برباعية نظيفة انتصر فريق الفتح الرياضي على نظيره الملعب المالي، وذلك في المباراة التي جمعتهما ليلة الأربعاء بالمركب الرياضي الأمير مولاي الحسن بالرباط، برسم إياب ثمن نهائي كأس الاتحاد الإفريقي مكرر، علما بأن مباراة الذهاب بمالي كانت قد انتهت بتعادل ملغوم(0 – 0). المدرب وليد الركراكي، وسعيا منه لإراحة لاعبيه الأساسيين لمواجهة النادي القنيطري يوم الأحد المقبل، برسم البطولة الاحترافية، التي أصبح الركراكي يعلن نفسه منافسا على لقبها وبقوة، خاصة بعد انتصاره الأخير على الوداد الرياضي. وبالعودة إلى مباراة الفتح ضد فريق الملعب المالي، ومن خلال التشكيلة التي اعتمدها المدرب الركراكي، يمكن الجزم بأنه أوهم بها كثيرا مدرب الفريق المالي، كمال الجبوري، خاصة وأنها خلت من العناصر الأساسية (باتنا وسكومة في الشوط الأول وعبد السلام بنجلون ولكناوي وفوزير والباسل وأكرد طيلة المباراة)، وبذلك يكون قد بعثر كل قراءات المدرب كمال جبوري، الذي كان بنى خططه على تشكيلة مباراة الذهاب. وشكب خط وسط ميدان فريق الفتح خطرا كبيرا على مرمى الحارس ادجيكي ديارا، خاصة وأن اللاعب يوسوفا أنجي لعب ولأول مرة مباراة بأسلوب واقعي جدا، وابتعد عن اللعب الفردي الذي كان نقطة ضعفه، كما أن مصطفى كوندي عرف كيف يخلخل دفاع الملعب المالي، وتمكن من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 31. فتحرر لاعبو فريق الفتح، وتحكم في مجريات اللعب بنهج هجومي سريع، وذلك بالاعتماد على اللمسة الواحدة، والتوغل في مربع عمليات الملعب المالي بقوة عددية كبيرة، حيث كان المدافع مهدي خالص يجد نفسه وسط المربع لاستقبال الكرات المقوسة، التي كان يرسلها كل من النفاتي وبولهرود والنهيري، وكان دائما هناك صمام الآمان اللاعب مروان سعدان، الذي عرف كيف يكسر كل الهجومات المرتدة للفريق المالي بتموقع جيد ولياقة بدنية عالية، وذكاء ثاقب والتي كان يحولها بسرعة فائقة إلى هجوم معاكس، وهو ما جعل مهاجمي الفتح يفاجئون دفاع الملعب المالي في أكثر من مناسبة، وقد تأكد بأن الفتح يمكنه أن يضيف أهدافا أخرى، رغم أن الحكم التونسي يوسف السرايري أنهى الجولة الأولى بانتصار الفريق الرباطي بهدف واحد. الشوط الثاني، خاضه الفتح برغبة ملحة في إضافة هدف ثان يطمئن به على التأهل إلى دور المجموعتين، وهو ما دفع كثيرا لاعبي الملعب المالي إلى نهج لعب مفتوح، وبذلك سقط المدرب كمال جبوري مرة ثانية في فخ الركراكي، الذي يحب هذا النهج، خاصة وأنه يلعب بثلاثة مهاجمين. وهو ما أكده اللاعب محمد النهيري بهدف ثاني، وكان ببصمة اللاعبين الكبار، وتم ذلك في الدقيقة 51. الهدف الثاني جعل لاعبي الفتح يلعبون بثقة كبيرة في النفس، وحول تمريراتهم وكأنهم في حصة تدريبية، ذلك أن استحواذهم على الكرة كان يدوم لدقائق، وهو ما جعلهم يحافظون كثيرا على طراوتهم البدنية لاستغلالها في الأمتار الأخيرة من الهجومات المضادة. وبما أن المصائب لاتأتي فرادي، طرد الحكم التونسي المدافع موسى كوليبالي بعد حصده لإنذارين، وهو مازاد من بعثرة أوراق مدرب الملعب المالي، الذي أصبح يبحث عن الخروج بأقل الأضرار، التي ازدادت عندما سجل موسى أنجي الهدف الثالث في الدقيقة 77، وبعدها يكمل البديل مراد باتنا الرباعية بهدف جميل، ويضيع هدفا خامسا في الدقائق الأخيرة من المباراة وأمام شباك فارغة. وبعيد عن أداء اللاعبين يمكن القول بأن وليد كان ذكيا في إدارة المباراة، عندما خاضها بلاعبين كانوا دائما في دكة الإحتياط، مما جعل المدرب كمال جبوري عاجزا عن إيجاد حل للشفرة التي يلعب بها وليد،كما أن لجوءه إلى سقي عشب الملعب دقائق قبل المباراة أصبح سلاحا يعتمد عليه لأنه وحده ولاعبيه يكونون على دراية بذلك، ويستعملون الأحذية التي تساير العشب المبلل وتبعدهم عن الانزلاق في حين يسقط الفريق المنافس في الفخ. ما يجب تسجيله هو أن فريق الملعب المالي لعب بروح رياضية عالية، وبطريقة أنستنا ذلك اللعب العنيف الذي كان يغلب على الكرة الإفريقية.