اتصل بنا مجموعة من سكان دوار لخلالقة يطالبون الجهات الرسمية بفتح تحقيق في موضوع الأرض السلالية (المكرط العين البيضاء) ذلك أن أشخاصا :(م.ب وب.ب.ح.ب.وم.ب.وأ.ب)قاموا بتزوير وثائق يدعون فيها ملكيتهم للأرض السلالية البالغ مساحتها 75ه ، والتي كان يستغلها تقريبا 43 أسرة كأرض جموع وتستعمل للرعي ومسيدة فوقها مساكنهم ما قبل الحماية، والوثائق التي توصلنا بها تؤكد أن المشتكى بهم قاموا بتزوير شهادة الملكية ضدا على القانون من قيادة المعاريف بثلاثاء لولاد بتاريخ 1984، فيما قامت السلطة المعنية بعد تلقيها شكايات في فتح تحقيق في الموضوع في 07-09-1992، وتم استدعاء الشهود الذين كانوا قد أدلوا بشهادتهم في 1984 ليفاجأوا بأن موضوع الشهادة يتعلق بأرض محفضة (الفدان الطويل) التي تبلغ مساحتها 4 هكتار و 50 أر، وثبت لقائد المنطقة أن الشهادة مزورة وتم منح شهادة حقيقية بعد البحث بتاريخ 07-09-1992 تحت عدد ،303 تؤكد أن الأرض جماعية شلالية وليست أرض ملك-(نحتفظ بنسخ من الشهادة) وبالرغم من هذه المعطيات الثابتة والتي لا تحتاج إلى دليل آخر .وقد فوجئ السكان بعملية تنفيذ إفراغ الأسر البالغة 11 عائلة من أصل 43، بتاريخ 11-05-2010، و 02-06-2010 فاعترض السكان والقبيلة برمتها على الإجراء الظالم الذي لا يستمد لأي شرعية غير شرعية اللاقانون ،فيما سيتم التنفيذ بالقوة العمومية يوم 15-06-2010 والأسر المتضررة التي تعترض على هذا الحيف والإجراء الظالم سبق أن احتجت بابن أحمد. وسيتم استقبال ممثلي السكان المتضررين من طرف والي جهة الشاوية ورديغة يوم 14-06-2010 ، الذين يطالبون بفتح تحقيق جدي في الموضوع لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه ومعاقبة الذين يستغلون المال لتجاوز القانون. لايسع أي متجول يتحلى بشيء من الاهتمام ، إلا أن يلاحظ مدى الإهمال الذي تعانيه هذه المجالات ، كما لايسع أي مشارك للناس في احاديثهم الودية وجلساتهم الخاصة ، إلا أن يسجل مدى الامتعاض الذي يحس به سكان هذه المدينة وهم يتحدثون عن أحوالها ، وما تعانيه جنباتها من ترد وتدهور على كثير من المستويات . فعلى مستوى المساحات الخضراء ، يجدر القول بأن مدينة مكناس تتوفر على فضاءات خضراء شاسعة ومتنوعة ، سيما في المدينةالجديدة ، التي شيدت في عهد الفترة الاستعمارية ، حيث يبدو أن الحس الجمالي ، واستشعار أهمية المجالات الطبيعية الخضراء ، كان يشكل هاجسا ذا أهمية لدى المسؤولين عن التخطيط المعماري آنذاك ، مما أدى إلى قيام هذه الحدائق الفيحاء ، داخل المدينةالجديدة وعلى امتداد محيطها المشرف على المدينة القديمة ، والذي يمتد متناغما ومتوازيا مع جنائن وعرصات وادي بوفكران ، في شكل حزام أخضر بديع يفصل بين المدينتين ، ابتداء من الشطر الشرقي لحديقة كابو بلان المحاذية للمعرض الجهوي ، ومرورا بالشطر الغربي من هذه الحديقة المحاذي للمعهد الفرنسي ، في اتصال بغابة الشباب الممتدة في توسيعاتها إلى مشارف الفخارين ، فكيف هي أحوال هذه الحدائق ؟ يجدر التذكير بأن بعض هذه الحدائق قد تم تفويت أجزاء مهمة منها ، كما هو الشأن بالنسبة للقسم الشرقي من حديقة كابو بلان ، المجور للمعرض الجهوي ، حيث فوت جزء منه لمطعم ماكدونالد ، وجزء آخر للداوليز وتوابعه من المرافق التجارية المختلفة ، والجزء الثالث لفندق إيبيس ، بينما اقتطع جزء آخر لبناء مقر المجموعة الحضرية ، أيام العمل بنظام المجموعات الحضرية ، والبقية الباقية من هذا الشطر ، توجد في إهمال تام ، ووضعية موحشة ، بين أشجار لم تمتد إليها يد التشذيب ، وحشائش برية تتغير أحوالها بتغير الفصول . أما بقية أجزاء هذا الشريط ( من محاذاة المعهد الفرنسي إلى مشارف الفخارين ) فرغم العناية التي حظي بها مع بداية العشرية التي نحن على وشك توديعها ، فإنها تتعرض لنوع من الإهمال وانعدام العناية ، تختلف درجته من نقطة لأخرى ، ليتركز الاهتمام بالجزء المجاور للمعهد الفرنسي ، والذي يبقى مع ذلك أدنى بكثير ، من مستوى التأهيل الجمالي والرونق البيئي ، الذي تستحقه هذه المدينة ويتطلع إليه سكانها . أما الحدائق الداخلية ، فإذا أخذنا كنموذج لها ، حديقة سناء محيدلي بشارع يعقوب المنصور ، وحديقة الحب بطريق مولاي إدريس ، فإننا نستشعر الخيبة الجارفة التي قد يواجهها أي متجول