قضى المهدي الزوط «معلم» السباحة، ليلته الثانية بسجن تولال 2 على خلفية الفاجعة التي راح ضحيتها يافعان اثنان ( المهدي معزوز وأنس السداتي ) زوال يوم الاثنين الأخير بمسابح النادي المكناسي، وذلك بعد مثوله أمام أنظار النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بمكناس صباح أول أمس الخميس 25 غشت 2016، والتي قررت متابعته بتهمة «التسبب في القتل العمد» وإحالته على قاضي التحقيق لتعميق البحث معه. وبناء على البحث الإعدادي الذي باشره قاضي التحقيق محمد بنمنصور زوال نفس اليوم، قرر متابعة المهدي الزوط في حالة اعتقال، وأمر بإيداعه السجن المحلي تولال 2 مع تحديد 5 شتنبر المقبل موعدا للشروع في التحقيق التفصيلي معه. وشوهدت داخل المحكمة زوجة معلم السباحة مرفوقة بتوأميها، دون أن تتمكن من رؤية زوجها الذي أجهش بالبكاء قبل مثوله أمام نائب الوكيل العام بوسحابة . وخلفت المتابعة، التي تصل عقوبتها المؤبد، صدمة قوية في نفوس أصدقائه ورياضيين وسياسيين وفاعلين جمعويين وحقوقيين ، فيما انهارت زوجته. وعلاقة بذات الموضوع، استدعت الشرطة القضائية بولاية أمن مكناس نائب مدير مسابح «الكوديم» للتحقيق معه حول مسؤولية إدارة النادي في الفاجعة ، في الوقت الذي تم فيه غض الطرف عن المسؤول المدني المتمثل في المسؤول بالنادي المكناسي بالسباحة أو من ينوب عنه . يشار أن المهدي الزوط لاعب النادي الرياضي المكناسي لكرة اليد يتيم الأبوين، يشتغل مساعد معلم السباحة بمسابح «الكوديم» بأجر لا يتعدى ألف درهم لإعالة أسرته المتكونة من زوجة وتوأمين يبلغان من العمر 5 أشهر. ويتساءل المتتبعون لهذه القضية التي خلفت موجة من الغضب والسخط وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي محملة مسؤولية ما وقع للقائمين على تسيير وتدبير المسابح، الذين اختفوا عن الأنظار طيلة يوم الحادث، متسائلين عن المهام المنوطة بالمهدي الزوط كمساعد «معلم» سباحة، وإن كان يتوفر عن رخصة تسمح له بممارسة هذه المهام، ومن المسؤول عن الجانب التقني المتعلق بفتح وإغلاق صمام تصريف المياه من حوض المسبح، دون الحديث عن التأمين من عدمه. وجدير بالذكر أن عاصمة المولى إسماعيل اهتزت زوال يوم الاثنين الأخير على وقع مصرع يافعين، المهدي معزوز 16 سنة حين نزل إلى قاع حوض المسبح البالغ عمقه أزيد من 6 أمتار من أجل إزالة شبكة في الوقت الذي كان صمام خروج الماء مفتوحا، إلا أن قوة التيار المائي كانت أقوى، فابتلعه أنبوب تصريفها البالغ قطره 35 سم وذلك أمام مرأى ومسمع من أصدقائه. وحين غطس أنس السداتي 17 سنة لإنقاذ المهدي، التحق به بأنبوب صرف حوض المسبح، ليصبحا معا في عداد المفقودين إلى حين إخراج جثتيهما بعد مرور 11 ساعة.