انتصار سادس بالنسبة للفتح الرياضي كان يعني خطوة كبيرة نحو الفوز بلقب بطولة الخريف، خاصة وأنه سيستقبل بميدانه برسم الدورة 14 فريق الكوكب المراكشي. لكن الحلم تأجل، والصراع على مقدمة البطولة مع الوداد الرياضي تأجج، بعد أن تمكن "فارس سبو" من إلحاق ثاني هزيمة بالفريق الرباطي، في المباراة التي جمعتهما بملعب بوبكر اعمار بمدينة سلا، برسم الدورة 13 من البطولة الاحترافية، بعد الهزيمة التي الأولى التي كانت أمام فريق الجيش الملكي، وبذلك يكون الجاران النادي القنيطري والجيش الملكي قاسيان على فريق الفتح الرياضي، الذي أصبح طموحه يكبر للفوز بالبطولة الإحترافية.وتعزز هذا الطموح بكونه احتل المرتبة الأولى خلال أسبوع كامل، فصل بين الدورة 12 و13. وبهذا لم يعد الرقم 13 رقم نحس بالنسبة للإنجليزيين فقط، ولكن بالنسبة لكل مكونات الفريق الرباطي. فالفتح الرياضي الذي أصبح يثق في لعبه الهجومي، سقط في هذا الفح الماكر أمام النادي القنيطري، الذي أصبح يحقق نتائج إيجابية، مكنته من احتلال وسط سبورة الترتيب. وبالعودة إلى المباراة، فإن شوطها الأول دخلته عناصر الفتح برغبة جامحة لتسجيل هدف مبكر، يربك به فريق النادي القنيطري، فاعتمد لذلك المدرب وليد الركراكي على باها كرأس حربة وباتنا وفوزير وسكومة كمساندين، خاصة وأنهم كلهم يمتازون بسرعة عالية، والقدرة على التمريرات العميقة الميليمترية، وذلك بهدف خلق الارتباك وسط مربع العمليات، وبالتالي الوصول إلى شباك الحارس لكروني. الرغبة في التسجيل المبكر، كان وليد الركراكي يهدف من خلالها إخراج النادي القنيطري من الدفاع الصارم والدفع به إلى اللعب المفتوح، الذي يمكن أن يكسب منه الكثير من المساحات الفارغة، التي قد يستغلها مراد باتنا،أو نبيل باها. هجومات الفتح خلقت الكثير من المتاعب للدفاع القنيطري، لكنه كان يتخلص من الضغط بالمرتدات السريعة، والتسديد من بعيد، واعتمد كذلك على ملء وسط الميدان، فتقلصت المساحات أمام باتنا،الذي أصبح يعتمد على التمريرات العرضية المقوسة، لكن المدافع الزكرومي عرف كيف يفشلها كلها بتموضعه الجيد ولياقته العالية، التي وظفها بشكل ممتاز، ومن دون أن يرتكب الأخطاء. فشل الفتح في التسجيل جعل لاعبي النادي القنيطري يكسبون الكثير من الثقة، وبالتالي أصبحوا يضغطون بقوة عددية على دفاع الفتح، الذي كان منقوصا من قطبيه خاليص ومانداو، ومن وسط الميدان سعدان. لكن تواجد اللاعب الشاب نايف أكرد مكن من صد العديد من هجومات النادي القنيطري، خاصة في الشوط الأول الذي أنهاه الحكم سمير الكزاز بالتعادل. الشوط الثاني إنقلبت فيه الأدوار، واعتمد فيه الكاك على الهجوم كأحسن وسيلة للدفاع، وهو ما مكن اللاعب إجروتن من تسجيل الهدف الأول لصالح النادي القنيطري في الدقيقة 47 ،وبذلك تبعثرت الكثير من أوراق المدرب وليد الركراكي، الذي وجد نفسه يبحث عن التعادل عوض الانتصار، وهذا ما تطلب من لاعبيه بذل الكثير من الجهد، وتمكنوا من ذلك في الدقيقة 53، وكان من قدم اللاعب المخضرم نبيل باها، الذي أصبح ورقة رابحة بالنسبة لوليد الركراكي. هدف التعادل جعل مناورات المدربين تبدأ بالتغييرات، وبفرض إيقاع سريع للعب، مع الابتعاد كليا على اللعب المعتمد على الدفاع. الإندفاع الهجومي مكن فارس سبو من تسجيل الهدف الثاني بواسطة عادل المسكيني، وكان ذلك في الدقيقة 68. الهدف الثاني،جعل النادي القنيطري يشكل أكثر من جدار دفاعي، والاعتماد كما البداية على المرتدات السريعة، وبقوة عددية كبيرة، خاصة بعد إدخال اللاعب بورواس. هذا النهج أغلق كل المنافذ على هجوم الفتح الرياضي،الذي أصبح يعتمد على الضربات الثابتة، لكن التسرع جعل منفذيها( النهيري وباتنا ) يفشلان في العودة في المباراة، وهو ما جعل النادي القنيطري يعود بثلاث نقط ثمينة، ويفرمل تقدم الفتح، الذي أصبح فوزه بلقب الخريف رهينا بنتيجة ما تبقى من دورات الشطر الأول، مع العلم بأن فريق اتحاد طنجة دخل على خط التنافس.