بهاتين الحديقتين وغيرهما من الحدائق المهملة ، فالأشجار في وضعية مزرية ، بين خضراء يانعة وصفراء ذابلة وميتة جافة ، والحشائش البرية المصفرة تغطي الجوانب والأرجاء ، والممرات متربة ومتردية ، ولا وجود لإرادة تتدخل للحفاظ على الرونق ، وإعادة الانسجام بين المكونات ولو في حدوده الدنيا . والنتيجة التي يمكن أن يستخلصها أي متفقد ، هي أنه إذا كانت هذه الحدائق في فترات زهوها ، قد شكلت موئلا للاستجمام والابتهاج والترويح عن النفس ، فإنها قد أضحت اليوم أمكنة تشعر بالكآبة ، وتبعث على الانقباض وتوحي بالرثاء . أما الساحات العمومية ، كساحة الهديم بالمدينة القديمة ، وساحة الاستقلال ( الساحة الإدارية ) قرب القصر البلدي بالمدينةالجديدة ، فإن وضعيتهما على غرار باقي الفضاءات المشابهة لهما ، لا تختلف في شيءعن وضعية حدائق المدينة ، فهي بدورها خضعت لنوع من العناية في مطلع العشرية الحالية ، غير أنها عانت بدورها من الإهمال واللامبالاة بعد ذلك ، فكيفية استغلال ساحة الهديم من طرف بعض المقاهي والمطاعم الشعبية يطرح أكثر من علامة استفهام ، في حين يعاني المحيط الجنوبي في اتجاه حي الرياض ، من ترديات وتشوهات بسبب تذبذب الأشغال بين توقف واستئناف منذ سنين ، مما جعل المشهد يبقى في وضع غير مكتمل وفي غاية التشوه ببعض مناحيه ، وفي هندسة غير واضحة المعالم وغير محكمة الأهداف ، مما أدى إلى خنق حركة مرور السيارات بشكل مخل ، نتيجة تضييق الطريق التي كانت أكثر اتساعا من قبل ، مع عدم وجود أية ضرورة لهذا التضييق ، نظرا لشساعة الفضاء وإمكانية توزيعه بشكل يستجيب للحاجيات ولا يفرط في الجماليات . أما ساحة الاستقلال قرب قصر البلدية ، فوضعية التردي التي توجد عليها تدعو إلى كثير من الاستغراب ، بسبب كونها القلب النابض للمدينة ، والمحج الرسمي لسكانها ، وبسبب كونها الفضاء الرحب الذي تطل عليه أهم شرفات القصر البلدي ، فكان يجدر بالمسؤولين أن يجعلوا منها الفضاء الأمثل والموقع النموذج ، الذي تفخر به المدينة ويعطي المثال عن بقية أرجائها ، غير أن الواقع هو عكس ذلك تماما ، فهذه الساحة تغوص في التشوه والرداءة ، إذ أن نافوراتها الثلاث معطلة وممتلئة بالمياه الآسنة ، وجوانبها المعشوشبة تعاني من بؤس وتدهور، رغم بعض الروتوشات المرتبكة التي تجرى عليها بين الحين والآخر ، ولأشجار الوارفة التي كانت تحفها في فترة سابقة ماتت واندثرت دون أن يتم تعويضها ، وبعض الشجيرات التي بقيت صامدة على جوانبها ، تبدو للناظر عجفاء بئيسة، وكأنها ترثي لسوء حال هذه الساحة التي كانت في فترات تألقها ، زاهية بأدواحها المخضرة وورودها المتفتحة هنا وهناك ، ونافوراتها البديعة والمتنوعة في اندفاع وانسكاب مياهها ... إنها وضعية مزرية تعيشها فضاءات ومجالات هذه المدينة ، ولا تسلم منها حتى أهم الشوارع الرئيسية .. وضعية تشكل نقطة عار على جبين المسؤولين عنها ، سابقين وحاليين ، .. وضعية تقدم برهانا على تكلس روح المدنية ، وكساد الحس الحضاري لديهم .. وضعية تجسد صورة واضحة على انحدار هذه المدينة الى مستويات مريعة من التريف والبداوة في أسوإ مفاهيمهما ، والغريب في الأمر أنه حتى المحطات الهامة التي تمر بها المدينة ، لا يكون لها انعكاس جلي على ملامحها العامة ، كانعقاد الملتقى الفلاحي وما صحبه من زيارة ملكية ، وكدخول فصل الربيع وما يحركه عادة لدى مسؤولي بعض المدن من اهتمامات جدية في هذه المجالات ، وكانطلاق التظاهرات المحتفية بالبيئة ، والشروع في إرساء وتفعيل روح الميثاق الوطني حول البيئة ، وما يطرحه من مسؤوليات ويفرضه من واجبات في هذا المجال . فأين هم المسؤولون عن تسيير الشأن المحلي بهذه المدينة ؟ أم إن الحروب الملتهبة داخل صفوفهم لم تترك لهم فرصة التفكير في شؤون المدينة وانتظارات سكانها ؟ استدراك : قد يعجب أحد سكان مكناس ، حين يحط الرحال من بعض أسفاره ، ويجتاز عتبة المحطة الكبرى للقطارات ، إذ ستطالعه حديقة مخضرة الجنبات ، بديعة التخطيط متجددة الأغراس ، متدفقة النافورات سليمة الكراسي ، يقوم على رعايتها والعناية بها رجال دؤوبون على العمل والمراقبة ، لكنه إذا تابع فضوله وسأل أحد العاملين عن الجهة الراعية لهذه الحديقة ، سيزول عجبه حين يعلم أنها إدارة محطة القطار وليست الجماعة الحضرية .