تعتبر حديقة شارع الإمام علي المحاذية للقنصلية الفرنسية وغيرها من حدائق الأحياء التي أنجزها المجلس الأسبق ، الذي رفع أنذاك شعار « لكل حي حديقة» والذي تم تكريسه على أرض الواقع انطلاقا من حي زازا والسعادة ، وصولا إلى أقصى نقطة في المدينة العتيقة ، والمنطقة الشمالية ،وكانت هده الفكرة تلبية لحاجيات المواطنين لتحقيق بيئة سليمة . وقد تعهد المجلس أنذاك بصيانتها ورعايتها ،حيث كانت ورودها وأزهارها متفتحة طيلة السنة ، كما كانت تشذب أشجارها بعناية فائقة ، وتحظى بالحراسة المستمرة. كما عمل المجلس في تلك الفترة على وضع ألعاب الأطفال بها ليقضوا فيها أوقاتا ممتعة ، وقد أعطت تلك الحدائق المبثوثة في أرجاء المدينة جمالا ورونقا نادرين، مما جعل الإقبال عليها من طرف الساكنة يتكاثر باستمرار . ومع مرور الزمن أهملت تلك الحدائق ، وأصبح جلها أطلالا ومراتع للمتسكعين وانصبت العناية فقط على واجهة المدينة وخاصة شارع الحسن الثاني، مما جعل السكان الذين لم يعد أمامهم سوى هذا المتنفس يحجون إليه بكثافة خلال العطل الأسبوعية. ومع الأسف الشديد، فقد تعرضت حدائق هذا الشارع وأزهاره ووروده الى هجوم كاسح خلال شهر رمضان الفائت من طرف أعداء الطبيعة الذين داسوا حشائشه واقتلعوا وروده ربما لجهلهم بأهمية البيئة السليمة، حدث ذلك أمام أنظار الحراس الذين لم يحركوا ساكنا أمام الجحافل البشرية التي أمت الشارع وحدائقه . ومما يؤسف له أن حديقة فلورنسا المجاورة لحدائق شارع الحسن الثاني، والتي تمثل رمزا للصداقة بين فاس ومدينة فلورنسا الايطالية، تحولت إلى سوق بلاستيكي منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر بترخيص من المجلس حيث تم الإجهاز بشكل نهائي على ما تبقى من نباتاتها. وقد علل المواطنون أسباب طول تواجد هذا المعرض الذي ساهم ويساهم في ركود الحركة الاقتصادية لتجار هذا الشارع الذين يؤدون واجباتهم الضريبية للدولة إلى حركة 20 فبراير، حيث كان يقف المحتجون لإلقاء الخطب قبل الانطلاق إلى شوارع فاس لترديد الشعارات . أمام هدا العبث بحدائق فاس والإهمال المتعمد الذي طالها، فإن السكان وحماة الطبيعة يطالبون المجلس والسلطات المحلية بوضع حد لهذا العبث الذي يودي بحدائق فاس والتي قد تتحول هي الأخرى في يوم من الأيام إلى علب إسمنتية.