عكس ما كان متوقعا، جرى الجمع العام العادي لفريق المغرب الفاسي في جو حضاري، حضرت مصلحة الماص فوق كل الاعتبارات، وأيضا سجل اقتناع الأسرة الماصوية بما حققه الرئيس مروان بناني هذا الموسم. ومما زاد من قيمة الجمع العام العادي للمغرب الفاسي التسيير المحكم للمدير العام محمد النصيري، الذي أدار أشغال هذا الجمع العام باحترافية كبيرة. انطلقت أشغال الجمع العام العادي، الذي احتضنته قاعة الاجتماعات بمجلس المدينة، بكلمة للرئيس مروان بناني الذي حاول من خلالها توضيح الأسباب و الدوافع، لاتي جعلته يلوح بالاستقالة، حيث ضاق صدره عن غياب المساعدات المادية، مشيرا إلى أن لعب الأدوار الطلائعية يتطلب الكثير من الأموال. وألمح إلى أن الفريق عانى من خصاص مالي ملحوظ في الآونة الأخيرة، ورغم ذلك وبمساهمة أعضاء المكتب المسير استطاع تحقيق نتائج إيجابية على جميع المستويات، وتمكن ان يرد الاعتبار لنفسه، كواحد من الأندية المتألقة سواء على المستوى الوطني أوالعربي أو الإفريقي. وأضاف بأن حبه للفريق وكذا إلحاح المنخرطين والمحبين والجماهير دفع إلى تغليب المصلحة العامة للفريق وللمدينة على مصلحته الخاصة، وبالتالي مواصلة مهمته على رأس الفريق الفاسي، الذي سيقول كلمته خلال هذا الموسم من دون شك. بعد ذلك تقدم الكاتب العام، محمد الرابحي، بتلاوة التقرير الأدبي، الذي جاء شاملا لكل المراحل التي قطعها الفريق الفاسي، من تعاقد مع المدرب رشيد الطاوسي والتربصات والنتائج الايجابية التي طبعت مشوار المغرب الفاسي، الذي كان يلعب من أجل البقاء وتفادي النزول إلى فريق استطاع أن يكون وصيفا للبطل على مستوى البطولة، ثم وصيف للبطل على مستوى كأس العرش، وتأهله لأول مرة في تاريخه للدوري المجموعات الإفريقية. كما ذكر التقرير الأدبي بالتعاقدات الجديدة للنادي من أجل ملء الفراغ الذي تركته العناصر التي غادرت الفريق، رغم المجهودات التي بدلها الرئيس من أجل إقناعهم بالبقاء، كما هنأ التقرير الرجاء بفوزه بالبطولة والنادي المكناسي واتحاد الخميسات على صعودهما. أما أمين المال، أنس لحلو، فأشار في تقديمه للتقرير المالي، الذي جاء شاملا لكل صغيرة وكبيرة، إلى أن المداخيل بلغت 2 مليار و626 مليون و971 سنتيما، في حين المصاريف بلغت 2مليار و 472 مليون و320 سنتيما، ليكون الفائض في حدود 148مليون و4715 سنتيما. وبذلك يكون فريق المغرب الفاسي قد حقق لأول مرة في تاريخه فائضا ماليا جد مهم، يمكنه من تدبير استعداداته للموسم المقبل بارتياح. وبعد تلاوة التقريرين الأدبي والمالي، فتح باب النقاش حيث كان تدخل المنخرط عبد الوهاب الرايس شاملا لكل الايجابيات والسلبيات والتساءلات، حيث اعتبر أن المكتب المسير حقق نتائج جد مهمة، تجلت في إنهاء مشكل الضرائب، الذي دام أكثر من 40 سنة، وهذا يحسب للمكتب المسير الحالي، إضافة لكونه استطاع أن يرد الاعتبار للفريق الفاسي الذي قدم موسما رياضيا في المستوى، ثم اقتناء حافلة في مستوى الفريق. وفي ما يخص السلبيات، فقد سجلت مداخلته غياب التنسيق بين أعضاء المكتب المسير، حيث «لم نعرف من هو الناطق الرسمي، الشيء الذي جعلنا نتصفح الجرائد ونستمع للاذاعات لنقف على تضارب في الأقوال، كما تساءل عن سبب غياب ثلث أعضاء المكتب المسير عن الجمع العام، مضيفا بأن اغلاق مدرسة التكوين للمغرب الفاسي، الذي أصبح يلجأ للاعبين من خارج فاس، معتبرا بأن الأخطاء الإدارية كانت كثيرة، قبل التعاقد مع الأستاذ محمد النصيري، الذي أفاد الفريق في ملف التأهيل، كما تساءل عن دور المنخرط داخل المغرب الفاسي، الذي يؤدي 20 ألف درهم من أجل حضور الجمع العام السنوي والتصفيق وإضفاء الشرعية على التقريرين الأدبي والمالي، دون أي لقاء بعد ذلك بالمكتب المسير لطرح مشاكله وآرائه. بعد الإجابة على التساؤلات تم التصويت على التقريرين الأدبي والمالي بالإجماع، ليتقدم بعد ذلك المدير العام للنادي، محمد النصيري، باقتراح حول انتخاب الثلث الجديد خلال الجمع العام أو ترك الصلاحية للرئيس، هو استجاب له المنخرطون، الذي خولوا الصلاحية للرئيس لتدبير مسالة الثلث الجديد، وبالتالي احتمال الحفاظ على نفس التركيبة البشرية للمكتب المسير، مع إمكانية ضخ دماء جديدة من مدينة البيضاء، من بينهم عناصر من المكتب السابق على حد تعبير بعض المصادر المنتمية لتيار الدارالبيضاء.