قرر ممثل النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بمكناس الخميس 27 غشت الجاري، متابعة ابن النادي المكناسي لكرة اليد ومدرب السباحة بمسبح النادي المكناسي "الكوديم"، في حالة اعتقال وإحالته على قاضي التحقيق وفق التهم المنسوبة إليه في فاجعة غرق يافعين من أبناء النادي في رياضة الغطس "المهدي وأناس" ، خلال الاثنين الأسود حينما ابتلعتهما بالوعة أحد أحواض السباحة بعد فتح فوهتها من طرف أحدهما ومحاولة الاخر إنقاذه. الحادث المأساوي خلق ردود فعل قوية ومتباينة داخل أوساط الرأي العام المكناسي، لاسيما بعد اعتقال متهم وحيد هو "المهدي زهوط" معلم السباحة، تحت مبرر أنه هو من أمر الضحية بالغطس لفتح فوهة البالوعة، وبشهادة بعض المراهقين الذين عاشوا الواقعة، في حين تطالب أصوات كبيرة ومتعددة بمكناس بضرورة استداعاء المسؤولين عن المسبح ومحاسبة ومتابعة المتورطين، الذين يتحملون حسب ذات المصادر مسؤولية كبيرة حددوها في عدم توفر شروط السلامة داخل المسبح، وافتقاد قنوات تصريف المياه إلى شبابيك واقية تمنع مرور الأجسام الكبيرة، كما قوبل اعتقال المهدي بحملة تضامن واسعة على فضاء التواصل الاجتماعي الفايسبوك من خلال عدة صفحات أحدثت لهذا الغرض، الهدف منها رفض تقديم معلم السباحة المهدي كقربان وكبش فداء في "مذبح الفاجعة"، مطالبين بفتح تحقيق نزيه لوضع اليد على كل المتورطين والمسؤولين في فقدان شابين يافعين من خيرة رياضيي مكناس والمغرب في رياضة الغطس. ومن جهته، أعلن مسؤول باالنادي المكناسي لكرة اليد في اتصال هاتفي ب "أحداث.أنفو"، أن النادي بجميع مكوناته وفئاته يعلنون تضامنهم اللامشروط مع المتهم وابن النادي اللاعب "المهدي" ومستعدون للاعتقال بدورهم أسوة بزميلهم، حتى تظهر الحقيقة جلية، و يتم استدعاء ومحاسبة باقي المتورطين والمسؤولين في الفاجعة، رافضين تطبيق مقولة "طاحت الصمعة، علقوا الحجام" على المتهم الوحيد المهدي زهوط. والجدير بالذكر أن المهدي معلم السباحة المعتقل، يعمل بهذه الصفة خلال فصل الصيف فقط بمبلغ زهيد جدا "30 درهما" لليوم، ليصارع قساوة الزمن، لاسيما أنه رزق بتوأمين في شهرهما الخامس، وهو معيلهما الوحيد في هذه الحياة بعد أن فقد والديه هو الاخر.