إذا كان بعض الممثلين السوريين يؤكّدون بقاءهم في بلدهم رغم الأوضاع المتوتّرة، فإنّ بعضهم الآخر اختار المغادرة إلى دول قريبة أو بعيدة. قد لا يكون سبب سفر هؤلاء هو الاحتجاجات الشعبية، لكن هذا الأمر أسهم حتماً في دفعهم إلى اختيار «منفى» موقّت واختياري في انتظار اتّضاح الصورة النهائية للأوضاع، خصوصاً أنّ بعضهم تعرّض لعدد من المضايقات. يقول بعض النجوم إنّهم غادروا سوريا بسبب ارتباطهم بمشاريع فنية في الخليج، والبعض الآخر يتحدّث عن التحاقه بدورات تدريبية... فيما اختار قسم من الممثلين قضاء رمضان في الخارج، رغم أن هذا الشهر كان في السنوات السابقة مناسباً للتواصل مع الجمهور من خلال اللقاءات التلفزيونية أو المشاركة في برامج المسابقات. البداية كانت مع النجم سلوم حداد. بعد ظهوره على تلفزيون «الدنيا» وإطلاقه بعض التصريحات السياسية المناهضة للنظام، تعرّض «القعقاع» لتهديد من مجهولين في أحد مقاهي دمشق، فما كان منه إلا أن حزم أمتعته وهاجر مع عائلته إلى فرنسا، حيث يقيم شقيقه منذ فترة طويلة. وحتى الساعة، لم يخرج أي خبر يؤكد نيته البقاء هناك أو عودته قريباً إلى دمشق. أما النجم باسل خياط، فقد تسبب ظهوره في برنامج «لو» مع المغنية اليمنية أروى منذ أشهر في استياء بعض الجمهور الذي اتهم الممثل «بعدم الاهتمام بما يجري في سوريا»، حتى وصلته بعض رسائل التهديد على هاتفه الخلوي. وهو الأمر الذي دفع خياط إلى الامتناع عن أي ظهور إعلامي، إلى أن سافر أخيراً مع عائلته ليقيم عاماً كاملاً في أبو ظبي بحجة خضوعه لدورات تدريبية. من جهة أخرى، سبق أن تأجل مسلسل «حياة مالحة«»للكاتب فؤاد حميرة والمخرجة رشا شربتجي بسبب انتقال الممثل تيم حسن ليقيم فترة من الزمن في دبي. كذلك، اختار ثاني أبطال المسلسل نفسه، أي قصي خولي مواصلة دورات اللغة الانكليزية التي كان قد بدأها في الولاياتالمتحدةالأمريكية. واختارت كاريس بشار بلاد العم سام مكاناً لإجازتها الطويلة. ويرجح بعضهم أن يكون سفر الممثلة يارا صبري مع زوجها المخرج ماهر صليبي وعائلتها إلى دبي هرباً من موجة التهديدات التي واجهتها، وحملة التخوين التي تعرضت لها إثر توقيعها «بيان درعا» الشهير. أما الممثل سامر المصري، فقد اختار بيروت مكاناً للإقامة ربما كي يكون قريباً من الحدث. إذاً لم ينجح نجوم الدراما في إبقاء أنفسهم خارج التجاذبات السياسية، فانقسموا بين مؤيّد للنظام، ومعارضين له... حتى خرجت بيانات خوّنت كل من وقف إلى جانب الاحتجاجات الشعبية. واليوم ها هم يغيبون عن الشاشة (وعن سوريا) ريثما تنجلي الأمور ويعودوا إلى قواعدهم... سالمين!