للامتيازات يرجع إلى المؤتمر التأسيسي للاتحاد المغربي للشغل، ذلك أن الشخص الذي انتخب كاتبا عاما للمنظمة في هذا المؤتمر هو الطيب بن بوعزة، ولكن المحجوب بن الصديق اعترض لأنه كان يرى نفسه أحق بالمنصب فهدد بتأسيس نقابة جديدة إذا لم يكن هو الرئيس. وبعد مشاورات ومناورات أقنع الطيب بوعزة بالاستقالة" ص21. ويروي محمد الفقيه البصري في سيرته الذاتية "الفقيه" بعض التفاصيل عن هذه المشاورات والمناورات "وحسب ما عشته وعرفته، ولا أريد هنا أن أتحدث بلغة التحليل النظري، فإن المحجوب بن الصديق طرح مسألة أهليته لقيادة النقابة، وإذا لم يكن هو على رأسها فإن خطر انشقاق النقابة وارد" ص 106 وقد ساند المحجوب بن الصديق كل من عبد الله إبراهيم والمهدي بن بركة والفقيه البصري الذي تكلف بإقناع إبراهيم الروداني الذي كان يتشبث بالطيب بن بوعزة، يقول الفقيه البصري "فتوجهت للقائه حول هذا الموضوع فقال رحمه الله بالحرف: شوف هذاك حمار .. حمار يقصد بن بوعزة ولكن نفضل حمار اللي نركب له الشكيمة إلى قلت له يوقف يوقف، وإلى قلت له زيد يزيد. أما اللي ما قابل من دابا الديموقراطية يقصد بن الصديق فين غادي نوصلو معاه ؟ إلى بغى المحجوب ينشق خليه ينشق" ص 107 . في هذه الأجواء ومن وراء ستار القواعد التي كان لها رأي آخر عبرت عنه في المؤتمر، تم توافق القيادة السياسية على تنصيب المحجوب بن الصديق على عرش أول نقابة في تاريخ المغرب. الموضوع الأصلى من هنا: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد http://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=40689 يتضح بجلاء أن أزمة الحركة النقابية المغربية المتمثلة في الالتفاف على الديموقراطية والكولسة وتحكم الحزبي في النقابي والتبعية للأجنبي وإشكالية الوحدة والانشقاق وغيرها ليست وليدة اليوم بل لازمتها منذ تأسيس "الإتحاد المغربي للشغل" إلى آخر نقابة تأسست "الفدرالية الديموقراطية للشغل".منقول عن زيراي يوسف 10 - الكاتب : syndicaliste le sundicalisme et le peogressisme sont deux choses qui vont de paires leur sepparation est insignifiant pour cela il faut etre clair sauf un militant de gauche peut etre vraiment un syndicaliste l'islamiste et autres ne peuvent jamais etre des sundicalistes ce sont tout simplement des des opportunistes